اخباريات - نابلس: استعرض عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس بلدية نابلس غسان الشكعة أمس، أمام الصحفيين العديد من القضايا السياسية والمحلية، وكان من بينها ملف المصالحة بين فتح وحماس، وملف المفاوضات مع حكومة الاحتلال. وقال خلال لقاء إعلامي نظمته وزارة الإعلام بنابلس أن المهمة الموكلة للوفد "الفتحاوي" الذاهب الى قطاع غزة برئاسة عزام الأحمد هو سماع موافقة حماس على تطبيق المصالحة الفلسطينية وإجراء انتخابات وليس التفاوض على ذلك.
وأكد الشكعة ان ذلك يعني بشكل فوري تحديد موعد الانتخابات خلال ستة أشهر وتشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الرئيس محمود عباس واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني التي ستفرز لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسا للمجلس الوطني.
واعرب الشكعة عن اعتقاده أنه اذا ما رفضت حماس هذا الطرح، وهذا ما لا يتمناه، فسيتم إجراء انتخابات بدون قطاع غزة لا سيما وان إجراء الانتخابات بات مطلبا جديا يطرح على طاولة القيادة الفلسطينية ضمن آليات جديدة في الضفة الغربية والقدس وقد تكون هناك مشاركة باليات جديدة للمواطنين في قطاع غزة.
وحول المفاوضات مع حكومة الاحتلال، أكد الشكعة ان المفاوضات لن يتم تمديدها بأي شكل من الأشكال اذا ما بقيت اسرائيل مصرة على مواقفها المتعنتة، مضيفا "نحن مع التمديد على أسس واضحة مثل الحديث عن الحدود والدولة فنحن نرحب به على أساس جدي ومحدد بفترة زمنية واضحة".
وحول الرد الفلسطيني على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني قال الشكعة بأن هذه الاعتداءات تعطي القيادة الفلسطينية الحق بالتوجه الى مؤسسات دولية أخرى في الامم المتحدة لان الخيارات ستكون محدودة أمام السلطة الوطنية، موضحا بأن القيادة تدرس كافة الإجراءات التي قد تتخذها اسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني ومنها الحصار المالي، وقال بأن العرب لن يتركوا السلطة الفلسطينية تعاني بالرغم من الأوضاع العربية السائدة، حسب قوله.
كما كشف الشكعة اطلاعه شخصيا على محاضر المفاوضات بحضور الوسيط الأمريكي، مؤكدا ان الجانب الأمريكي يحمّل اسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات في المحاضر وعدم إحراز تقدم، لكنه قال بأن الوضع في الجانب الاعلامي مختلف، وبالرغم من ذلك هناك ضغوط امريكية على اسرائيل ولكن هذه الضغوط ليست بالشكل المطلوب.
الوضع الميداني في نابلس
وفيما يتعلق بالوضع الميداني داخل نابلس، وحول ما يتردد بتشكيل جهاز شرطة خاص بالبلدية، قال الشكعة لا يوجد جهاز شرطة تابع للبلدية على الإطلاق هناك جهاز (الرقابة والتفتيش) تابع للبلدية، وهذا الجهاز ليس مخولا باعتقال أو توقيف أو محاكمة أحد، كما أنه لا يقوم بدور جهاز الشرطة الفلسطينية وعدد المفتشين 62 مفتشا فقط تقع مهامهم ضمن دائرة التفتيش والحراسة ومتابعة العدادات، وإجراء مخالفات حسب القانون وعن طريق الجهاز القضائي.
وأعرب عن اعتقاده أن الاعتراض ليس على مبدأ تشكيل المفتشين بل على طبيعية الأشخاص الذين يعملون في هذا الجهاز وعددهم 62 شخصا بسبب انهم يعملون في وظائف أخرى مثل الأجهزة الامنية وعدد من الوظائف المدنية الأخرى، وقال هذه ليست وظيفة البلدية بل هي وظيفة السلطة ان تخير عناصرها، بين إحدى الوظيفتين.
وفيما يتعلق بالعدادات التي قامت البلدية بتركيبها مؤخرا، قال بأن عددها (500 عداد) قامت البلدية بصيانتها وإعادة تركيبها من جديد في شوارع المدينة دون استثناء لاي شخص بما فيهم انا شخصيا، وأوضح الشكعة ان هناك العديد من قطع الاراضي التي استأجرتها البلدية لمدة خمس سنوات ستقوم بفتحها امام المواطنين لايقاف سياراتهم مقابل (2 شيقل) يوميا للتخفيف من اعباء الازدحام في شوارع المدينة.
وتساءل الشكعة باستهجان "إن قمنا بحل العدادات وإزالتها من المدينة، نتعرض لانتقادات، وان قمنا بتركيب العدادات نتعرض لانتقادات ايضا، لا اعرف ما هو الحل الذي يرضي البعض؟"
وضع المجلس البلدي
وقال الشكعة ان المجلس البلدي احتاج الى فترة من الوقت حتى يتم الانسجام بين أعضاء المجلس، موضحا ان أعضاء المجلس من مشارب سياسية واجتماعية مختلفة، لذلك احتاج وقتا حتى يتمكن من الانسجام وعمل الأولويات. وأوضح ان المجلس البلدي تعرض في بداية عمله لهجوم كبير من البعض ولكنه صمد واستوعبها، معربا عن اعتقاده انه وزملاءه احتاجوا كثيرا من الوقت حتى يقومون بفتح علاقات جديدة خاصة مع الدول المانحة كانت قد أغلقت مع البلدية خلال السنوات الأخيرة وقمنا باسترجاعها ونحن نستعد للذهاب الى ايطاليا خلال الأيام القليلة القادمة واعتقد ان مدينة نابلس بحاجة الى الكثير من العمل منها إنهاء البطالة.
وحول أوضاع البلدية المالية قال الشكعة ان البلدية لها ديون تقدر ب500 مليون شيقل منها 170 مليون شيقل على السلطة الفلسطينية لوحدها والباقي على المواطنين ولكن نحن بدأنا بعدد من المشاريع ضمن اتفاقية مع صندوق البلديات منها إقامة جسر مشاة أمام المستشفى الوطني وخط تصريف المياه وصرح الشهيد وغيرها من المشاريع، مثل القاعة المغلقة المتعددة الأغراض لكافة القطاعات بتكلفة بلغت 7 ملايين يورو دفعت البلدية ما يقارب 2 مليون يورو وقمنا بتوفير هذا المبلغ عن طريق توفير الارض والخدمات والبنية التحتية وواجبنا خلق فرض عمل للمواطن وتحقيق اكبر دخول من المواطنين الى نابلس حتى تكتمل الدورة المالية.
وحول المشاريع المستقبلية قال الشكعة هدفنا إقامة شراكة حقيقية مع القطاع الخاص مثل مشروع التخلص من النفايات الطبية ومشروع حدائق جمال عبد الناصر ومشروع المنطقة الحرفية ولدينا خطة لإنشاء شركة تطوير نابلس بشراكة المواطن بشكل أساسي عن طريق أسهم بـ25% والبلدية والقطاع الخاص تتكفل بالباقي ولدينا مشروع لإقامة فندقين احدهما في سما نابلس والآخر في جبل الطور وعمل "تلفريك" بين الجبلين ولا زلنا نخطط لذلك.
ميزانية البلدية والتوظيف
واكد الشكعة أن ميزانية البلدية اليوم مديونة بـ 21 مليون شيقل، مؤكدا ان التوظيف في البلدية يتم بقرار من المجلس البلدي واننا نقلنا 120 حارسا من البلدية الى المدارس ورواتبهم من التربية والتعليم، وقمنا بتوظيف عدد اخر بدلا منهم وايضا اوقفنا العمل بالعمل الاضافي والعمل سبعة ايام وقمنا بتوظيف اخرين حتى نوظف عددا اخرا من الموظفين للقضاء على البطالة، ولم تكلف البلدية ماليا ولكن هذه كانت رؤيتنا وسياسية جديدة .
واكد الشكعة أن عمال النظافة في البلدية يجب ان يكون عددهم 400 موظف وعامل ولكن عددهم 140 عاملا فقط ونحن نعمل ارشيف للمحكمة وبحاجة للموظفين، ولكن عملنا على توظيف 6 اشخاص من الموظفين في الفترة المسائية حتى ننتهي من هذا الموضوع ولم نوظف اشخاصا مختصين بهذا المجال، وكشف ان احد المواطنين فكر ان يطلق النار عليه شخصيا لانه رفض تلبية طلب له من البلدية.
وفي سؤال اذا ما كان الشكعة حقق وعوده الانتخابية التي وعد بها الناخبين اجاب الشكعة "عندما ترشحنا الى الانتخابات اعلن ان173 مليون شيقل موجود في صندوق البلدية، و تفاجئنا عند استلمنا لها عدم وجود اي مبلغ مالي .
واضاف ان المواطنين والجهات الرسمية لا يريدوا ان يقوموا بالتزاماتهم وتسديد ما عليهم من مستحقات، حتى ضريبة الاملاك التي جمعت 4 مليون دينار لبلدية نابلس حصة منها لم تحول لنا شيء، واذا ما حولت شهريا ستنتهي ازمتنا ولكن في العام الاول من عملنا سيرنا الامور وفي هذه الفترة نقوم بالانجازات.
مشروع سما نابلس
وفيما يتعلق بمشروع (سما نابلس) قال الشكعة بأنه مشروع كبير قامت البلدية بتنفيذه وتطويره بالشراكة مع القطاع الخاص باستثمار تجاوز 2 مليون دينار اردني، وسيكون مركزا ترفيهيا وحيويا في مدينة نابلس يضم ثلاثة مطاعم، احدها مطعم درجة ممتازة ومطعم شعبي ومطعم يقدم مشروبات واراجيل، وهناك مكان مخصص للجلسات العائلية مجانا وهناك ألعاب اطفال مجانا، وهناك ألعاب جديدة تدخل لأول مرة الى نابلس.
واضاف الشكعة ان هناك مكانا مخصصا لعامة الناس ومواقف للسيارات مخصصة لـ 500 سيارة، ستقوم البلدية بأخذ 10 شيقل من كل سيارة مقابل الدخول وهناك العاب مجانية والشركة ستستفيد برقابة البلدية من الخدمات التي تقدمها للمواطنين مثل المطاعم والالعاب، ونحن سنكون شريكين رئيسيين في الادارة منها توظيف 40 موظفا تقوم الشركة بدفع رواتبهم ولكن تحت اشراف البلدية. ونفى الشكعة نفيا قاطعا ان يكون له او لاي احد من افراد اسرته شريكا او له علاقة بالمشروع، وقرار الشراكة في سما نابلس قرار اتخذ من المجلس البلدي .
أسعار الكهرباء والمياه
وقال الشكعة أن أسعار الكهرباء تحددها سلطة الطاقة وليس البلدية، ونحن ملتزمون بالاسعار ولا نملك قرار رفع الاسعار، ولكن شهريا هناك رسوم النفايات تضاف على فاتورة الكهرباء وهي 15 شيقلا شهريا وهذه تم اقرارها من المجلس السابق وليس من هذا المجلس، مضيفا " نحن لنا ديون كبيرة لا تصدق من الكهرباء على المواطنين"، مؤكدا ان شركة كهرباء الشمال لم تتجاوز ارباحها العام الماضي سوي 7 ملايين شيقل .
وحول اسعار المياه قال إن البلدية تخسر سنويا من مشروع المياه 6 مليون شيقل وعلى الرغم من ذلك فإننا نعاني من شح المياه بسبب قلة الامطار هذا العام وهناك بالاصل مشاكل كبيرة في تحصيل فواتير المياه ونحن نتجه الى حل المشكلة من خلال تركيب عددادت مسبقة الدفع للمياه من خلال شركة ونحن نقوم الان بدراسات حول الموضوع .