تقارير وتحقيقات

الاحتلال "يكسر" هدوء ليل نابلس ولا يكسر إرادة أهلها

|
الاحتلال "يكسر" هدوء ليل نابلس ولا يكسر إرادة أهلها نابلس ليلا .. لا تسمع فيها سوى صوت الرصاص وصرخات الثائرين ضد الاحتلال

اخباريات - رومل السويطي: بمجرد أن يرخي الليل سدوله على قلب الضفة "مدينة نابلس"، تنقلب الصورة فيها من حركة متسوقين يحاولون شراء حاجياتهم، وحركة مرور يومية، تتفاوت في الازدحام بين ساعة وأخرى، وفعاليات شعبية مختلفة سواء داخل أروقة المؤسسات أو على دوار الشهداء وسط المدينة، تنقلب الى حركة من نوع آخر، يغلب عليها صوت الرصاص واصوات الثائرين ضد الاحتلال، وسحب الدخان المنبعثة من إطارات المركبات على اختلاف احجامها. ويقول الاعلامي غياث جازي من مدينة نابلس لـ"الحياة الجديدة" و "اخباريات" انه وبعد أن تتجاوز الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، لا تسمع ولا ترى في شوارع نابلس وأزقتها وجبالها، سوى أصوات عشرات الشبان وبعض الفتية وحتى بعض الأطفال ممن هم دون السادسة عشرة من عمرهم، وهم يصرخون بعبارات التكبير، تارة ضد جنود الاحتلال الذين تمترسوا خلف الآليات العسكرية، وتسلحوا بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بعبارات فيها نوع من التحدي للجنود، وفي بعض الأحيان الشتائم باللغة العبرية، وليس بين أيديهم سوى بعض الحجارة الصغيرة، وتارة تسمعهم يصرخون على بعضهم البعض محذرين من مركبة عسكرية قريبة هنا أو هناك، أو من جنود يحاولون الإيقاع ببعض الشبان والفتية، ويقول جازي "حتى المواضيع التي ينشرها شباب المدينة على صفحات التواصل الاجتماعي تنقلب الى مواضيع ذات صلة بما يجري في شوارع نابلس"، موضحا بأن نشطاء "الفيسبوك" يبدأون بنشر منشورات توثق بالمعلومات والصور، ما يجري في المدينة لحظة بلحظة. ويضيف المواطن محمد جعارة من سكان حي الشيخ مسلّم بأنه لا يرى في الليل الى جانب "الشبان الذين يقارعون قوات الاحتلال" سوى عدد قليل جدا من المركبات الفلسطينية التي اضطر أصحابها للخروج بهدف الوصول الى مستشفيات المدينة، أو البحث عن أدوية في صيدلية مناوبة، وهذه المركبات تكون معرضة للخطر من جانب قوات الاحتلال التي تترصد المواطنين، بينما يحاول الشبان تسهيل حركة المضطرين للخروج في هذه الظروف حالكة السواد، والتي يتخللها شيء من "الرعب" خاصة لدى النساء والأطفال. ولا تتوقف حركة نابلس في الليل على مقارعة شبان نابلس لجنود الاحتلال بالحجارة، وإنما يكسر صمت ليل نابلس اضافة الى هذا وذاك – حسب ما يقول فوزي قادري – من سكان رأس العين، اقتحام قوات الاحتلال للبيوت، وما يتخلل ذلك من أصوات تفجير أبواب بعض المنازل، وصرخات الجنود على الأهالي التي تتعرض منازلهم للاقتحام والمداهمة، وفي كثير من الأحيان يتردد صدى صوت النساء وهنّ يصرخن بأدعية الى الله ضد الجنود، بعد اعتقال أبنائهن أو أزواجهن، أو تخريب محتويات منازلهن. ويشير المواطن محمد قريب من سكان الجبل الشمالي في نابلس، الى أنه وبمجرد أن تقترب الساعة من السادسة صباحا، يختفي صوت الرصاص وسحب دخان الإطارات، لتعود أصوات الباعة ومركبات العمومي والتاكسيات، وأصوات باعة الصحف، وتعود الحياة الى طبيعتها، وكأن شيئا لم يكن، ويقول قريّب "حين يدخل الجيش الى المدينة، فإن ليل نابلس ليس كنهارها".

 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد