اخباريـات عالمية

"نيويورك تايمز" تكشف: قطر تشتري النفوذ بالدولارات

|
"نيويورك تايمز" تكشف: قطر تشتري النفوذ بالدولارات

وكالات /  على مدار سنوات، وفي ظل حرب الجيل الرابع التي يطلق عليها "حرب المعلومات"، لعبت وسائل الإعلام دوراً كبيراً في إعادة تشكيل قطاعات كبيرة من العالم، وبشكل خاص في الشرق الأوسط، وذلك في مرحلة سابقة ولاحقة على ثورات ما أطلق عليه الغرب "الربيع العربي".
وإلى جانب وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، كان هناك دور بارز آخر لمنظمات المجتمع المدني وبعض المراكز البحثية، ومنظمات حقوق الإنسان، وغيرها، حيث تساهم التقارير الصادرة من تلك المؤسسات في تأجيج الأوضاع السياسية في الدول المستهدفة، خاصة إذا كانت تلك الدول تعاني بالفعل من فساد سياسي وأوضاع اقتصادية صعبة، مما يسهل مهمة النخبة في قيادة القطاعات الناقمة على الوضع القائم، حيث يتخيل بعض هؤلاء أن القادم سيكون أفضل.
ومن هنا يبرز دور الدول الممولة لتلك المنظمات، وما هي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من خلال هذا التمويل.
صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية كشفت الدور الذي تلعبه الدول الثرية في تمويل بعض تلك المنظمات، والتي جاء على رأسها دولة قطر.
وأشارت في تقرير نشرته اليوم الأحد إلى أن قطر تمول أحد أبرز مراكز البحث والدراسات في أمريكا، وهو معهد بروكنجز، وقالت الصحيفة أن قطر دفعت ما يقرب من 15 مليون دولار في منحة على 4 سنوات من أجل إنشاء مركز بروكنجز الدوحة the Brookings Doha Center، إضافة إلى مشروع من أجل تحسين العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي.
وقالت الصحيفة إن الباحثين الذين يعملون في مركز بروكنجز اعترفوا بأن هناك اتفاقات ضمنية تقضي بألا يكون هناك انتقاد للحكومة القطرية المانحة في التقارير التي يصدرها المركز.
ونقلت عن سليم علي، الزميل الزائر السابق في مركز بروكنجز الدوحة، والذي قال خلال المقابلة إنه تم إبلاغه بأنه لا يمكن أن يتخذ مواقف تنتقد الحكومة القطرية في الأوراق البحثية، قوله "إذا استخدم عضو في الكونجرس تقارير بروكنجز فإنه يجب أن يدرك أنها لا تمثل القصة الكاملة. ربما لا تكون القصة ملفقة، ولكنها ليست القصة الكاملة على أي حال".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مسئولين في بروكنجز اعترفوا بأنهم يعقدون لقاءات دورية مع مسئولين في الحكومة القطرية، وأن تلك الاجتماعات يتم من خلالها مناقشة أنشطة وتمويل المركز، كما أن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم عضو
في المجلس الاستشاري للمركز.
وقال سليم علي، وهو حالياً أستاذ في جامعة "كوينزلاند" في أستراليا،: هناك منطقة عازلة عندما يتعلق الأمر بانتقاد قطر. هذا أمر مزعج للباحثين هناك، ولكنه الثمن الذي ينبغي دفعه.
وأضاف بقوله "عندما يستعين عضو في الكونجرس بتقرير صادر من بروكنجز، فإن القصة لا تكون كاملة، ربما لا تكون ملفقة من الأساس، ولكنها لن تكون شاملة على أي حال".
وفي نفس السياق، قالت الصحيفة في تقريرها إن دولة الإمارات تستعين أيضاً بعلاقاتها مع مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في تحسين صورتها لدى الرأي العام الأمريكي، حيث ساهمت بمليون دولار في إنشاء مقر جديد للمركز بالقرب من البيت الأبيض.
وقالت إن العلاقة بين الطرفين، وفقا لما ذكره مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، بدأت بعد عام 2006، عندما حاولت شركة موانئ دبي العالمية شراء إدارة العديد من الموانئ الأمريكية، وهو ما أدى إلى رد فعل عنيف من جانب أعضاء في الكونجرس، الذين أثاروا الشكوك حول ما إذا كانت دولة الإمارات جديرة بالثقة".
ومضت تقول "حدث تقارب بين مسئولين حكوميين والمركز، حيث طلبت دولة الإمارات إنشاء هذا المنتدى، حتى يكون هناك وعي أفضل، ولا يتكرر سيناريو موانئ دبي العالمية، وحتى يعرفهم الشعب الأمريكي بصورة أفضل".

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد