فسحة للرأي

المصالحة.. هذه المرة!!!

فداء محمد عبد الجواد |
المصالحة.. هذه المرة!!!

 كتبت/ فداء محمد عبد الجواد

يمكن تصور الحالة الفلسطينية أو بالأحرى موضوع المصالحة والذي أخذ حيزاً كبيراً هذه الفترة من حركتي حماس وفتح والتنظيمات الفلسطينية ألآخري والجمهور، فكلاً يغني على ليلاه، فمن يستفيد من المصالحة ومن لا يستفيد منها؟؟
بكل الأحوال فإن الشعب الفلسطيني أوضاعه تتدهور من آن إلى آخر، حتى أصبحت في الحضيض، وباتت حلقة المصالحة أشبه بحلقة درامية من مسلسل فلسطيني الصبغة، ولكن على الطريقة التركية.
من وراء الكواليس وفي أروقة الأحداث المتتالية من مجيء وفد المصالحة المكون من جميع الفصائل الفلسطينية للوصول للحل النهائي، ووضع حد حاسم لهذه الأزمة قبل أن يحدث أي حراك شعبي أو تنظيمي يفوق الخيال المتوقع، لما يعانيه الشعب من ضيق صدر في المفاوضات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أو حتى الكثير من الضغوطات المعيشية والنفسية التي آل إليها الشعب في الفترة الأخيرة.
لو عملنا على تحليل الوضع الراهن سنجد أن هناك أمور تخرج عن السياق الذي تم من قبل حركتي فتح وحماس في بنود مناقشة المصالحة والحل النهائي لهذه الأزمة، وخصوصاً بعد البوادر السلبية التي ستطرح في المجتمع بعد هذه المشادات الكثيرة.
على فرض أن هناك مصالحة فلماذا تقوم المقاومة بضرب الصواريخ في هذه الأوقات بالتحديد، فهذا دليل واضح أن هناك من لا يرغب في المصالحة من طرف أو آخر.
أما على الصعيد الثاني وبصريح العبارة باعتقادي أن هناك مفاوضات سرية بين عباس وإسرائيل وأمريكا بناء على الأخبار المتداولة بتمديد المفاوضات بين عباس والأخير.
فبعد تبليغ عباس لنتنياهو بفكرة حل السلطة وتسليم مفاتيحها لأصغر ضابط لديهم في حال عدم إتمام المفاوضات أو المصالحة، فهذا يدل على ضعف السلطة وعلى ضعف الوضع الفلسطيني واعتراف منا بأن إسرائيل الحاكمة لفلسطين، وهذا يجب أن ننتبه إليه ونعمل على إنجاح المصالحة رغماً عن أنف الحاقدين.
ففي حال المفاوضات السرية التي نعتقد بأنها قائمة بين عباس وإسرائيل وأمريكا وأنه في حال نجاحها واستمرارها، فسيتم التلاعب وإلغاء المصالحة مع حماس، وهذا شيء غير مستغرب بالبتة، ولا سيما أن الشعب الفلسطيني لهم تجارب سابقة مع الحركتين من هذا القبيل.
وفي حال عدم التوصل إلى توافق بين طرفي المفاوضات (عباس وإسرائيل وأمريكا)، فستتم المصالحة، وفي اعتقادنا أن بعض الأطراف الفلسطينية لا يتحركون إلا لمصالحهم الشخصية قبل مصلحة الشعب.
ولكن هل ستتم المصالحة بطريقة سريعة وإيجابية أم ستبقي هناك إحداثيات لتأخير المصالحة وبنودها على أرض الواقع كحجج واهية مثل الوضع الأمني والسياسي والانتخابات، كالعادة.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد