أحرار رغم القيد

مؤسس مجموعات الفهد الاسود لـ"اخباريات": الوحدة هي الطريق الحقيقي لتحقيق الاهداف الوطنية

رومل السويطي |
مؤسس مجموعات الفهد الاسود لـ الاسير احمد عوض كميل
اخباريات - حاوره علي سمودي:
في مثل هذا اليوم بدات رحلة الاعتقال للاسير احمد عوض كميل من قباطية مؤسس وقائد مجموعات الفهد الاسود الجناح العسكري لحركة فتح في الانتفاضة الاولى والذي يكمل عامه الخامس عشر داخل السجون الاسرائيلية التي بلغ عدد اعتقالاته فيها –قبل الاعتقال الاخير -12 مرة , ورغم الحكم عليه بالسجن المؤبد 16 مرة اضافة ل 20 عاما فان العوض لا زال يتمتع بمعنويات عالية وارادة كبيرة للصمود والتحدي ومواصلة حمل الرسالة التي امن فيها من اجل حرية واستقلال وكرامة شعبه , وفي ذكرى اعتقاله اجرى مراسلنا اللقاء التالي مع  ابو العوض
س : بداية عرفنا على بطاقتك الشخصية وخلفيات اعتقالك ؟
انحدر من بلدة قباطية جنوب جنين احدى قلاع المقاومة وحركة فتح في مواجهة الاحتلال حيث عايشت ظر وف المعاناة والهموم التي فرضها الاحتلال على شعبنا فانخرطت في صفوف حركة فتح صانعة الثورة والمشروع الوطني مما عرضني للاعتقال مرة تلو الاخرى وكانت محطة الاعتقال الاولى عام 1984 ولكن مع اندلاع الانتفاضة الاولى تكررت حملات استهدافي وملاحقتي واعتقالي مرة تلو الاخرى وفي عام الانتفاضة الاول تعرضت للاعتقال وما كدت اخرج حتى عادت قوات الاحتلال لملاحقتي وفي احدى المرات وخلال محاولة اعتقالي كسرت قدمي اليسرى واجريت لي عدة عمليات جراحية وزرع لي بلاتين فيها ولا زال مزروعا حتى اليوم , ومع تصاعد حرب الاحتلال ضد شعبنا ومجازره بادرت مع بعض المناضلين في حركة فتح لتاسيس مجموعات الفهد الاسود التي ساهمت في تطوير الادوات النضالية للانتفاضة وانتقلت لمرحلة الكفاح المسلح فبدات المجموعات بالتوسع والانتشار من قباطية الى مختلف ارجاء محافظة جنين مما اثار غضب الاحتلال فاشتدت حملة ملاحقتي وبدات قوات الاحتلال بنصب الكمائن لي وتعرضت عائلتي لعقوبات قاسية وسط التهديد بتصفيتي بعدما وضعتني على راس قائمة المطلوبين ورغم اغتيال العديد من قادة المجموعات تواصلت عملياتها وخاصة عملية مسلية التي نفذتها انتقاما للشهيد احمد الجمل والتي قتل واصيب فيها عدد من الجنود  تلك العملية اثارت موجة غضب عارمة في صفوف قوات الاحتلال التي اعلنت حرب شاملة على الفهد الاسود .
س: كيف تتذكر بعد كل هذه السنوات لحظات اعتقالك الاخير ؟
في 29-9-1993 وفي ذروة نشاط مجموعات الفهد الاسود شنت قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة النطاق لاعتقالي فحاصرت الموقع الذي كنت اتحصن فيه ودفعت بمئات الجنود الذي فرضوا حصارا شاملا على قباطية والكفير والزبابدة وقاموا بحفر خنادق حتى حوصرت في قرية الكفير  وتمكنوا من اعتقالي ونقلوني للتحقيق في اقبية سجن جنين المركزي لاشهر حتى حوكمت بالسجن المؤبد بتهمة الوقوف خلف العمليات العسكرية لفتح وتاسيس وقيادة الفهد الاسود ولكن ذلك لم يكن كافيا فقد تعرضت لعقوبات العزل  وقد تعرضت  لعمليات ضرب  ونقل من سجن لاخر من جنيد وجنين و عسقلان ونفحة وبئر السبع وهدريم و شطة لحرماني من ابسط حقوقي ولكن كل محطات المعاناة خلال المطاردة او الاعتقال لم تنال من ارادتي وقناعاتي وايماني بعدالة قضيتنا وحقنا المشروع في الدفاع عن شعبنا وتامين مستقبل افضل لاطفالنا وشعبنا .
س : معاناة العائلة خاصة كونك اب كبر اطفالك وتخرج بعضهم من الجامعات الم تؤثر عليك ؟
ج : نحن اصحاب رسالة وقضية مقدسة ولا يمكن للمرء ان ينسى واجبه الوطني رغم ما تتعرض له عائلته التي هي جزء من الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود من الاحتلال وبحمد الله صبرنا وتحملنا ومعي عائلتي كل الظروف الصعبة التي فرضها الاحتلال علينا بسبب مطاردتي وعقب اعتقالي واسرتي ككل اسرة فلسطينية صامدة وصابرة وزوجتي شكلت رمزا لصمود وبطولة المراة الفلسطينية التي وقفت لجانب زوجها واطفالها علما انه منذ زواجنا وهي تعاني بشكل بالغ بسبب استهداف الاحتلال لي حتى انها انجبت طفلنا الثالث محمد بينما كنت مطاردا وبحمد الله توفر لاطفالي حياة مستقرة رغم الظروف الصعبة وانا فخور بمعتز وانصار ومحمد الذين لم يتاثروا باعتقالي وواصلوا مسيرتهم التعليمية وحققوا امنيتي في النجاح وبتفوق وتخرجهم من المدارس والتحاقهم بالجامعات ولكن ما يحزنني ان الاحتلال يحرمهم زيارتي وقد رفض منحهم تصاريح بذريعة الاجراءات الامنية التي تعتبر جزء من الحرب التي تمارس بحق الاسرى لتضييق الخناق عليهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم خاصة وان الاحتلال يدرك التاثير الكبير لمنع زيارة اهلنا على نفسية الاسير وهذه مشكلة عامة يعاني منها غالبية الاسرى لان المئات من الاسرى محرومين من زيارة ابنائهم ولذلك على المؤسسات المعنية القيام بدور كبير للتصدي لهذه الاجراءات وكسر القرار التعسفي الظالم وضمان حق الاسير بزيارة جميع افراد اسرته دون أي وصاية او تدخل من سلطات الاحتلال .
س : من موقعك الاعتقالي كيف تقيم الاوضاع داخل السجون ؟
ج : عبر سنوات من النضال والتضحية تمكنا من تبيث واقع اعتقالي متماسك ومتميز رغم تاثيرات انقلاب غزة على اوضاعنا ولكن الاشد خطورة تدهور الاوضاع في كافة السجون بفعل الهجمة الشرسة التي بدات ادارة السجون بتنفيذها مؤخرا للانقلاب على حقوقنا وحرماننا من الانجازات التي وصلنا اليها بالدم والمعاناة فالاوضاع تسير من سيء لاسؤ وهناك برنامج خطير تمارسه الادارة لاعادتنا لنقطة الصفر سواء على صعيد محاولة فرض الزي البرتقالي المرفوض او سؤ المعاملة او حملات التفتيش والاعتداء والعزل والتنقلات او الواقع الاعتقالي الرهيب وفي اطاره تاتي قضايا تدهور وجبات الطعام بشكل متعمد حتى اصبحنا نعيش على الكانتين فبدونه سيجوع المعتقلين ولن يتمكنوا من الحصول على حقوقهم وقد عانينا بشكل كبير خلال ازمة التحويلات والكانتين خلال العام الجاري لذلك نؤكد على اهمية التركيز في تثبيت قضية الكانتين وفق احتياجات الاسرى وحقهم العادل والتعامل معها كاولوية تشمل جميع المعتقلين والزام الادارة بعدم تكرار التجربة السابقة لان من يدفع ثمن أي خلل هم الاسرى كما نؤكد على ضرورة رعاية اسر الاسرى والشهداء وتوفير حياة كريمة لهم فنحن صامدون ونمتلك ادوات الصمود والتحدي لافشال خطة الادارة ولكن يجب تفعيل ادوات الضغط الاخرى الرسمية والشعبية لنعيد لقضية الاسرى مكانتها الحقيقية لتكون اولوية لانه لا يمكن تحقيق السلام دون تحرير كافة الاسيرات والاسرى وهنا ياتي دور المفاوض والقيادة الفلسطينية التي نثق بها وبحرصها على الاسرى يجب عدم ابرام أي اتفاق قبل اغلاق ملف الاسرى جميعا العرب والفلسطينين والقدس والداخل والجولان السوري المحتل فجميعنا ننتمي لرسالة وقضية واحدة هي فلسطين .
س : من وجهة نظرك كاحد قدماء الاسرى ما هو المدخل لحل الاوضاع الراهنة على الساحة الفلسطينية؟ .
ج :  لم نذخر كاسرى وخاصة الحركة الفتحاوية الاسير أي جهد مستطاع لانجاز ودعم الحوار الداخلي وانهاء الحالة الفلسطينية الراهنة المؤلمة والمؤسفة التي نجمت عن انقلاب حماس في غزة والذي يجب ان ينتهي فورا من خلال الحوار والعودة للشرعية الفلسطينية ونحن نعيش احزان والالام مضاعفة لان ما يجري اصبحنا همنا الاول والاخير حتى اننا نسنينا همومنا ومشاكلنا مع الادارة ويجب على كل القوى ان تضع كل الامور جانبا لتعمل بجهود موحدة لانجاز موضوعة الحوار الفلسطيني الفلسطيني الذي يشكل غيابه والعجز عن تحقيق نتائج ايجابية فيه اكبر خطر على قضيتنا وشعبنا لذلك نؤكد دعمنا للرئيس محمود عباس رمز الشرعية الفلسطينية ونطالب كافة القوى بالالتفاف حول القيادة الفلسطينية للتوجه نحو حوار القاهرة بروح وحدوية واحدة للتوصل لاتفاق فالفشل مرفوض والعقبات يجب ان تنتهي وعلى حركة حماس ان تتحمل مسؤولياتها والتوقف عن عرقلة جهود الحوار لان نهاية الانقلاب المدخل الصحيح لانجاز الحوار وتحقيق الاهداف التي ننتظرها جميعا ونطالب فصائل منظمة التحرير بتحمل مسؤولياتها لان ضياع الوقت ليست من مصلحة أي فلسطيني خاصة وان حركة فتح قدمت العديد من المبادرات لانجاح الحوار وحماية مشروعنا الوطني وصون دماء الشهداء
 س : في ذكرى اعتقالك المستمر منذ 15 عاما شطب اسمك خلالها من جميع صفقات التبادل وعمليات الافراج ما هي رسالتك ؟
ج : رسالتي الاولى من خلف القضبان باسم الاسرى  نقول فيها  للجميع يجب ان تكون  اولوياتنا الوحدة والتلاحم لانهما  الطريق الحقيقي لتحقيق الاهداف التي ضحينا لاجلها عبر عقود طويلة شعبنا لا زال صامدا ومتمسك بقضيته فيجب تعزيز صموده وافشال مخططات الاحتلال للنيل من ارادته وفرض المشاريع التي لا تلبي حقوق ونحن نعلن تمكسنا بخيار قيادتنا الفلسطينية في السلام القائم على حقوقنا واهدافنا ولكن نطالب الجميع بعدم نسيان قضية الاسرى وعدم التعامل معها الا بالمناسبات هناك مخطط اسرائيلي خطير يستهدف الاسرى كما القدس واللاجئين وحقوقنا لذلك يجب ان تكون قضيتنا في راس سلم الاولويات وكسر المعايير الاسرائيلية التي تصنف الاسرى وتصادر حقهم المشروع في الحرية ويجب الاصرار على عدم ابرام أي اتفاق او صفقة مع اسرائيل قبل اغلاق ملف جثامين الشهداء المحتجزين و المعتقلين جميعا وفي مقدمتهم عمداء وقدماء الاسرى وذوي الاحكام العالية والمؤبدات فهؤلاء هم ابطال الحرية والسلام ومعركة الكرامة والاستقلال ويجب الاستفادة من التجارب السابقة في خلق راي عام محلي وعربي ودولي ضاغط ومؤثر يلزم اسرائيل بتنفيذ القانون الدولي في الافراج عن اسرى الحرب جميعا دون قيد او استثناء او تمييز .