اخباريات فلسطينية

"حرية" .. مولودة جديدة من الأسر الى الحرية

|
"حرية" .. مولودة جديدة من الأسر الى الحرية

اخباريات - بشار دراغمة:  أمس جاءت "حرية"، صفق لها الناس فرحا، وأبكت عيونا أيضا فرحا، دون أن تدرك كل ما يدور حولها فهي لم تتجاوز من العمر لحظات، ولا تدري سبب كل هذه السعادة التي زرعتها، فهي ليست أول طفلة تولد في الدنيا، ولن تكون الأخيرة، لكن "حرية" ستكبر يوما وتدرك لمَ كانت سببا لكل هذا الفرح الذي حاصر صراخها وفرض عليه قيودا مؤقتة.

"حرية" طفلة جديدة ولدت أمس في المستشفى العربي في مدينة نابلس، بعد أن وصلت إلى مركز رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب نطفة مهلهلة هربت من خلف قضبان السجان لتعانق رحم أم أصرت على الانجاب من زوجها سمير أبو فايد الذي يقضي حكما بالسجن 18 عاما في سجون الاحتلال.
انضمت حرية إلى 14 طفلا آخرين جاءوا إلى الدنيا بذات الطريقة وفرضوا حصارا على احتلال يحاصر الأسرى خلف القضبان، فأربكوا حساباته وبدأ عقوبات بحق معتقلين هي الأولى من نوعها في تاريخ المحاكم الإسرائيلية.
ما كان في الأمس عيبا، أصبح اليوم ظاهرة، فالكثير من زوجات الأسرى كبرت لديهن الأمنيات بتحقيق حلم الأمومة بعد أن شاهدن 15 أما أنجبن وأزاوجهن خلف القضبان، وكل ما يقال انه "عيب" ذاب بدعم مجتمعي كبير، وتحصين ديني واسع، وتأكيد طبي على النزاهة المطلقة لكل عمليات استقبال العينة وحفظها والمتابعة حتى يوم الولادة، وبالتأكيد الإطمئنان على المواليد بعد ذلك وربما إقامة أعياد ميلاد لهم كما حدث مع الطفل مهند الزبن ابن الأسير عمار الزبن.
سهاد أبو فايد والدة الطفلة "حرية" خرجت من غرفة العمليات الجراحية على سرير محروس بفرحة من حولها من أهلها وأهل زوجها الأسير سمير أبو فايد، تناست آلام جرح عملية قيصرية خضعت لها لانجاب "حرية"، واعتبرت أن مصدر الفرح لا يمكن أن يكون مصدر ألم مطلقا، ورغم وجود ثلاثة أطفال لها (ولد وابنتان) إلا أن هذه الفرحة مختلفة بالنسبة لها، بسبب طبيعة التجربة التي مرت بها وصعوبتها، وبالنسبة لها كل طفل جديد يولد هو انجاز لشعبنا.
 
المصدر: الحياة الجديدة
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد