فسحة للرأي

د."مدحت طه" بين رصاص المتنفذين وحب الملايين

ساهر الاقرع |
د."مدحت طه" بين رصاص المتنفذين وحب الملايين

كتب / ساهر الأقرع * :  منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وما قبل ذالك، كان الإنسان أو المواطن الفلسطيني في شقي الوطن، ولا يزال الرقم الصّعب في معادلة البناء والازدهار والاستقرار الوطني، وفي كل المواقف والأحداث التي عصفت بالوطن، كان خط الدفاع الأول عن عدالة قضيته، وقمة في البسالة في الدفاع عن مكتسباته في كثير من القضايا المتعلقة بالوطن.
وإذا كان الأمر كذلك، فإنَّه – وبالمقابل – ثمرة وطنيته وصدق انتمائه لوطنه وعمله، مزيداً من الحقوق والمزايا الصحية، تكفل له العلاج الكامل، والملائم، الذي يحقق له تمام السلامة، في إطار مبادئ العلاج حق لكافة مواطني الدولة. فالمسألة إذن هي في واقع الأمر حقوقٌ، وحقوقٌ أخرى موازية، حقوقٌ للوطن والمجتمع، وحقوقٌ أخرى للفرد أو الإنسان في وطنه ومجتمعه.

هذا تمهيدً مهم، يسبق التعليق على الدعوات الأخيرة التي تطلق في مواقع التواصل الاجتماعي، والصحافة والمنابر الإلكترونية والمُطالِبة بوقوف الكتاب بأقلامهم المدوية بجانب الشخصيات الوطنية في الكادر الطبي العاملين في كافة مجالات الطب، وخاصة  مسؤول ملف الصحة في ديوان الرئاسة الدكتور "مدحت طه"، هذه الشخصيات التي عملت لا بل وواصلت الليل بالنهار من اجل المرضى من أبناء شعبنا لا بل هذا الكادر الطبي العامل في كافة مستشفيات قطاع غزة والذي واصل عمله طيلة أيام الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي قطاع غزة، ومع ذالك لم يستثني له أن يذهب إلي منزله لمشاهدة أطفاله وأسرته، خاصة وان الدكتور "طه"، يقوم بجولات مكوكية إلي المستشفيات الإسرائيلية للزيارة والاطمئنان علي صحة ألجرحي من ابناء شعبنا ولربما زيارته لمشافي "إسرائيل" تستغرق ايام، أنحني احتراما انا وأمثالي للدكتور "مدحت طه"، ومن معه على هذا العمل الوطني والأخلاقي في الزيارات المكوكية التي ينظمها إلى مستشفيات داخل الخط الأخضر وخارج الوطن من اجل الاطمئنان علي صحة جرحانا البواسل وعملة الإنساني في تخليص التحويلات الخاصة بجرحي الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة وأصحاب الأمراض المزمنة، ان الدكتور "مدحت طه"،  " واقف بجانب المرضي دوما ، واليوم حظي باحترام المرضي وأسرهم والشارع الفلسطيني بشكل عام، وبالرغم مما يتعرض له من تجريح بكلمات شاذة من بعض المتنفذين الذين يسيقون حملات إعلامية على ديوان الرئاسة تزامن مع الحملات الإعلامية التي تقودها "إسرائيل" للنيل من هذا المؤسسة العريقة "مؤسسة الرئاسة" ومؤسسات السلطة علي مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية والتي أيضا وجدت هذه المواقع لتشهر بالمناضلين،  لذلك الدكتور "مدحت طه"،  هذا الإنسان الوطني بامتياز، الذي وقف ولا يزال واقفا كشموخ الجبال مع ألجرحي واللذين يحتاجون للعلاج بالخارج ويقوم بالاتصال بهم والاطمئنان عليهم  وزيارتهم بشكل مستمر حتى وهم في رحلتهم العلاجية.
اليوم يرقصون هؤلاء المتربصين رقصتهم الأخيرة، حول بعض المتربصين ان يتصور انهم استطاعوا ان يسكتوا الدكتور "مدحت طه"، ويحدون من واجبه الوطني اتجاه المرضي والجرحي من ابناء شعبنا !! وتخيلوا هؤلاء المتربصين ان يدقون مسماراً أخيراً فيما خُيل لهم أنه نعش د. مدحت طه"!! وسيعلقون أعواد مشانقهم لشخصه ويشد الرباط حول ما يتوهمون أنه عنقه!!
واليوم أقول لهم وبكل صراحة: ليس عاقلاً من يعتقد أنه يملك قوة الضبط وإحضار جثة "مدحت طه"، ولا أعرف من أشار عليهم بهذه الحماقة التاريخية المتكررة؟
فكل الزجاجات التي حاول بعض المتسولين استعمالها في تعبئة أصوات الناس على شخص الدكتور "مدحت طه"، وأمثاله  بكلام غير أخلاقي انكسرت!! وكل الأقفاص التي صنعوها لاصطياد الساعين للحرية لم يسكنها في النهاية ويستقر بها إلا هم!! ولو بعد حين!!
اليوم أقول لهم: ان شطب اسم "طه" من كشوف المعترف بهم أو حتى سحله، لن يحمى مياهكم من أسماك القرش الغاضبة، ومن يتصور غير هذا فهو لا يعرف طبيعة أسماك القرش، ولا طبيعة الغضب، ولا دروس التاريخ، أقول لهم: إن محاولات الزج بأسماء مناضلين في أحاديث افتراء بين الناس او النيل منهم لن يحمى رؤوسكم من سحقها بالأقدام التي لا تعرف سوي الضرب، ولا تعترف بالحدود ، أقول لهم: إنكم تضعون صفرا في خانة الرقم أمام اسمه، لكنه صفر على اليمين، سيصنع رقما ضخما يفوق بكثير ذلك الرقم الذي تحاولون محوه وتقديمه (يفوق بكثير ما تتوقعونه)، أقول لهم: إن المشكلة ليست في شخص الدكتور"مدحت طه" كي يزول بإبراز الكارت الأحمر في وجهه، المشكلة هي جيله بشكل عام، هي أن أضعف الناس يستطيع أن يضغط ليخرج معجون الأسنان من الأنبوب، لكن أكثرهم قوة وسطوة وسلطان، لا يملك أن يعيد المعجون للأنبوب مرة ثانية!!
يا هؤلاء كل شيء مكشوف، والتلفيق مفضوح، والكيد والكيدية تنضح على وجه الأحداث، وتتطاير شظاياها على أيديكم الملوثة بدماء وسيرة المناضلين، أما حياتهم فهي ملك لبارئها  ولا احد في الدنيا يستطيع النيل منها إلا بارئها قط.
ستغلقون الأبواب كل الأبواب، وسيخرج لكم مئات أمثال "مدحت طه، من كل نوافذ الوطن التي لا تملكون إغلاقها بالضبة والمفتاح او الرصاص الغادر او الكلام السيئ، ولمعلوماتكم إن أجمل الأصوات هي التي تصل عبر النوافذ وليس عبر الأبواب، ولكنكم ستسمعون كل صباح جديد، يشرق على هذا الوطن، ستسمعون صوت الدكتور "مدحت طه" وأمثاله مع كل صوت يناضل من أجل هذا الوطن، ليس غريباً في زمن الغربة أن يذهب القابضون على الجمر، ويبقى بعض العفن القابضون على أعناق المناضلون، أن يذهب المقاتلون. ويبقى المجردون من الأخلاق، فسيأتي قريبا اليوم الذي يأخذ المقتول بثأره، ويستعيد المظلوم حقه، وينكسر الزمن الرديء، ويتوقف زحف الأيام السوداء، وأعدكم أن "طه" وأمثاله سيبقون بكم رمزا للكرامة الوطنية وللكبرياء.
فأجزم ان هذا الرجل نظيف اليد، جميل الخلق، اجتهد حتى بلغ أعلى درجات العلم وله الكثير من من المساعدات الطبية التي قدمها للمرضي وبشكل سريع جدا، وهذا يأتي ضمن التعليمات المستمرة من قبل فخامة الرئيس "ابو مازن" حفظة الله ورعاه. قال لي احد الأصدقاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وانا أحادثه، ان د."مدحت طه " معروف بابتسامته المضيئة ، وتواضعه الجم، وصدره الرحب، وعلمه الغزير حيث يغرف من بحر القرآن الذي لا ينضب، وخبرته التنظيمية المتجذرة، فالدكتور "طه"، نظيف اليد، جميل الخلق، مناضل، وطني، ونحن جميعاً جنود لخدمة ابناء شعبنا، ما أروع تلك الكلمات من هذا الرجل المتواضع، المناضل الذي يتحدث عن رجل عرفه الملايين من البشر وخاصةً في الأراضي الفلسطينية،  ويواسيه ويقف خلفه وليت هذا فحسب بل ليقول له سر علي بركة الله وسنسير خلفك، يا الله ما أروع الرجال عندما تكون مصالح خدمة ابناء شعبه أهم من مصالحهم الشخصية.
أما انا وأمثالي فلا نملك شهادات تقدير نوزعها على د."مدحت طه" وأمثاله الذين نعتز بهم ونفتخر بوجودهم في وطنا ووطنهم .. ونطالبك بالاستمرار في وقوفك بجانب المرضي والجرحي بفكرك السديد وأسلوبك اللغوي الرائع الذي يكشف صدقيه الامتياز الذي منحك إياه إخلاصك لوطنك ولشعبك.
الأخ الدكتور"مدحت طه" قلبي معك ، قلب أهالي الجرحي وأسراهم معك، قلب غزة و حجارتها المغسولة بدماء الشهداء معك، وغضبها الساطع الأتي حتماً بخيول الرهبة معك، وأهل غزة عباقرة فن الصمود وفن البقاء معك، سعداء بك، وأنت تعلم أكثر مني، ان ما ينفع شعبنا يمكث في الأرض، أما الزبد والصراخ والشعارات الساقطة التي يرفعها البلهاء والسفهاء و الأقزام فتذهب جفاء وهباء، سر علي بركة الله ونحن خلفك.

* صحفي من غزة

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد