اخباريات: بعد السويد وبريطانيا، أفادت تقارير إسرائيليّة أنّ مجلس الشيوخ التابع للبرلمان الايرلندي وافق على مشروع يُطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين، ما يجعلها الدولة الأوروبية الثالثة التي تدعم المبادرة الفلسطينيّة خلال أقّل من شهر.
ولفت موقع (تايمز أوف أزرائييل) إلى أنّ المشروع، المقترح من قبل عضو مجلس الشيوخ من حزب المعارضة الرئيسي في الدولة، تمّت الموافقة عليه بدون تصويت، إذ حصل على موافقة معظم المشرعين قبل الجلسة. وجاء في القرار: مجلس الشيوخ الايرلندي يُطالب الحكومة بالاعتراف الرسميّ بدولة فلسطين وبفعل كل ما في استطاعتها في النطاق الدوليّ للمساهمة في ضمان حل الدولتين واقعي للنزاع الإسرائيلي-فلسطيني.
وشدّدّ الموقع، الذي اعتمد على مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، شدّدّ على أنّ ايرلندا كانت أول دولة أوروبية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، ولطالما كانت من أشد المنتقدين لإسرائيل في الإتحاد الأوروبي.
وتابعت المصادر ذاتها قائلةً إنّ هذه الخطوة تلي خطوات مشابهة في عواصم أوروبية أخرى. وذلك بعد إعلان الحكومة السويدية بأنها سوف تعترف بالدولة الفلسطينية في بداية الشهر، ومجلس العموم البريطاني صوت دعمًا لقرار غير ملزم الذي يدعو الحكومة البريطانية لفعل هذا. علاوة على ذلك، أوضح الموقع الالكترونيّ إنّ في الأسبوع الماضي، قدّم حزب العمال الاشتراكيين الإسباني، طلبًا للبرلمان الإسباني بالاعتراف بفلسطين، ولكن لم يتم تحديد موعد للتصويت بعد. وقالت النائبة في مجلس الشيوخ الأيرلندي افيريل باور، من حزب فيانا فيل المركز-يميني (حزب جمهوريّ)، وهو الحزب الذي قدّم الاقتراح إنّه بالانضمام إلى السويد ودول أخرى من الإتحاد الأوروبي بالاعتراف بفلسطين، سوف نوضح بأن الاستقلال هو حق للشعب الفلسطيني. هو ليس وسيلة مقايضة إسرائيلية ليتم استخدامها بمفاوضاتهم الكاذبة، وتابعت قائلةً: بفعل هذا سوف نُشكّل الضغط على إسرائيل كي تسعى وراء عملية سلام حقيقية التي تتمكن من توصيل السلام والعدالة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، على حدّ تعبيرها.
وأردفت: أحزاب الحكومة وافقت على القرار بدون أن نضطر أن نعرضه للتصويت، مضيفةً بأنّها تأمل بأنْ يتكرر هذا في مجلس النواب الأيرلندي الأقوى، وأن تتصرف الحكومة بنفس الطريقة في النهاية. وفي خطاب أمام مجلس الشيوخ، اتهمت باور إسرائيل بفرض نظام أبارتهايد بالضفة الغربيّة المُحتلّة، الذي يمنع من الفلسطينيين حقوق الإنسان الأساسية المفهومة ضمنا لمثيليهم الإسرائيليين، مشدّدّةً على أنّه بدون اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية، فإنّ الممثلين الفلسطينيين سيبقون في موقفٍ أضعف على طاولة المفاوضات. بالإضافة إلى ذلك، قالت: زملائي، بعد 20 عامًا من اتفاقية أوسلو، احتمال الوصول إلى حل الدولتين يبدو أبعد فأبعد، وسبب هذا هو أنّ إسرائيل فعلت كل ما في وسعها لعرقلة نجاح هذا الهدف. بينما تتظاهر الحديث عن السلام، وتابعت بتعزيز احتلالها غير القانوني لفلسطين، قالت. وأشار الموقع إلى أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تصدر أيّ ردٍ على الخطوة الايرلندية. أمّا السفارة الإسرائيلية في دبلين فقد نشرت اعتراضها عبر التويتر: يوم الأربعاء الماضي، رجل فلسطيني قتل طفلة يهودية عمرها 3 أشهر في القدس ووافق مجلس الشيوخ الايرلندي على قرار يُطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين بدون المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، تخيّلوا إن قامت أي دولة بالاعتراف بمكانة نهائية لصالح أي واحد من الأطراف في النزاع في ايرلندا الشمالية قبل بدء عملية السلام في بلفاست والاتفاق على التكافؤ بالاعتبار، على حدّ قول سفارة تل أبيب في دبلن.
وكان وزير الخارجية الايرلندي ايمون غلمور، قد دعا قبل سنتين، دول الإتحاد الأوروبي، إلى مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلّة. وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) فقد أوضح وزير الخارجية الايرلندي في رسالة بعث بها إلى رئيس لجنة الخارجية والتجارية في البرلمان الايرلندي أن ايرلندا تفكر بتطبيق مقاطعة شاملة لمنتجات المستوطنات، داعيا دول الإتحاد الأوروبي لفرض مقاطعة على منتجات المستوطنات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها عالية المستوى قولها إن الحكومة الايرلندية تقوم بتشجيع المواطنين على كره إسرائيل، متهمة إياها بالعمل من منطلق معاداة السامية. وزادت المصادر ذاتها قائلة إن ايرلندا بدون أدنى شك تحولت إلى أكثر دولة أوروبية معادية لإسرائيل وتقوم بدفع الدول الأوروبية الأخرى لاتخاذ مواقف متطرفة وغير قابلة للتهاون ضدّ إسرائيل.
