اخباريات - رومل السويطي: بينما يتنافس الطلبة فيما بينهم على أعلى المعدلات، وفي ظل ظروف أقل ما يمكن وصفها بـ«المعقدة» ، كان التنفس هذه المرة بين أم فلسطينية وابنها، لتحصل الأم على معدل 91%، فيما يحصل ابنها على 85,1%. «الحياة الجديدة» و "اخباريات" زارتا بيت المواطن بشار دويكات في عسكر البلد شرقي نابلس، الذي نجحت زوجته نسرين علي عثمان دويكات (34 عاما)، في امتحان الثانوية العامة بالتزامن مع تقدم ابنها لذات الامتحان لكن بفرع مختلف. وتقول الأم نسرين دويكات أنها كانت تزوجت في العام 1994 قبل أن تنهي الصف العاشر، رغم تفوقها العلمي في حينه، موضحة بأن ظروف الزواج وما تبع ذلك من ضرورة متابعة الأبناء والبنات، حال دون استكمال الدراسة. وتضيف بأن ذلك لم يمنعها من الالتحاق بدورات تدريبية في مهنة تحبها وهي «التجميل»، فتقدمت الى أحد المعاهد المختصة وحصلت على دورة مركزة مدتها عام كامل في مجال التجميل.
وتشير الى أن موضوع الحصول على شهادة «التوجيهي» لم ينقطع من تفكيرها أبدا، وبقي كذلك حتى بداية العام الدراسي 2013/2014 وبعد تشجيع من زوجها بشار دويكات الذي يعمل مديرا تنفيذيا ونائبا للمدير العام في مصنع الراجح للمنظفات الكيماوية، قررت تقديم التوجيهي مع ابنها «عبادة»، وبمساندة من كافة أفراد أسرتها. وتوجه عبادة لمتابعة دراسته بالفرع العلمي، بينما سجّلت أم عبادة بالفرع الصناعي قسم التجميل في المدرسة الصناعية بنابلس.
وبدأ المشوار التنافسي بين الأم وابنها في الدور الثاني من بيتهما الكائن بعسكر البلد، حيث قضيا معظم الوقت في الدراسة والمراجعة. وتقول أم عبادة أنها لم تستعن بأحد في المواد الدراسية رغم انقطاعها عن المدرسة نحو عشرون عاما، باستثناء مادة الكيمياء حيث استعانت باحدى بناتها التي أنهت التوجيهي بتفوق في الفرع العلمي العام الماضي. وقالت بأنها لم تتردد من الدوام الكامل من ساعات الصباح وحتى ساعات ما بعد الظهر على مقاعد مدرسة الصناعة، موضحة بأنها لاقت تشجيعا كبيرا من زميلاتها «الصغيرات» والهيئة التدريسية، كان من أسباب نجاحها وتفوقها، الى جانب تشجيع أسرتها ورغبتها الشخصية بالحصول على شهادة التوجيهي وبمعدل متقدم.
وتضيف بأنها تستعد للالتحاق بكلية هشام حجاوي التابعة لجامعة النجاح الوطنية في نابلس لدراسة التجميل، وفيما بعد اذا تم انشاء بكالوريوس في الجامعة، وبذات التخصص فستقوم بالالتحاق به فورا.
أما «عبادة» وهو من طلبة المدرسة الثانوية الاسلامية في نابلس، فيقول بأنه لم يتفاجأ من قرار والدته تقديم التوجيهي، لأنه يعلم برغبتها في ذلك من فترة طويلة، مؤكدا بأن وجود والدته الى جانبه في فترة الامتحانات بالذات، كان له دور مميز في رفع معنوياته وانتظام برنامج دراسته، وقال بأنه لولا مشكلة امتحان الرياضيات لحصل على معدل أعلى، خاصة أن إحباط الرياضيات جاء قبل آخر امتحان والذي كان له أثر سلبي على الامتحان الأخير، موضحا بأنه راض عن النتيجة بشكل عام، وسيعمل على تجاوز ذلك من خلال بذل الجهد النوعي في الجامعة، وحول التخصص الذي يرغب بدراسته أوضح بأنه سيقوم بالتسجيل في كلية الهندسة بجامعة النجاح تخصص هندسة كيميائية. وشدد عبادة الى جانب والدته على ضرورة قيام طلبة التوجيهي ببرمجة الدراسة في التوجيهي وجدولة الوقت بدقة والحرص على الدراسة في وقت الفجر، وتوجه كل منهما بالشكر للهيئات التدريسية التي وقفت الى جانبهما.