فسحة للرأي

أبو معاذ الدعاليس ،،، شكراً

ساهر الاقرع |
أبو معاذ الدعاليس ،،، شكراً عصام ديب عبد الله الدعاليس
كتب / ساهر الأقرع *

منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، كان الإنسان أو المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، ولا يزال الرقم الصّعب في معادلة البناء والازدهار والاستقرار الوطني، وفي كل المواقف والأحداث التي عصفت بالوطن، كان خط الدفاع الأول عن عدالة قضيته، والدفاع عن مكتسباته في كثير من القضايا المتعلقة بالوطن.

وإذا كان الأمر كذلك، فإنَّه – وبالمقابل – يُفترض أن يكون ثمرة وطنيته وصدق انتمائه، مزيداً من حقوق ومزايا المواطنة والرعاية، تكفل له الحياة المعيشية الكريمة، والملائمة، التي تحقق له تمام الكفاية، في إطار مبادئ العدل والمساواة. فالمسألة إذن هي في واقع الأمر حقوقٌ، وحقوقٌ أخرى موازية، حقوقٌ للوطن والمجتمع، وحقوقٌ أخرى للفرد أو الإنسان في وطنه ومجتمعه. 

هذا تمهيدٌ مهم، يسبق التعليق على الدعوات الأخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، والصحافة والمنابر الإلكترونية والمُطالِبة بوقوف الكتاب بأقلامهم المدوية بجانب الشخصيات الوطنية، هذه الشخصيات التي وقفت دوما لنصرة الحق علي الباطل، وقفت بجانب المظلومين وناصرتهم علي الظالمين، وقفت بجانب من تعرض من اعتداء من الوحوش البشرية التي دوما عملت هذه الوحوش علي كيفية التلذذ والإبداع في سرقة أموال المواطنين بطرق احترافية وإبداعية، هذه الشخصيات التي حظيت باحترام الفقراء قبل الأغنياء، هذه الشخصيات التي حظيت بفخر واعتزاز المظلومين، ودعاء المؤمنين، من أمثال السيد / عصام ديب عبد الله الدعاليس، هذا الإنسان الوطني بامتياز، الذي وقف ولا يزال واقفا كشموخ الجبال مع المظلومين وناصرهم علي الظالمين من الوحوش البشرية، هذه الوحوش التي يجب ان تكون في مكانها التي تستحقه "السجن الأبدي"، ولا يجب ان تكون تلك الوحوش بين البشر لان الوحوش عادة الغدر من شيمها، ولا تستحق ان تتعايش مع البشر الإنساني،  وقف "الدعاليس" هذا الرجل بكل قوة ضد هؤلاء الوحوش وقال بعلو الصوت نعم للحق؟؟ الا يستحق هذا الإنسان الوطني منا الاحترام والتقديس؟

الحقيقةُ أنَّ عدداً غير قليلٍ من الغازين يعانون من عمليات نصب من قبل الوحوش البشرية، ومن هذه الوحوش البشرية هم من جميع أطياف اللون السياسي، وهي بالمناسبة تصرف شخصي ومن أشخاص معدودين وليس بكثير، والأكثر غرابة والأمر الذي لم استوعبه حتى الآن ان قبل أيام قام احد العسكريين التابع لجهاز المخابرات العامة، اقصد في حكومة رام الله "كما يقال" قام بعملية نصب كبيرة جدا وبطريقة احترافية، واستخدم اسم جهاز المخابرات العامة في عملية النصب، "وانا جاهز للمسائلة" وهذا ما سهل علية تحقيق عملية نصبه الخبيثة، وانا علي يقين بان جهاز المخابرات منه ومن فعلته القبيحة براء الذئب من دم يوسف.

عادة ومن المتعارف والمألوف ان عمليات النصب الكبيرة من هذا النوع تقض مضاجع الأهالي، وتهز أركان الدولة، لأنها ببساطة نتيجة سلوك انحطاطي خارج قيم ومفاهيم الفلسطينيين، وهذا في طبيعة الحال يأتي بدرجات خطيرة نسبياً. 

الإشكالية المُقلقة في عمليات النصب إنَّها طالت بقسوة وشدِّة الطبقة المتوسطة، واخشي انحسارها بسبب الانقسام البغيض بين شطري الوطن، وهذا مؤشرٌ خطيرٌ نأمل ألا نصل إليه، لما فيه من تأثيرات سلبية على استقرار المجتمع وتماسكه، ولأنَّ الطبقة المتوسطة، هي العنصر الأساس والمُحرِّك الحقيقي لحركة النمو والتنمية المجتمعية، وفي تقديري أنَّ مسالة اعتقال "الوحوش البشرية"، ( النصابين) باتت مُلحة، من قبل الحكومة في غزة.

فما أعظم هذا الرجل "أبو معاذ الدعاليس" وما أعظم هذا الشرف، عمل صالح ومتواصل و مستمر بإذن الله مادامت الحياة الدنيا. نعم هناك رجال وساسة وعظماء نسيت أسماؤهم وبقيت وستبقي أسماء أمثال "الدعاليس" الذي صدق مع ربه وخدم دينه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم، وشعبة. فهنيئا لك أيها الوطني، وأشد على أياديك بأن تستمر في عملك من اجل خدمة أبناء شعبنا. 
فهذا الرجل، دون مبالغة، هو مكسب للشعب الفلسطيني بكل شرائحه، بما فيها "حركة  حماس "، سيما وأننا بحاجة إلى رجال متخصصين في كل المجالات، وتحديدا في هذا الوقت العصيب الذي تمر به قضيتنا الفلسطينية.
 
ومثلما تفاءلنا كثيرا من وجود أناس أكفاء من حركة "حماس" داخل قبة المجلس التشريعي أو بالأجهزة الأمنية التابعة لها ، الا ان حركة حماس كسبت كنزاً ثمينا بهذا الرجل حيث انه أكمل دراسته وحياته السياسية مع مرتبة الشرف، ليكون أحد القادة السياسيين لهذا الجيل الشاب.
  
 فهذا الرجل نظيف اليد، جميل الخلق، اجتهد حتى بلغ أعلى درجات العلم وله الكثير من الأعمال التي خدمت مشروعنا الوطني الفلسطيني وقضيته العادلة، و تتحدث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من الناحية الإعلامية، وتقديرا لهذا الرجل فإنه يستحق الاحترام العميق .
 
أما انا وأمثالي فلا نملك شهادات تقدير نوزعها على "ابو معاذ الدعاليس" وأمثاله الذين نعتز بهم ونفتخر بوجودهم في وطننا ووطنهم  .. ونطالبك بالاستمرار في وقوفك بجانب هؤلاء الضعفاء اللذين يتعرضون من سرقة واضحة ومبرمجة من الوحوش المفترسة بفكرك السديد وأسلوبك اللغوي الرائع الذي يكشف صدقيه الامتياز الذي منحك إياة إخلاصك لوطنك ولشعبك ..

وفي الختام أقول كلمة شكر وعرفان لا توفي شخصية أخلاقية ووطنية بامتياز كـ "ابو معاذ الدعاليس" الذي أفنى عمره في خدمة وطنه ودينه وأمته. ولا يفوتني أن أشكر كل من وقف مع المواطنين الذين تعرضوا إلي عمليات نصب من الوحوش المفترسة".

* صحفي فلسطيني/ غزة 
saher.alaqraa@hotmail.com
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد