تقارير وتحقيقات

الزواحف والفئران تتجول في مدرسة بنات سلفيت الثانوية وجدرانها آيلة للسقوط !!

رومل السويطي |
الزواحف والفئران تتجول في مدرسة بنات سلفيت الثانوية وجدرانها آيلة للسقوط !!

شبكة اخباريات/ تقرير- عهود الخفش:  من ينظر اليها يظن  للوهلة الأولى أننا ما زلنا نعيش في العصر القديم ..  حجارتها خرساء  تستنفذ قواها... جدرانها  متأكله والشقوق العميقة في سقفها المتهتك.. وساحتها التي تتشعب فيها  القنوات المخصصة لتصريف مياه الأمطارالتي تحد من حرية وسهولة الحركة .. مقاعد قديمة مهترئة لا تجدي نفعا ...ومشارب المياه المتصدئة  تشمئز النفس البشرية  من النظر اليها, فكيف بشرب المياه منها!؟ .. حشرات وفئران تنتشر لتزاحم الطالبات في حصولهن على التعليم .. يافتطتها القديمة تدلنا على أنها مدرسة .. وأي مدرسة هذه...؟؟ إنها مدرسة بنات سلفيت الثانوية "شمال الضفة الغربية" ..


مرتع للزواحف و الفئران

بصوت ممزوجا بالخوف بدأت الطالبة "ايه " من الصف الحادي عشر حديثها قائلة": هذه ليست بمدرسة , هذه حديقة للزواحف والفئران, تكون الفئران بيننا تتراكض وتتجول أمام أعيوننا ,ونحن  في غرفة الصف نتلقى تعليمنا وكذلك في الساحة , مما يجعلنا  في حالة عدم تركيز عند إعطائنا الدروس, فنبقى في حاله ذعر وخوف ومراقبة أن إحدى الفئران ستخرج من أحدى زوايا الغرفه, لأن البلاط قديم ويعاني من تصدعات لدرجة خروج الرمل الذي أسفله,  ولم يقف الحال عند خوفنا  كطالبات, كذلك المعلمات  يكن في حاله عدم تركيز وترقب, هل سيأتي إحداهن أم لا!؟ . مما يجعلنا في حالة تشتت فكري وخصوصا عند تقديمنا الإمتحانات, وتكمل "اضافة الى ذلك وجود بعض الزواحف "كالسحالي والتكك" التي تكون على الجدران وفي كل مكان من المدرسة ,
الطالبة "ضحى" والتي قاطعت زميلتها قائلة بلهفة " كذلك يوجد عند صفنا "  خلية نحل " والتي تثور كل فترة مما يسبب لنا إزعاجا وخوفا من أن نتعرض للسع . وتضيف , كذلك الساحة التي تحد من سهولة حركتنا بسبب وجود القنوات والتي بدورها تؤدي الى تعثرنا في كثير من الأحيان اذا لم نكن متيقظات, كما حصل مع إحدى المدرسات عندما تعثرت " وتنهي حديثها بتساءل مثل هذه الاجواء, هل تكون بيئة ملائمة لتلقي التعليم فيها ؟


بحاجة الى غاز

"ينقصنا فقط  الغاز " بهذه الكلمات بدأت  الطالبة "دعاء" من الصف الحادي عشر "أ"  وتضيف الغرفه التي نتلقى فيها  دروسنا حاليا كانت عبارة عن غرفه للتدبير المنزلي ولغاية الآن يوجد فيها  حنفية مياه  وكذلك الخزانة الخاصة والتي تحتوي بداخلها  كل ما يلزم ادوات المطبخ من صحون وكاسات .. الخ ,اضافة الى ذلك  جدرانها  التي  تعاني من الرطوبة وخصوصا منطقه وجود المجلى .ولا ننسى الفئران التي تتجول بيينا .
أما الطالبة "احلام " تضيف قائلة معاناتنا لم تتوقف عند هذا الحد كذلك أن الغرفه ضيقة جدا ولا نشعر بالراحة النفسية  عند تلقي دروسنا . علاوة على ذلك أن الغرفه والشباك يطلان على الشارع الرئيسي وهذا يسبب لنا ازعاجا  لا نستطيع وصفه, لدرجة أن المارين بالشارع يقومون بالتحدث معنا ,وبهذا نحاول جاهدات عدم التحدث داخل الغرفه الصفية خوفا من سماع حديثنا  حتى أثناء الحصص الدراسية يكون التحدث بصوت منخفض .

وكأننا بعالم آخر

بصوت مرتفع  فاق أصواتهن تقول الطالبة "مها" من التوجيهي "علمي" معانتنا  تختلف كون أن الغرفه الصفية التي نتلقى فيها دروسنا  تقع بالقرب من المقصف, أي أن  شباك المقصف  يطلع علينا . وتضيف قائلة": الحصة الثالثة على مدار أيام الأسبوع  لا نعرف كيف نتلقى دروسنا, لأنه يكون بعدها فترة التنفس "الفرصة" وتكون  هذه الفترة لتجهيزه وفتحه,ونحن طالبات توجيهي وهذه سنة حرجة, ونشعر بالظلم, ولكن ليست باليد حيلة "

وتواصل الطالبة "رشا"من الصف الحادي عشر ادبي "ب" حديثها معنا قائلة": الغرفة الصفية التي نتلقى فيها دروسنا هي كانت في الأساس المقصف المدرسي, ونحن لا نشعر بالراحة عند تلقينا الدروس لبعدها عن الغرف الأخرى, وكأنها ليست  جزءأ من المدرسة, حتى أننا لا ندري متى تنتهي الحصة, فلم نستطيع سماع رنين الجرس ,تصمت لثواني وبتعابير وجهها التي تغيرت ملامحه تكمل":هذا نتحمله ولكن الرائحة الكريهة التي تخرج من الحمامات لا نستطيع تحملها إضافة الى تشتتننا أثناء الحصص  لأن الغرفه كلها شبابيك, وننظر للرايحة والجاية على الحمامات وبالتالي نبقى في حالة عدم تركيز"

ضحايا ولكن من نوع اخر
"الله  الي سترنا هذاك اليوم " بهذه الكلمات أخذت الطالبة "حلا" من الصف الحادي عشر التجاري تحدثنا بالحادثة التي حدثت  بغرفه مختبر الحاسوب قائلة ": خلال العطلة الصيفية وقع جزءا من السقف على أجهزة الكمبيوتر, مما أدى الى إتلاف أربعة منها , وتتساءل  كيف لو كنا نحن الطالبات في الغرفة ماذا كان حدث لنا !؟. وتضيف لم يكتفي  الوضع عند هذا الحد كذلك السقف تتسرب منه مياه الأمطار, وكخطوة من أجل منع  تسريب مياه الامطار  نقوم بوضع "لجون" لتلقي المياه فيها . إضافة الى ذلك البلاط متهافت والرمال تخرج منه, وبالتالي الفئران تتنشر في كل زاوية وتكون بيننا عند تلقي دروس الكمبيوتر والتي نحرم منها في كثير من الأوقات , وتكمل "لم تقف مشاكلنا عند هذا الحد بل يتعداه الى تعرضنا للخطر بسبب الكهرباء  فالاسلاك  خارج الافياش المكسوره , والرطوبة تؤثر عليها, فبتالي تؤثر علينا عند لمسها ,.وتنهي حلا حديثها بمطالبتها قائلة ":  نحن كطالبات الفرع التجاري بحاجة الى غرفة مختبر حاسوب  تكون مهيئة وخالية من مشاكل البنية التحتية "


نطالب بلجنه تحقيق

بكلمات مختصرةتحدثت نائبة مجلس أمهات سلفيت "أم مجد "حديثها قائلة ":تم بناء هذه المدرسة  في عام  1945ولغاية  الأن لم يطرأ عليها أي تحديث على بنيتها التحتية , فالبنية متهتكة, وغير أمنه , وبحاجة الى هدم وبناء مدرسة جديدة . فالوضع مأساوي فئران وحشرات ورطوبة وجدران لا تتحمل  حتى وضع مروحة عليها , كما حدث خلال العام أنه بعد تثبيت المروحة في إحدى الجدران واذا بها تسقط على رأس إحدى الطالبات,فماذا لو حدث أي ضررللطالبة ؟ ومسؤولية من ؟ ومن المسؤول عن سلامة وأمن 250 طالبه ؟ وتكمل أم مجد حديثها " مديرة المدرسة لم تترك جهدا الا وتقوم به من صيانه وإضافات ولكن  وضع المدرسة لا يحتاج الى الصيانه"
إضافة الى ذلك أن المدرسة لا تتحمل حدوث هزات ,والدليل على ذلك أنه عندما  حدثت هزة خفيفة قبل فترة  أدت الى حدوث تشقق  في االكالدور وبدوره أدى الى تسريب المياه بشكل كبير,
وتضيف "ام مجد " منذ عامين لم نترك بابا الا وطرقناه ولا من مجيب , توجهننا لمديرة التربية والتعليم في سلفيت وللحكم المحلي  أكثر من مرة,  وشرحنا وضع المدرسة ولكن ما من مجيب . والنتيجة أنها آمنه, ولا ينقصها سوى بعض التصليحات, وتتساءل هي يوجد أصلا شيئا لإصلاحه؟ فالمشكلة ليست بالصيانة , بقدر حاجتها للهدم وبناء مدرسة جديدة  .
وتنهي أم مجد حديثها بمطالبتها . بأن تأتي الوزيرة  لميس العلمي للإطلاع على وضع المدرسة, وتشكيل لجنه تحقيق نزيهة للوقوف على مشاكل البنية التحتيه للمدرسة , وسيكون الحكم إذا رضي أحدا بأن تكون إبنته إحدى طالبات هذه المدرسة فلا بأس "


من المسؤول !؟
 وبعد عدة اتصالات توجهنا الى مديرية التربية والتعليم في سلفيت للوقوف عند المشاكل التي تعاني منها  المدرسة, لنقف  عند  دور المديرية, "رفيق سلامة" مدير التربية رد علينا قائلا": لا يوجد هناك مشكله ملحة حاليا في ندرسة البنات , وغير آيلة للسقوط لكن تحتاج الى صيانه في ساحة المدرسة, وبناء مقصف وصيانه لبعض الغرف ,
وعند توجيه سؤاله عن مشكلة القوارض رد علينا  قائلا": بالنسبة للقوارض هذه ظاهرة موجودة في كل مكان ويمكن تلاشيها والقضاء عليها ولكنها ليست مشكله بمعنى المشكله"
ويضيف قائلا": خلال السنه الماضية  حاولنا إقتطاع جزءا من ميزانية التطوير في المديرية, من أجل تعبيد ساحة المدرسة, ولكن قله المزانية  لجأنا الى المجتمع المحلي ولكن لم يستطع في حينه المساهمة , وأن هذه المدرسة مرفوعه  ضمن مشاريع الوزارة  وسنرفعها  مرة أخرى  على المشاريع من أجل صيانتها"

ويكمل "قمنا بزيارة مع رئيس قسم الابنية في المديرية  وسنعمل على  المساعدة في صيانه هذه المدرسة, ويضيف خلال  العام الماضي لم نستطع الحصول على أية مشروع من الوزارة ونأمل بالحصول خلال هذا العام "

توجهنا بعدها الى  رئيس قسم الأبنية في  المديرية المهندس محمد قادوس للإستسفسار عن رأيه بمشاكل البنية التحتية للمدرسة أجابنا قائلا": المشاكل التي تعاني منها المدرسة هي مشاكل طبيعية,ولا يوجد فيها خطر على السلامة العامة, ويضيف المدرسة بحاجة الى صيانه وخصوصا  الساحة لأنها السبب  في وجود القوراض والفئران بسبب القنوات, وبالنسبة  للسقف الذي وقع جزءا منه قمت بإصلاحه عن طريق "رقعه " وينهي حديثه  قائلا":المدرسة بحاجة الى صيانه بشكل عام ولا يوجد إمكانية لتوسعتها سواء عموديا أو افقيا لقدمها , بالنسبة  لنا كوزارة  ومديرية تربية وتعليم  نعتبر هذه المدرسة مبنى أثري ولا يجوز هدمه أو إزالته  بإعتباره من التراث الفلسطيني ويجب الحفاظ عليه "     


اسئلة تطرح نفسها  من المسؤول عن توفير بيئة تعليمية  مناسبة وغير مربكة  للطالبات ؟ وهل المدرسة تم تصنيفها من قبل وزارة السياحة والأثار على أنها  مبنى أثري ومن التراث الفلسطيني كما قيل لنا  ؟ 


 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد