غزة - محمد عوض: " الحاجة أم الاختراع " هكذا كان عنوان المواطن إبراهيم صبح من سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة والذي يبلغ من العمر (55 عام ) حيث يروي تفاصيل أكثر من 200 يوم عاشها صبح برفقة أبنائه في المنزل من أجل الخروج بإختراع جديد ينقذ غزة من الأزمة التي بدأت تتفاقم يوماً بعد يوم جراء قطع التيار الكهربائي المستمر وارتفاع أسعار الوقود لاسيما بعد إغلاق الأنفاق الرابطة بين مصر وغزة .
ويروي المواطن صبح تفاصيل الفكرة منذ التفكير حتى التنفيذ ويقول: " كانت البداية من خلال بناء فرن للتدفئة المنزلية وحين رأيت المدخنة التي تخرج من الفرن ، حيث دار في خاطري العديد من الأفكار من خلالها استغلال عوادم الفرن وثاني أكسيد الكربون ، وبالفعل تشاورت مع نجلي محمود وقررنا أن نبحث عن استغلال للأكسجين من خلال حرق البلاستيك وبعد دراسة موسعة حول خواص البلاستيك بشكل كامل لاسيما وأن البلاستيك بداخله خواص نفطية وسلاسل هيدوكربونية، وبدأت الدراسة حول إعادة حرق البلاستيك وإرجاع البلاستيك لأصله النفطي وفي أول تجربة كانت بنصف لتر وهي عملية تجريبية ، مما أرغمني علي توسيع مشروع الاستخلاص لاسيما بعد التجربة الأولي التي حققت نجاح أكثر مما كنت أتوقع . "
ويواصل صبح حديثه " على الرغم من سوء الأوضاع المادية التي أعيشها إلا أنني اقترضت من أحد الأصدقاء مبلغا من المال بغرض توسيع المشروع الذي أتوقع أن يتطور أكثر وأكثر خاصة بعد المستخلصات التي خرجت في نتائج إيجابية للمشروع وبعد أيام من نجاح التجربة صممت جهاز خاص لحرق البلاستيك واستغلال المخلفات بشكل أكبر من الذي سبق وأثبت نجاحه من خلال مخرجاته النفطية حيث في كل كيلو بلاستيك أقوم بحرقه يخرج تقريباً لتر كامل من النفط معتمدة علي عملية التحلل الحراري وتفكيك البلورة عبر درجات حرارة معينة ، وبعد ذلك ينتج غازات من خلال مصافي خاصة مصنعة يدوياً وبعدها تدخل هذه الغازات إلي المكثف وينتج عن هذه المواد النفطية المتنوعة والمكونة من خليط ممزوج ( البنزين ، والكيروسين ، والديزل ) بالإضافة إلى الشحمة ومستخلصات سائلة أخرى وغازات من الممكن إستخدامها لغاز الطهي وهذا ما أخطط له مستقبلياً.