كتب / ساهر الأقرع: أقدم عزائي إلى الإخوة في عائلة "المبحوح"، بوفاة الحاجة "ام عاطف المبحوح "، البالغة من العمر اثنين وثمانين عاما، وهي ام لثلاثة شباب واثنتين من السيدات، اليوم الجمعة الموافق( 10/ 31 ) رحلت بعد رحلة مرض قصيرة لم تمهلها حتى كيف تفكر أن تنتهي من زيارتها إلي بيت "ابنها الأكبر"، الذي لا يبعد عن منزلها سوي أمتار قليلة، فقد كانت رحمها الله شعلة نشاط متجدد وأسطورة قوية جدا.
اليوم فقد مخيم دير البلح "الواقع وسط قطاع غزة"، سيدة من أهم سيدات المخيم قضت جل عمرها في تربية إنبائها ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي أيام الانتفاضة المجيدة الأولي، ونذرت نفسها في خدمة المطاردين وتسهيل مهامهم القتالية آن ذلك، متخطية الصعاب، كما اذكر في طفولتي ان بعض الشباب أطلقوا عليها اسم "المرأة العملاقة"، لقد عشقت الحاجة "ام عاطف"، رحمة الله، المقاومة بوسائلها المتعددة، فقد عرفت الحاجة المرحومة "ام عاطف"، منذ كنتُ في الثانية عشر من عمري، عرفتها بكرمها وحنانها وقيمها وأخلاقها النبيلة حتى وفاها الله عز وجل، عرفتها بتربية أبنائها تربية حسنة.
تنفرد الحاجة المرحومة "ام عاطف"، بخصائص وطنية و إنسانية واجتماعية عرفت بها في ممارساتها، فهي من بيئة نظيفة صادقة - بتلك السمات الأنثوية في كرمها وسلوكها الراقي عبر حياتها وعلاقاتها المتسمة بالصدق في القول ونبذ الفوارق، فقد كانت عليها رحمها الله محبوبةً وقريبة لقلوب الجميع وهذه ليست بشهادتي فقط وإنما بشهادة كل من عرفها وانا هنا أتحدث عن الإلف البشر، لها قلب كبير يتسع لمحبة كل من عرفها، حتى وإن كان بعيداً عنها.
لقد انتقلت الحاجة الفاضلة "ام عاطف"، إلى جوار ربها، خلف أناسا امضوا حياتهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم في مجالات متعددة، نتوجه إلى العلي القدير أن يجعلها مع النبيين والصالحين وأن يبادرها بالعفو والغفران إنه سميع مجيب، أسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان .إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.