تقارير وتحقيقات

الشابة قديح تروي تفاصيل إعدام الاحتلال عمها أمامها

|
الشابة قديح تروي تفاصيل إعدام الاحتلال عمها أمامها

اخباريات - وكالة صفا:   فرّت الشابة الفلسطينية رغد قديح (23عامًا) برفقة أسرتها من منزلها في حي أبو رجيلة ببلدة خزاعة، خوفا من نيران القصف الإسرائيلي العشوائي برًا وجوًا، لتختبئ في الطابق الأرضي بمنزل عمها المجاور محمد توفيق قديح.

واشتد القصف على بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة مع انتصاف تلك الليلة، وقُصف منزل مجاور لمنزلهم يعود للمواطن حلمي أبو رجيلة وارتقى بداخله عدد من الشهداء، وبقوا تحت أنقاضه ولم تتمكن فرق الإسعاف من الدخول لانتشالهم، حتى انتهاء حصار بلدة خزاعة بعد نحو أسبوعين،.

وقبل أن تبزغ شمس يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر رمضان، قرر الكثير من سكان البلدة الهروب منها لشدة القصف، لكنهم لم يجدوا مخرجًا، فمنهم من خرج عبر مدخل خزاعة وتم إطلاق النار عليهم واستشهد وأصيب الكثير، وآخرون هربوا عبر طريق ترابي بين عبسان الكبيرة وخزاعة ونجوا من الموت، والبقية عبر طرق ترابية في منطقة أبو طعيمة جنوب البلدة.

ومر يوم الأربعاء والخميس والقصف البري والجوي لم يتوقف على البلدة، فيما أحكمت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيطرتها من كافة الاتجاهات عليها، وبدأت تقترب أصوات محركات الآليات والجرافات من المنزل الذي يتحصنون بها، فيما يشتد إطلاق النار والقصف العشوائي برًا وجوًا.

وتقول قديح لمراسل وكالة "صفا": "بقينا في المنزل ولم نخرج، وفي ظهر يوم الجمعة، اقتربت الجرافات جدًا من منزلنا الذي نختبئ فيه، وبدأت النساء تصرخ والأطفال خوفًا، بعد هدم حواصل المنزل ودخول قوات إسرائيلية راجلة للمنزل".

وتضيف "خرج عمي محمد الذي يحمل إقامة في أسبانيا براية بيضاء يحملها في يده لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المنزل، وتحدث معهم باللغة الإنجليزية والعبرية والعربية، وأخبرهم بوجود نساء وأطفال داخل المنزل".

وتتابع "نبرة عمي بالكلام بطبيعتها مرتفعة، ربما خافوا منه أو ما شابه، وشاهدت عمي وهو يتحدث معهم، يقف أمامه ثلاثة جنود، واحد يتحدث باللغة العربية الركيكة، وأخر بالعبرية، والثالث بالإنجليزية، وبشكل مفاجئ سقط عمي، ولم نعلم أنه أصيب بعيار ناري كاتم للصوت بصدره واستشهد على الفور".

واستطردت "أخرج الجنود جميع من كان بـ(البدروم) بعد الحادثة، وتوجهنا لمنزلنا، وقام الجنود بإحداث فتحه بجدار المنزل، بعد أن مكثنا به لبعض الوقت، ودخل عدد من الجنود، وقال لي جندي (رغد تعالي.. أخرجوا واحد..واحد..) وكما علمت لاحقًا عرف الجندي اسمي من أقربائي".

وتضيف "توجهنا لمنزل عمي، وسألنا عن وضعه، قالوا لنا (عالجناه وهو بخير)، لكن الحقيقة هو أنه كان مُستشهد، وتم قتله بدمٍ بارد، بعيار ناري كاتم للصوت في صدره، وألقينا نظرة الوداع عليه، وقلنا لهم ليش ساويته هيك، ولم يجب أحد.."، مشيرة إلى أن من قام بقتله "جندي قصير القامة، ممتلئ الجسده، عيونه حضراوتان، شعره أشقر".

وتسرد رغد "قام الجنود بإخبارنا بأن الدكتور وهو والدي سيأتي وسيخبركم كيف ستخرجون من البلدة والطريق التي ستسلكونها بكل هدوء، قبل أن يرهبونا بتصرفاتهم، من خلال سحب أجزاء السلاح بين فينةٍ وأخرى، والقدوم بكلاب شكلها مُخيف ووضعها بالقرب منا..!".

وتشير غلى أنه "لم نتمكن من إخراج جثة عمي أو نقلها من المكان، لأن الطرق مدمرة، كذلك مُنعت سيارات الإسعاف من الدخول لنقل الشهداء والجرحى طيلة أيام حصار البلدة، وارتكاب مجازر بشعة بحق أهلها، وبعد نحو أربعة أيام، أعلنت هدمة إنسانية، تمكنت خلالها سيارات الإسعاف من نقله من داخل المنزل".

وتواصل رغد حديثها "لم نستطع أن نراه (لأن الديدان كانت تنخر في جسده، وجثته تحللت..!)، وتم نقله للمقبرة بشكل مباشر"، مشيرة إلى أنه وقبيل خروجهم من المنزل ومغادرة البلدة، سألهم الجنود عن أماكن الأنفاق وعن حركة حماس، وقالوا (لهم لا نعرف شيئًا)..".

وتنوه رغد إلى أنهم عانوا أثناء الخروج من البلدة عبر طريق ترابي لبلدة عبسان المجاورة، بسبب تدمير الطرقات والقصف المتواصل في كل مكان داخل وخارج البلدة، وتقول : "خرجنا من البلدة كنساء، وعدنا بروح الرجال..!، ونعيش في منازلنا رغم تجدد القصف، والدمار الكبير داخل البلدة، التي تغيرت معالمها".

وشهدت خزاعة مجزرة في يوليو/تموز جراء اقتحام وقصف إسرائيلي أدى لاستشهاد العشرات وجرح المئات، وخلف دمارا كبيرا في المباني، ومنعت القوات الإسرائيلية طواقم الإسعاف من دخول البلدة لنقل المصابين وانتشال الشهداء، ما أدى لاستشهاد عدد من المصابين بعد أن ظلوا ينزفون، كما تحللت جثامين الشهداء بسبب بقائها تحت الأنقاض عدة أيام.

وفي الأول من أغسطس/آب، تم العثور على جثث عشرات من أبناء البلدة تمت تصفيتهم بشكل جماعي من قبل قوات الاحتلال.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد