اخباريات: عاود العلاّمة المصري، الشيخ يوسف القرضاوي نشاطه في الفترة الاخيرة بعد غياب لاسابيع عن خطبة الجمعة والتعليقات السياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا “تويتر”، حيث نشرت له تصريحات في مقابلات مع صحف قطرية محلية، كما انه اصدر بيانا على موقعه الالكترونية يوضح فيه موقفه من التطورات الاخيرة وخصوصا الازمة بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين من جهة اخرى.
وبدأ القرضاوي في تلطيف الاجواء والتخفيف من حدة تصريحاته بعد اتفاق “وثيقة الرياض” التي نصت على “الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد”، وذلك بعد التزام قطر بالوثيقة.
واكد القرضاوي في بيان عبر موقعه الإلكتروني سعى من خلاله إلى تخفيف حدة التوتر مع دول الخليج التي قال إنه “يحبها وتحبه،” كما أكد أنه لا يعبر عن الموقف الرسمي القطري في مواقفه التي يدلي بها، إنه لن يترك قطر أبدا، وسيبقى في أرضها كي “يدفن فيها”.
وقال القرضاوي، في بيانه إنه لن ينتقل إلى تونس أو “إلى أي عاصمة أخرى” مضيفا: “صار لي في قطر أكثر من ثلاثة وخمسين عاما، أخطب، وأحاضر، وأفتي، وأدرس، وأدعو، وأكتب، وأشارك في كل عمل نافع: في المعهد الديني، وفي جامعة قطر، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وفي وزارة التربية والتعليم، وفي وزارة الأوقاف، وفي سائر المجالات في المجتمع القطري، وأعبر عن موقف الإسلام كما أراه، بكل حرية.”
وتابع القرضاوي، في رسالته التي تعقب التواقف المبدئي الخليجي في الرياض بالقول: “لم يقل لي أحد من قبل: قُل هذا، أو لا تقل هذا، أو لِمَ قلت هذا؟ وقد عاصرت أربعة أمراء حكموا قطر، وكنت قريبا منهم جميعا، ولم أسمع من أي واحد منهم، طيلة حياتي كلمة واحدة، أشتم منها رائحة اللوم أو النقد. وكان صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة وابنه حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، أقربهما إلي، وأحبهما من كل قلبي. أقول ذلك لله، لا رياء لأحد، وهذا ما أشهد به أمام الله شهادة الحق.”
وأكد القرضاوي أنه على الدوام يعبر عن “موقفه الشخصي وليس موقف الحكومة القطرية” وأردف قائلا: “أنا جزء من قطر، وقطر جزء مني، جئتها وأنا ابن خمسة وثلاثين عاما، والآن عمري ثمانية وثمانون، وسأبقى في قطر إلى أن أدفن في أرضها، إلا أن يشاء ربي شيئا، لكن البعض قد لا يفهمون هذا، فليريحوا أنفسهم.”
ونفى القرضاوي ضمنا وجود تذمر من وجوده في قطر إذ قال “كل قطر تحبني وتعتز بي: حكاما ومحكومين” وتوجه إلى دول الخليج بالقول: “أحب كل بلاد الخليج، وكلها تحبني: السعودية، والكويت والإمارات، وعُمان، والبحرين. وأعتبر أن هذه البلاد كلها بلد واحد ودار واحدة. وقد عرفت كل ملوكها وأمرائها، واقتربت منهم جميعا، وشاركت في كل عمل حر، يوجهها ويبنيها، ولا زلت أطمع أن تزول هذه الغمامة، وهي زائلة قريبا إن شاء الله.”
وخص القرضاوي السعودية بالقول إنه حصل على “أعظم جوائزها” وهي “جائزة الملك فيصل” كما نال في دولة الإمارات “جائزة دبي الدولية للقرآن” وتابع قائلا: “ما قلته، وأقوله إنما هو من باب النصيحة المخلصة، التي سيتبين صدقها بعد حين… أعلنت من قبل، أن مهمتي كعالم مسلم أن أؤيد الحق، وأقاوم الباطل، وأنصر المظلوم أينما كان، ومن يعارض هذا لا يفهم حقيقة دين الإسلام.”
الى ذلك نفى القرضاوي مجددا نـقـل مـقـر إقـامـتـه من الـدوحـة إلـى تـونـس، أو إلـى أي عاصمة أخـرى في تصريحات لجريدة “الشرق” القطرية في عددها الصادر الأحد.
وكانت جريدة “العرب” اللندنية قالت نقلا عن مصادر – لم تسمها- أن الدوحة وجدت حلا لوضعية يوسف القرضاوي “الشخصية الأكثر إحراجا بالنسبة إليها”، وأنه من المنتظر أن يكون مقره الجديد في تونس، وذلك ضمن حزمة شروط خليجية قال الدوحة بدأت في تطبيقها ، بحسب الاتفاق الخليجي الذي تم توقيعه الخميس الماضي بالعاصة السعودية الرياض.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين، أعلنت سحب سفرائهم من قطر 5 مارس/ آذار الماضي، وبرّرت ذلك بعدم التزام قطر باتفاق الرياض، فيما لم يشر بيان الخميس الماضي إلى عودة السفراء إلى قطر. وينص اتفاق الرياض على “الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد”.
وتتهم الإمارات الشيخ القرضاوي بالتدخل في شؤونها عبر توجيه انتقادات لها في خطبه من الدوحة.
وقبيل أزمة سحب السفراء، شهدت العلاقات بين الإمارات وقطر احتقانا، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في 2 فبراير/ شباط الماضي استدعاءها، سفير قطر في أبو ظبي، فارس النعيمي، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على خلفية ما وصفته بـ”تطاول” القرضاوي، في خطبة بالدوحة، وجه خلالها انتقادات للإمارات في يناير/ كانون الثاني الماضي، في خطوة كانت غير مسبوقة في العلاقات الخليجية.
وانتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإمارات في خطبته، قائلا إنها “تقف ضد كل حكم إسلامي، وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون”.
وأضاف أنها تؤوي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أحمد شفيق، الذي وصفه بأنه “من رجال حسني مبارك (الرئيس المصري الأسبق)”.
وتدعم الإمارات السلطة الحالية في مصر، وتعتبر الإطاحة بالرئيس محمد مرسي “ثورة شعبية”، فيما تتهم القاهرة قطر بدعم أنصار مرسي، يعتبر القرضاوي واحداً منهم، والذين يرون في الإطاحة به “انقلاباً عسكرياً”.
وفي أعقاب خطبته، قال في خالد بن محمد العطية وزيرالخارجية القطري في تصريحات لتليفزيون قطر أن “ما قيل على لسان الشيخ يوسف القرضاوي لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطر، في إشاره إلى انتقادات وجهها القرضاوي للإمارات خلال خطبة الجمعة 24 يناير الماضي.
وفي الخطبة التي ألقاها في 21 فبراير/شباط الماضي قال القرضاوي إنه سيظل “يخطب ويقول كلمة الحق يرضى بها من يرضى ويغضب منها من يغضب”.