تقارير وتحقيقات

يصف نفسه بأنه "فلسطيني نابلسي مسيحي".. خليل كوّع.. نموذج الفلسطيني الحريص على وحدة شعبه

|
يصف نفسه بأنه "فلسطيني نابلسي مسيحي".. خليل كوّع.. نموذج الفلسطيني الحريص على وحدة شعبه

اخباريات - رومل السويطي: عشية شهر رمضان المبارك، وعلى وقع الأحداث التي تعيشها محافظات الوطن عامة، ومدينة نابلس خاصة، ينشغل أحد أبنائها في الترتيب لاستقبال رمضان دون أن يلتفت لكل ما يجري، ويقول لأصدقائه "دعونا نستعد لشهر الخير ونعطيه نكهته الدينية والوطنية". خليل إبراهيم كوّع، هذا الشاب المسيحي ابن الثلاثة وثلاثين ربيعا من سكان منطقة رفيديا بنابلس، والذي يعشق مدينته حتى الثمالة، يعطي الأولوية في تسلسل وصف هويته لفلسطين ثم لنابلس ثم للمسيحية، ويقول دائما "أنا فلسطيني نابلسي مسيحي".  وفي ظل التعايش المميز بين المسلمين والمسيحيين والسامريين في المدينة، يظهر كوّع في أزقة وحارات نابلس القديمة، يظهر وبشكل مميز، أنموذجا جميلا للعلاقة الطيبة التي تربط أصحاب الديانات الثلاث وما يتخللها من علاقات اجتماعية وعائلية تكاد لا تفرق فيها بين المسلم والمسيحي والسامريّ.  قبل بضعة أشهر، أسس كوّع الذي اشتهر بحرفية عالية في التصوير الفوتوغرافي، مع عدد من أصدقائه وبعضهم من زملائه في مجال التصوير، مجموعة شبابية، أطلقوا عليها اسم “جولة نابلسية”. جمعهم بالإضافة إلى حبهم للتصوير، حبهم لمدينتهم نابلس بأهلها وشوارعها وأزقتها، فأصبح لديهم - حسب ما ذكر كوّع لموقع دوز الالكتروني - العديد من الجولات الأسبوعية لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو، ومشاركتها عبر صفحتهم على الفيسبوك، ليراها المغتربون فيتناسوا عناء الغربة، ويراها أهل المدينة فيستشعروا جمالها، الذي قد يغيب عنهم وسط زخم الحياة وسرعة إيقاعها. وبعد أن كانت مجموعة كوّع "جولة نابلسية" مجرد أربعة أشخاص، ازداد عددها ليصل إلى حوالي ثلاثين شخصا، بعد النجاحات التي حققتها المجموعة، بفعل إصرار كوّع ورفاقه على العمل لصالح الناس عامة. ومن بين المبادرات التي شارك فيها كوّع، توزيع المياه والتمر وقت أذان المغرب في شهر رمضان الفائت على الصائمين الذين تأخروا لسبب ما في الوصول إلى بيوتهم لتناول وجبة الإفطار. كما قام بمناسبة المولد النبوي الشريف الفائت بمعايدة الناس وتوزيع الحلوى عليهم. وقبل بضعة أيام، بدأ كوّع فعليا الى جانب زملائه، بتزيين بعض الأحياء والشوارع في المدينة ترحيبا باقتراب حلول الشهر المبارك. ويقول كوّع بأنه ما ميّز يوما نابلسي مسيحي عن آخر مسلما، أو العكس، وأنه ينظر بعين احترام واحدة لكل فلسطيني مهما كان دينه، وأن المقياس لديه هو مدى العطاء الذي يقدمه هذا أو ذاك للبلد والوطن وعامة الناس، وطريقة المعاملة، مستذكرا الحكمة القائلة "الدين المعاملة". 

كوّع يقوم بتزيين المدينة عشية رمضان

كوّع يقوم بتوزيع المياه على الصائمين قبل الافطار في رمضان الماضي

كوّع مع عدد من زملائه

كوّع مع عدد من زملائه

دوار نابلس بعدسة خليل كوّع

جانب من مدينة نابلس ليلا بعدسة كوّع

 

 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد