الزاوية الاقتصادية

بعد الأردن: توقيع اتفاق إسرائيليّ مصريّ لتزويد الأخيرة بالغاز الطبيعيّ وتوقعّات بتحوّل تل أبيب إلى لاعب مهمٍ جدًا في سوق تصدير الغاز عالميًا

|
بعد الأردن: توقيع اتفاق إسرائيليّ مصريّ لتزويد الأخيرة بالغاز الطبيعيّ وتوقعّات بتحوّل تل أبيب إلى لاعب مهمٍ جدًا في سوق تصدير الغاز عالميًا

اخباريات: كُشف النقاب اليوم الاثنين في تل أبيب أنّ إسرائيل قامت بالتوقيع على خطاب نوايا مع شركة تمثل عملاء غير حكوميين في مصر، وبموجب هذه الاتفاقيّة سيقوم حقل الغاز تمار الشاطئي بتوفير حتى 2.5 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا لمصر لمدة سبعة سنوات.

وقالت صحيفة (ذي ماركر) الاقتصاديّة، التابعة لمجموعة (هآرتس) الإسرائيليّة، اليوم الاثنين، إنّ الصفقة مع شركة (دولفينوس) تُقدّر بحوالي 500-700 مليون دولار سنوي، على حدّ قول المصادر التي اعتمدت عليها في تل أبيب. في السياق عينه، ورد في تقرير نشرته صحيفة (غلوبس) الإسرائيليّة، المُتخصصة أيضًا في المجال الاقتصاديّ، بأنّ المزودة، أيْ إسرائيل، تستطيع إيقاف تصدير الغاز بدون إعلان مسبق.
كما لفتت إلى أنّه نظرًا للاتفاق المرن، لم تلتزم الشركة المصرية بشراء كمية محددة من الغاز، بينما التزمت تمار بتوفير 5 بليون متر مكعب من الغاز على مدار السنوات الثلاث القادمة. وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّه سوف يتّم نقل الغاز بواسطة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيليّة، عن طريق خط أنابيب شرق المتوسط، الذي تضرر عدّة مرّات بشكلٍ كبيرٍ على يد مجموعات إسلاميّة مُتشدّدّة تتخذ من شبه جزيرة سيناء مقرًا لأعمالها ضدّ مصر وإسرائيل على حدٍ سواء.
علاوة على ذلك، ذكرت الصحيفة الإسرائيليّة أنّه حتى عام 2012، عندما تمّ تدمير خطوط الغاز الخاصة بمصر وانتهاء صفقة كانت مدتها 20 عامًا، قامت مصر بتوفير الغاز الطبيعيّ لإسرائيل. ولكن، اكتشاف مواردها الطبيعية عند شاطئها أنهت اعتماد إسرائيل على الشركات المصريّة. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة الاقتصاديّة الإسرائيليّة أنّه في بداية شهر أيلول (سبتمبر) الفائت، قامت إسرائيل بالتوقيع على اتفاق نوايا مع الأردن بهدف توفير الغاز الطبيعيّ للمملكة الأردنيّة الهاشمية، مؤكّدةً على أنّ قيمة الاتفاق تصل إلى 15 بليون دولار من مستودعاتها العملاقة، وذلك على مدار 15 عامًا.
وبحسب المصادر الاقتصاديّة في تل أبيب، فإنّ الأردن توجهت إلى إسرائيل، لأنّ تزويد الغاز الطبيعي لها من قبل مصر توقّف بسبب الهجمات الإرهابية المتكررة على خطوط الغاز من مصر، بحسب ما جاء في تقرير بثته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ. وأضافت أنّ إسرائيل قررت تصدير 40 بالمائة من الغاز الموجود عند شواطئها، ومنذ ذلك الحين، قامت بتوقيع صفقة لمدة 20 عامًا بقيمة 1.2 بليون دولار مع شركة فلسطينية، ووقعت اتفاق نوايا لتوفير الطاقة لمنشأة مصرية أيضًا.
وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّه في شهر آذار (مارس) من العام 2013، بدأت إسرائيل بضخّ الغاز الطبيعيّ من مستودع تمار، الذي تمّ اكتشافه في العام 2009 ويقع حوالي 90 كم غربي حيفا، ويحتوي على 8.5 تريليون قدمًا مكعبًا من الغاز الطبيعيّ. بالإضافة إلى تمار، في العام 2010 تمّ اكتشاف مستودع أضخم، وهو مستودع (ليفياتان)، الذي يحتوي على 16-18 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعيّ، والذي تم ّاكتشافه على بعد 130كم غربي مدينة حيفا. ولفتت المصادر إلى أنّه حسب التوقعات الإسرائيليّة، فإنّ العمل في المستودع الجديد سيبدأ العام القادم، أيْ في العام 2016، مُشدّدّةً على أنّه من المتوقّع أنْ تُحوّل هذه الاكتشافات إسرائيل من مستوردة للطاقة إلى لاعبة هامة في سوق الغاز العلميّ، على حدّ قول المصادر.
علاوة على ذلك، كانت قد أعلنت إسرائيل أنّها قد تكون اكتشفت كميات من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تمار وليفياتان، في حقل بحريّ جديد بالغ الأهمية قبالة سواحل الدولة العبريّة على المتوسط. وقالت شركة (اوبورتينتي ريسورسز الإسرائيليّة)، المتخصصة في اكتشاف مصادر الطاقة تحت البحر، إنّ عمليات حفر استكشافية تشير إلى احتمال وجود 190 مليار متر مكعب من الغاز في حقل (بيلاجيك) الذي يقع قبالة سواحل يافا. وصرح رئيس الشركة روني هيلمان إنّ كمية الغاز المكتشفة والاحتمالات الكبيرة تجعل منه ثالث اكبر حقل يكتشف قبالة سواحل إسرائيل، لافتًا إلى أنّ هذه الكميات تضمن مستقبل إسرائيل لعقودٍ عديدةٍ، على حدّ تعبيره.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد