تقارير وتحقيقات

والدا الشهيدين الطيب وخالد من بلدة حوارة.. نموذجان في الصبر

|
والدا الشهيدين الطيب وخالد من بلدة حوارة.. نموذجان في الصبر

 اخباريات - رومل السويطي: يزدحم التاريخ والواقع الفلسطيني بآلاف القصص والروايات التي تمثل صمود شعبنا وعنفوانه أمام جبروت الاحتلال القائم على آلة القمع والكذب والتضليل السياسي الإسرائيلي.
ومن بين هذه القصص التي تضاف إلى الرصيد الوطني الحافل، المواطنان محمد صالح شحادة وعزمي خالد يوسف والدا الشهيدين (الطيب 22 عاما)، و(خالد 20 عاما)، من بلدة حوارة، اللذان تلقيا نبأ استشهاد نجليهما بصبر وثبات قلّ نظيره على المستويين الفلسطيني والعربي، وصارا حديث الناس.


أبو الطيب: أبتسم حتى أغيظ الاحتلال
محمد صالح شحادة «أبو الطيب» 48 عاما، يعمل مدرسا حكوميا قال إنه تلقى نبأ استشهاد نجله البكر خلال وجوده في الأردن، مؤكدا أنه حمد الله ثم سجد وقال «لله ما أخذ وله ما أعطى.. إنا لله وإنا إليه راجعون»، موضحا أنه عقب السجود شعر بارتياح نفسي كبير، ثم طلب من قريباته أن يتوجهن بحمد الله على ما أخذ وشكره على ما أبقى، وأن يطلقن الزغاريد حتى لا يشمّتن الاحتلال بنا، كما طلب منهنّ أن يستقبلن التهاني وليس التعازي.
وأضاف، من الطبيعي جدا أن أبكي وأحزن وأتألم وأغضب، لكنني لا أسخط من حكم الله، كيف سأسخط والشهيد لاقى ربه وهو صائم مصل إضافة إلى أنه استشهد مقبلاً غير مدبر؟.
وأشار إلى أنه ابتسم بكل صدق أمام جثمان ابنه لأنه كان رجلا حقيقيا ولا يقبل الضيم لا على نفسه ولا على أبناء شعبه، وقد اعتقل قبل حوالي عامين في سجون الاحتلال بعد أن ضرب جنديا إسرائيليا حاول اهانته، وختم حياته القصيرة بالشهادة، وقال ابو الطيب يجب ألا ننسى أننا مسلمون نؤمن بالله تعالى وباليوم الآخر وأن هناك جنة وناراً، وثواباً وعقاباً وحساباً على ما نعمله في الدنيا، وبناء على ذلك لا ينبغي أن نسخط أو نجزع، لأننا سنلتقي بأحبائنا الشهداء في العالم الآخر، سواء بعد سنة أو خمس سنوات أو عشرين سنة أو أكثر من ذلك، وحتى نفعل ذلك ليس هناك سوى شرط واحد وهو الالتزام بأوامر الله وتوجيهات الرسول الكريم محمد التي من بينها محاربة الظلم والحرص على الأخوّة بين أبناء الشعب الواحد والتضحية من أجل الوطن.


أبو خالد: لا نقول وداعا ولكن إلى لقاء
يقول عزمي خالد يوسف، 54 عاما، الذي يعمل سائق مركبة عمومي إن نبأ استشهاد فلذة كبده نزل عليه كالصاعقة، لكنه ما لبث أن تماسك وبذل جهده في مساندة زوجته المكلومة باستشهاد نجلها خاصة أنها كانت تستعد لتزويجه. ويقول إن أول ما صدر عنه لحظة سماعه نبأ استشهاد ابنه قوله «الله أكبر.. فداء فلسطين». ويشير إلى أن وقوف المواطنين من أبناء بلدة حوارة والبلدات والقرى المجاورة إلى جانبه كان له أكبر الأثر الايجابي في التخفيف من نتائج فقدانه لابنه البكر «خالد»، وأضاف «لا يوجد أصعب من فقدان الإنسان لابنه، لكن المؤمن بقدر الله يتذكر دائما أن الله تعالى ينتقي الشهداء وهذا تكريم رباني للشهيد وذويه»، ابو خالد مؤمن بأنه سيلتقي ابنه في العالم الآخر، ولذلك فإنه مؤمن تمام الإيمان بمقولة «لا نقول وداعا، ولكن إلى الملتقى في جنان النعيم إن شاء الله». شدد «أبو خالد» على ضرورة تحلي ذوي الشهداء بالصبر والاحتساب، وقال «يكفي أن الاحتلال يشعر بالقهر حين يشاهد أهل الشهيد يبتسمون ويزغردون في جنازة الشهيد، كما يشعرون بالفرح والنشوة حين يرون عكس ذلك، ولذلك لا بد لنا أن نحرص على قهرهم بكل الطرق والوسائل الممكنة».

الزميل رومل السويطي يتحدث مع والد الشهيد "طيب"

الزميل رومل السويطي يتحدث مع والد الشهيد "خالد"

والد الشهيد خالد يهتف "ابني فداء فلسطين"

 و

والد الشهيد طيب يهتف لفلسطين

الشهيد خالد عزمي

الشهيد طيب شحادة

 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد