فسحة للرأي

من ستالينغراد .. الى الشجاعية

د. عبد الرحيم سويسة |
من ستالينغراد .. الى الشجاعية جانب من الدمار الذي لحق بالشجاعية

 كتب - د. عبد الرحيم سويسة:  الدمار الرهيب الذي نشاهده هذه الأيام في الشجاعية وبيت حانون و خزاعة وغيرها من أرجاء قطاع غزة، أعاد الى ذاكرتي صور الدمار الذي كنت قد شاهدته في الأفلام الوثائقية السوفيتية عن معركة ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية.

بدأت معركة ستالينغراد - أيضا- في شهر تموز يوليو (1942)، وبدأها هتلر بنفس الطريقة...غارات جوية عنيفة للطيران الألماني دكّت المدينة ومن بعد أصبحت ستالينغراد ساحة لحرب برية ضارية من شارع لشارع ومن مبنى لمبنى بين قوات الألمانية الغازية من جهة والمقاومة السوفيتية ( الجيش الأحمر والمدنيين المسلحين) من جهة أخرى، وأستعمل هتلر في هذه المعركة - أيضا - أسلوب الأرض المحروقة حيث لجأ إلى حرق وتدمير كل شيء قائم على الأرض.

تم اعتبار معركة ستالينغراد أكثر المعارك عنفا ودموية في التاريخ، حيث أسفرت عن سقوط مليوني قتيل، واستمرت (200) مئتي يوم وانتهت في شباط 1943 باستسلام القوات الألمانية النازية بقيادة المارشال فردريك فون بولوس، حيث أسر الجيش السوفيتي ما يقارب (201) ألف جندي ألماني بالإضافة إلى حلفائهم الرومانيين والمجرين والايطاليين واستولى على 60 ألف عربة و( 6700) مدفع و(1500) دبابة.

وبالإضافة إلى كونها أهم معارك الحرب العالمية الثانية، فقد كانت معركة ستالينغراد كذلك أول هزيمة تلحق بهتلر الذي بدأ بعدها يخسر الحرب.
من شدة الدمار الذي أصاب ستالينغراد ( فولجاغراد)، اقترح روزفلت وتشرشل على ستالين عدم اعمار المدينة وتركها بما فيها من دمار رهيب رمزا وشاهدا على ضراوة الحرب العالمية الثانية وهمجية النازية، إلا انه رفض هذا الاقتراح، وأعاد اعمارها أجمل مما كانت.

الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان التشابه في البدايات والممارسات سينسحب على النهايات ...
 
جانب من الدمار الذي لحق بستالينغراد
 
جندي روسي يلوّح بالراية الحمراء في سماء ستاليننغراد بعد الانتصار
 
 
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد