فسحة للرأي

الغرب سيعترف بشرعية حماس .. والمقاومة تؤسس لخطة "مارشال" غزية

نهاد الطويل |
الغرب سيعترف بشرعية حماس ..  والمقاومة تؤسس لخطة "مارشال" غزية

 يبدو أن الحراك الدبلوماسي الامريكي والغربي المتصدر لمشهد عدوان اسرائيل على قطاع غزة قد يدفع بالإدارة الامريكية الى الاعتراف بحماس القوية باعتبارها المتسيدة للمقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة،وذلك في محاولة منها لاخراج الحكومة الاسرائيلية من ازمتها السياسية والاخلاقية والعسكرية في وقت اثبتت المقاومة قدرتها على ضرب الاحتلال ودك دولته بصواريخها.

كتب - نهاد الطويل

فمنذ لحظة العدوان ابدى الرئيس الأمريكي باراك اوباما استعداده للدخول على الخط مع حماس عارضا ذلك على اسرائيل حيث يرى كثيرون بأنها خدمة خاصة واستثنائية.

ويتساءل كثيرون من المحللين والمراقبين وحتى في الوسط السياسي الفلسطيني عن ماهية الوساطة الامريكية مع حماس وعن المقترحات التي قد يحملها وزير الخارجية الامريكية جون كيري خلال زيارته المرتقبة لـ'اسرائيل' ومن قبلها القاهرة وذلك وفقا لما تناقلته اليوم السبت صحيفة الاهرام المصرية.

والسؤال الابرز في هذه اللحظة العصيبة هل امريكا والغرب في طريقهم للاعتراف بحماس بعد أن فاجأتهم بقدراتها، ومشروعية خياراتها في ظل ما يمارسه الاحتلال من عدوان غاشم على القطاع وتعطي الغزيين حق الدفاع عن انفسهم بكل الوسائل .

وفي كواليس السياسة، نشرت قبل ايام وثيقة قيل إنها تسربت من الخارجية القطرية تتكون من ثمان صفحات يتضح منها بان حوارا يدور منذ فترة بين أمير قطر والإدارة الأمريكية يتعلق بهوية وشخصية وريث ' ابو مازن' وان خالد مشعل احد ثلاثة أسماء مطروحة وليس مجرد واحد من مجموعة، بل يشكل اسما مفتاحيا في هذا المخطط .

ويذهب كثيرون للتساؤل هل تسرع الازمة الموجودة والعدوان الاسرائيلي على القطاع من البدء بتنفيذ الوثيقة، وبالتالي ترسيخ قوة حماس في المنطقة، والقوية اصلا على الأرض شعبيا وعسكريا ما قد يؤدي الى سيطرتها على الضفة الغربية المحتلة الى جانب قطاع غزة في انتخابات فلسطينية قادمة؟

في الجهة المقابلة يعتبر كثيرون ان الدعوات الامريكية لادخال قطر وضمها للوساطه مع حماس سيؤثر بشكل ايجابي على مزاج الحركة باعتبار قطر، حليفا لحماس، والوسيط الذي تفضله في هذه الايام.

في سياق متصل، يتوقع ان يصدر الاثنين القادم تقرير ' تيري – تيري' وذلك عن معهد مجموعة الازمات الدولية حيث يتوقع ان يؤكد على وقف فوري لإطلاق النار بوساطة مصرية وسيوصي بدخول قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بهدف العمل والسيطرة على المعابر التي تربط قطاع غزة بإسرائيل ومصر حتى يتاح نقل البضائع والمواد الحيوية إلى غزة المحاصرة وهذا يبدو أمرا جيدا لكن هنا بالضبط تبدأ المرحلة التي يقترح فيها التقرير قيام الأمم المتحدة أو متبرع آخر بدفع رواتب موظفي حكومة حماس في غزة بهدف منع اندلاع حرب أهلية بين حماس وفتح، وفي المقابل تتعهد حماس بوقف إطلاق النار وفرضه على بقية الفصائل الفلسطينية .

وراعي "الأولة المجهول" - حسب المثل الشعبي- فإن الظاهر في التقرير سيكون بكل تأكيد ' قطر ' كما تؤكد المؤشرات لكن الجديد في الموضوع والمثير للاهتمام في التقرير هو قيام الامم المتحدة بتقديم ضمانات بدفع رواتب حكومة حماس وهذا الاقتراح يقع على مسافة قصيرة جدا وبداية من الاعتراف الدولي بحركة حماس او اي حكومة قادمة تشكلها ان فازت في اي انتخابات فلسطينية قادمة.

والنقطة الأساسية في التقرير المرتقب تتعلق بطلب الاعتراف بحكومة المصالحة ' فتح- حماس' كوسيلة رئيسية لتحقيق الاستقرار في غزة والأمن لإسرائيل ويثني التقرير على استعداد الولايات المتحدة للعمل مع حكومة فتح- حماس ويرى بهذا الموقف أداة أساسية لترميم غزة .

ويقترح التقرير القيام بالخطوات سابقة الذكر فيما تواصل حماس سيطرتها الفعلية على قطاع غزة ' سيطرة الأمر الواقع' .

وربما تكون شروط المقاومة الفلسطينية العشرة التي اوردتها منذ ايام وعرضت هدنة مدتها 10 سنوات مستقاة بشكل او باخر من الكلام السابق حيث ستكون بمثابة خطة 'مارشا' الخاصة بغزة والتي ستكفل بناء ميناء ومطار وربما الاعتراف بحقول الغاز مقابل سواحل غزة الى غير ذلك ما سيزيد من الضغوطات غير المتوقعة على الاحتلال الاسرائيلي وذلك للوصول الى حالة استقرار ترضاها حماس واهالي قطاع غزة قبل ان يرضاها الاحتلال الاسرائيلي نفسه،في حين ترعاها امريكيا واوروبا واطراف عربية وكل ذلك سيكون بطبيعة الحال خارج المعاير والاعتراف باسرائيل.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد