فسحة للرأي

قاعدة عريضة من الغوغاء تجتاح حركة فتح بغزة

ساهر الاقرع |

كتب / ساهر الأقرع

كثيراً ما يؤلمني ويؤسفني ما أراه يتجدد في حركة فتح المجيدة من صراعات وانقسامات وتصريحات إعلامية هابطة، يساهم في تأجيجها وإشعالها ما ابتلينا به من بعض الشخصيات منتهية الصلاحية وأعوانهم عبر وسائل التواصل الحديثة التي يُفترضُ بنا أن نوجه استخدامها لما ينفع مصالح شعبنا وحركتنا المجيدة فتح ، فإذا ببعض البلهاء الهابطين السفهاء منتهين الصلاحية، اللذين يسعون جاهدين لتحقيق  رغبات خاصة بهم علي حساب شعبهم وحركتنا المجيدة فتح.

فقد أسهمت عناصر متجنحين تابعة إلي بعض المفصولين و المطرودين ، إلى إغراء ضعفاء النفوس بالمال للدخول في أنتون لخلق صراع وانشقاق داخل حركة فتح، وتناولها والخوض فيها دون أي قيود أخلاقية او وطنية، فلم يعد أحد يحقر نفسه أن يصول ويجول في كل فتنة، ويطلق لسانه طولاً وعرضاً، شرقاً وغرباً لرش الزيت علي النار، وتجيش عناصر يشتريهم بالمال للتشهير وخلق الأكاذيب عن بعض الشخصيات الفتحاوية الأصيلة، يبدي فيها رأياً لا يهمه أن يكون غاية في الجهل، ويقوم فيها بدور لا يعنيه مدى انحطاطه وإسفافه.

فما بين المعرفات الوهمية مثلاً في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أسماء العشرات من النكرات الذين ليس لهم في بيوتهم ولا حواريهم ولا وسط أقاربهم أي قيمة علمية، أو مرجعية معرفية، أصبح هؤلاء كلهم مُنظّرين، يكثّرون سواد الفتنة، ويؤججون نار الفرقة، أبعد ما يكونون عن الصلاح، وأجهل الناس بوسائل الإصلاح.

فأصبحت هذه القاعدة العريضة من الغوغاء، بمثابة الحقل الذي لم يبق فيه سوى هشيم زرع يابس بعد الحصاد، يكفي إلقاء عود ثقاب مشتعل فيه، ليشتعل كاملاً بالنار التي قد تأتي على الأخضر واليابس.

وفي ظل هذا الواقع المؤلم، أصبح المجتمع بكل مكوناته تقريباً، جاهزاً للاستجابة لأي حركة إثارة أو استفزاز، ليتحول إلى معركة من السباب والشتم، والتخوين والتفسيق.

تكفي كلمة عابرة لمطرود من هنا او مفصول من هناك قد لا يكون له في ميزان الرأي أو العلم أي اعتبار، لتؤججهم وتشعل حربهم، وتشطر وحدتهم إلى شيع وأحزاب، وتيارات، يفرقها أكثر مما يجمعها، ويباعدها أكثر مما يقربها.

فأصبحت نار الفتن تؤجج تارة بدعوى الانتصار للحق، وتارة أخرى بزعم انه الحريص علي حركة فتح، وثالثة بحجة كشف مؤامرة علي الحركة، وهكذا أصبحت الفتن متواصلة، والمعارك مستمرة، وأصبح هذا واقعاً مريراً، والذي لا يرضاه الله عز وجل، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يتوافق مع أخلاق ومبادئ حركة فتح التي تأسست عليها، والرفق في القول، والوحدة في الصف، والاجتماع على كلمة سواء.

وإذا كان هذا الواقع المؤلم وغير المقبول شيئاً منكراً، وظاهرة خطيرة ، وضرراً يجب أن تتضافر الجهود لمحاربته والقضاء عليه، إلا أن مما يحبطني كثيراً أن نسبة كبيرة ممن يساهمون في تأجيج هذه النار، هم من المحسوبين على حركة فتح المجيدة وهم من يقولون نحن مع الشرعية، وهم من يقولون نحن خلف قيادة الحركة وقائدها العام "محمود عباس".

والأسوأ من ذلك أيضاً أن بعض الفتن التي تشتعل نارها في صفوف حركة فتح، هي عبارة عن صراع من الآراء والمواقف الشخصية، دون أن يكون هناك أي تدخل من الجهات الشرعية مثل المجلس الثوري او اللجنة المركزية، للتصدي لها وحسم الجدل حولها، مما يسهم في استمرار هذا الهجوم الإعلامي، وتطاول هذا المفصول او ذالك المطرود، او هذا الهابط، او ذاك الخليع، ويدعوا الفرصة سانحة لبعض هؤلاء العفن لاقتناص مثل هذه المواقف وتوظيفها في اتخاذ موقع اجتماعي لهم، وتكوين قاعدة جماهيرية يجتذبها باستغلال مشاعر الحماس، عند الجماهير، وعواطفهم القذرة تجاه مثل هذه القضايا، ومع مرور الأيام أصبح بعض الأقزام يتنامى، فحركة فتح المجيدة  لم تعد قادرة على تحمل نتائج مثل هكذا صراع عبثي لا يستفيد منه سوى أعداء فتح، كما أن الواجب الوطني والأخلاقي يحتم على اللجنة المركزية والمجلس الثوري اتخاذ قرارات هامة وسريعة بطرد وكنس كل من يثبت انه يحاول تقسيم حركة فتح او اثارة النعرات او بث الفتن في صفوفها،  فليس من حق أحد من خارج الحركة أن يستغلها ليجعل من نفسه مدافعاً عنها، وحامياً لمن ينتمي إليها، كما أن علينا نحن الفتحاويين أن نتحلى بالحكمة والصبر وضبط النفس قدر المستطاع، والدخول في حوار جِدي مع بعضنا البعض، ونتجاوب مع الحقوق والمطالب المشروعة لكافة الأطر التنظيمية، وأن نتعامل مع اختلافاتنا -أيّاً كانت أسبابها ودوافعها- كوقائع حياتية وإفرازات وطنية سلبية لا يمكن الهروب من استحقاقاتها، والعمل المشترك على إخمادها في مهدها، والكف عن الانسياق الأعمى خلف الأحاديث التي تأتي من بُعد أو من الأطراف المطرودة والتي تسعي دوما لتقسيم حركة فتح المجيدة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لدعوات وقناعات وسلوكيات غير أخلاقية تؤجج نار الفتن، وهو ما يفرض على كافة قادة وكوادر وعناصر حركة فتح المجيدة أن يدركوا جيداً مخاطر الانسياق باتجاه الأحاديث والافتراءات التي يطلقها عناصر بلهاء مطرودين من صفوف حركة فتح، وللأسف يحرص عناصر بعض  المفصولين او المطرودين المتجنحين على تكثيف وتعميق جذور وإشاعة الفتنة في أوساط حركة فتح باستخدام الأموال والشعارات الرنانة.


saherps@hotmail.com

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد