فسحة للرأي

حذار من هفوات التفاوض

د. رائد ناجي |
حذار من هفوات التفاوض

كتب - د. رائد ناجي: المطالب الفلسطينية التي تم طرحها على طاولة مفاوضات القاهرة،هي ليست بمطالب بحيث تقابلها تنازلات من طرف لآخر ..إنما هي حقوق للشعب الفلسطيني وحقوق مشروعة وقد وردت في اتفاقية أوسلو برغم "تحفظي عليها" ،وتم إنشاء مطار غزة الذي لم يعمل إلا لاستقبال طائرة أو طائرتين  شرفيا ...أليس من حق الشعب الفلسطيني أن يكون له ميناء ومطار..كبقية شعوب الأرض ..بحيث يسافر من بلده ويعود إليها دون أن يلجأ إلى دول الجوار ..ويتحمل تبعات ذلك المزيد من التعب والإرهاق  والمصاريف والإذلال ...؟؟
وأمام هذا التهرب الصهيوني والادعاء الفاضح من طرف قيادته ومسؤوليه ..والحجج الواهية التي يبثها الصهيوني ويتلقفها بعض الخانعين الطائعين ...لا بد من صمود شعبنا بكل أطيافه أمام هذه العنجهية ...فقد آن وقت فرض الموقف على الطاولة ...وان استمر التعنت الصهيوني فلنواصل مسيرة السلاح ...ولا نقبل أن تنسف جهود "المفاوضات" ما نسفته في تاريخ الشعب الفلسطيني  ..كلما تكللت جهود  المقاومة  بتقدم ملحوظ،دمر أصحاب السياسية هذا التقدم  والأمثلة كثيرة في تاريخنا الفلسطيني ابتداء من بداية الانتداب البريطاني إلى يومنا هذا ....والمواقف كثيرة منها المقاومة الفلسطينية الباسلة التي اندلعت في انتفاضة 1987  حيث جاءت أوسلو ونسفت التقدم  الذي أحرزته  الانتفاضة لنعود إلى ما وراء السالب.
لا بد وان يكون هناك توافق بين المقاومة وفريق التفاوض،وان يسير الجميع بخط متواز  مع بعض ..من حيث توحيد الموقف،الإصرار على الموقف وعلى المطالب ..التي لا تقبل التجزئة  ولا التراجع عنها  لان إسرائيل ستماطل كثيرا وتحاول تجزئة  المطالب من حيث قبول البعض والتكتم على البعض الآخر بعدم إظهار موقف محدد منها أو تسويفها لإيجاد مخرج لها يضمن مصلحتها ...ويجب على الوفد المفاوض أن يعلن انه فلسطيني ونسيان التحزب أثناء التفاوض ..وهذه النقطة هامة جدا ..لان إسرائيل ستحاول قدر الإمكان الاستفراد  بالأحزاب التي ترى أنها اقرب لها من حماس ..وستحاول إذكاء نار الفتنة بحيث ينهار التيار المفاوض ومن ثم تسجل نصرا  سياسيا ..وتهدم الانتصار العسكري الذي صنعته المقاومة ..ومن ثم الاستفادة من هذا الانهيار أمام الرأي العالمي ...وستضمن حكومة نتنياهو  خروجها من مأزقها أيضا.
جدير ان نذكّر الفريق المفاوض الى ضرورة الانتباه الى المصطلحات وتعريفاتها،كثيرا  ما تلعب اسرائيل على هذا الحبل من حيث ذكر مصطلحات متموجة  المفاهيم والدلالات والترجمة اذا كانت مسيرة التفاوض بلغة غير العربية   ...وقد فعلت ذلك اثناء اتفاق اوسلو حيث ذكرت بالاتفاقية مصطلحات ضيقة غير مقصودها لعلمها انذاك بنقص الخبرة والتجربة لدى المفاوض الفلسطيني  ...


أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد