الزاوية الاقتصادية

القطيعة وليس المقاطعة فقط !

إياد دويكات |
القطيعة وليس المقاطعة فقط !

 كتب - إياد دويكات:  كتبت في السابق مقالتين حول مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وكانت الأولى تنطوي على تشجيع المنتج الوطني وهي بعنوان "صنع في فلسطين"، أما الثانية فكانت دعوة لمقاطعة الإسرائيلي تحت عنوان "المقاطعة في زمن أزمة المال". هنالك وجهان للشبه بين المقالتين، الأول هو الحث على مقاطعة الإسرائيلي والثاني هو التحدث بدبلوماسية وبعض الخجل مع من يصرون على تفضيل منتجات العدو على ما سواها من منتجات.

اليوم –بدون دبلوماسية أو مجاملات- سأقوم بتقسم الملتزمين بشراء منتجات عدوهم إلى ثلاث فئات، ولن أصنف المقاطعين برتب الأبطال والشرفاء والمنتمين لأن ما يقومون به من مقاطعة هو الحد الأدني لمشاركتهم في محاربة هذا العدو. رجوعا إلى غير المقاطعين، فإنني أصنفهم اليوم ضمن الفئات التالية:
الفئة الأولى: فئة السلبيين ممن يشترون منتجات العدو بدون معرفة بأنها منتجات عدوهم، هم لا يهمهم من أين تأتي مأكولاتهم وشرابهم، هؤلاء يعتبرون أن المعركة هي لعبة إلكترونية وهم ليسوا طرفا فيها، لا يهمهم ما يجري على الأرض، سلبيون وكأنهم يقيمون في كوكب آخر أو ينتظرون فقراء فنزويلا والبرازيل ليحاربوا الاحتلال.
الفئة الثانية: فئة المساندين للاحتلال من خلال شراء منتجاته وهم يعرفونها أنها منتجات عدوهم، يتناولون ما تأتي أيديهم عليه فلا يرفضون منتج العدو ولا يفضلون منتج بلدهم، ليس لديهم رغبة في المقاطعة.
الفئة الثالة: فئة المتشبثين بالاحتلال والمتمسكين به وهم من يفضلون منتج العدو على ما سواه ويتغنون بجودته ويجرون المقارنات ويكتبون القصائد والمديح بمنتجات العدو. هؤلاء يذهبون زحفا على بطونهم لإعلان الولاء للاحتلال في سلسلة محلات رامي ليفي ويلهثون على فتات الخصومات والعروض المشبوهة التي تقدمها تلك السلسلة. هؤلاء بالذات أنصحهم أن يبحثوا عن مساكن لهم بالقرب من المستوطنات ليبقوا على معرفة دائمة بالعروض التي يقدمها لهم رامي ليفي، وربما ليدافعوا عن مكانهم المفضل للتسوق لو تعرض لخطر أو هجوم محتمل.
لم يبق هنالك مساحة للتسامح مع هذا العدو، ليس المقاطعة ولكن القطيعة، إن لم تقف ضد هذا العدو بكل الأشكال فأنت معه بشكل أو بآخر، وتفضيل منتجاته على منتجات بلدك، هو تفضيل للاحتلال على التحرر، قرر مع من تكن من خلال مشترياتك اليومية.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد