اخباريات - وكالة صفا: أثار استضافة التلفزيون الفلسطيني الرسمي للإعلامي المصري توفيق عكاشه المعروف بعدائه وتهجمه الشديدين على الفلسطينيين حالة من الاستياء البالغ من قبل الصحفيين الفلسطينيين.
واعتبر هؤلاء في أحاديث منفصلة مع وكالة "صفا" استضافة التلفزيون الرسمي لعكاشة تطاولًا على الشعب الفلسطيني بأكمله وترسيخًا لمعاني الانقسام وضرب مفاهيم المصالحة، مطالبين إدارته بالاعتذار عما حصل.
وكانت الإعلامية العاملة في تلفزيون فلسطين أميرة حنانيا استضافت عكاشة في برنامج "حال السياسية" من العاصمة المصرية القاهرة، وتركت له الفضاء دون مقاطعة، مما اعطاه فرصة لمهاجمة قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية.
خارج عن العرف
مدير شبكة إخباريات رومل السويطي يقول إن "هذا الكلام لا يجوز في عرف شعبنا والكل يعرف من هو عكاشة وما هو تاريخه، وكيف لتلفزيون فلسطين الرسمي يسمح لشخص غريب عن شعبنا أن يتهجم على شريحة منا؟".
ويؤكد السويطي في اتصال هاتفي مع وكالة "صفا" أن استضافة مثل هكذا شخصية تزيد من حدة الانقسام، خصوصًا وأن عكاشة امتدح جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على قطاع غزة.
بينما دعا الإعلامي في راديو (أف أم 24) إيهاب الجريري الحكومة الفلسطينية لتبني موقف واضح من استضافة عكاشة بصفتها حكومة لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام.
ويقول الجريري لوكالة "صفا": "لمصلحة من يتم الآن بدون أي مبرر إطلاق بوق عكاشة على شاشة تلفزيون فلسطين ضد حماس أو كما يسميهم "إخوان الشيطان"؟، هل هذا يعني أن الحكومة مشكلة بتحالف مع الشيطان؟!".
ويلفت إلى أن حنانيا لم تقل لضيفها أنها تتحفظ على هذا التشبيه، مطالبًا من استضافه بالاعتذار.
ويشاطره الإعلامي عبد الرحيم القوصيني بقوله: "فوجئت باستغراب شديد أن يظهر على التلفزيون الرسمي والذي من المفروض أن يكون هذا التلفاز ملك للشعب الفلسطيني وليس لأحزاب أو أفراد".
مطالبة بالاعتذار
ويتابع: "من سمح بلقاء عكاشة المعروف بشتائمه على الفلسطينيين والذي رفع قبعة التحية لجيش الاحتلال وقال إنهم رجال لقتلهم للفلسطينيين ورفع حذاؤه للشعب الفلسطيني.. بيوتنا ليست بحاجة لرؤية هذا الإنسان، فهو خال من عرفه العربي والإنساني، وهو شخص غير مرغوب فيه أن يظهر على أي فضائية فلسطينية".
ويضيف: "هو يستطيع أن يتدخل في الشأن المصري كما يشاء، لكن عندنا كل الشعب الفلسطيني وقف رافضا مدينا "، مستغربا أن يظهر هذا الإنسان السيئ جدا على شاشة تلفزيون فلسطين، وأنا ارفض ذلك وأطالب بالاعتذار للشعب الفلسطيني على هذه الاستضافة".
أما الإعلامي فادي العاروري فيقول: "عكاشة لا يمثل أي شيء إعلامي واعتبره أراجوز على الإعلام المصري، والبرامج التي كان يذيعها على قناة الفراعين تحتوي سباب وهزل بطريقة غير طبيعية ولا يليق أن يكون إعلامي، عدا عن تحريضه الكبير على الشعب الفلسطيني وبالذات في غزة رغم أن معظم الشعب كان يقتل هناك وليست حماس وحدها أو أي فصيل بعينه".
ويعتبر العاروري استضافته على الشاشة الرسمية فضيحة، داعيًا إلى تحديد من المسؤول عنها، مؤكدًا بأن هناك صحفيين كثر على مختلف شرائحهم اعترضوا على هذه القضية".
وفي توضيح له، أكد مدير عام الأخبار في تلفزيون فلسطين أحمد زكي في منشور له في صفحته على "فيسبوك" أن استضافة عكاشة كانت على قناة عودة الفضائية التي تبث من الأردن ولا علاقة له شخصيا بذلك.
وكان رئيس السلطة محمود عباس أعرب عن تقديره لما وصفها "الحملة الشجاعة لرئيس قناة الفراعين المصرية توفيق عكاشة، التي دعا من خلالها العرب لزيارة الأراضي الفلسطينية، خلال برقية بعثها له، متمنيًا التقدم والنجاح وتحقيق ما تصبو إليه القناة من عمل صحفي وإعلامي مميز.
واتهم عكاشة خلال اللقاء حركة حماس باختطاف جنود مصريين، وتهجم على قادة وعناصر حماس واصفا إياهم بعبارات بذيئة وقبيحة، وأن المستوطنين الذين جرى أسرهم في الخليل أضروا بالشعب الفلسطيني وأن الحادثة رجعت بالفائدة على "إسرائيل".
لم تقاطع مقدمة البرنامج عكاشة خلال حديثه وشتائمه، ولم تبد أي نوع من المعارضة على تطاوله على شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني، وتحريضه على قطاع غزة.
كتلة الصحفي الفلسطيني دانت بشدة استضافة عكاشة الذي وصفته "بالأفّاك العرّاب الذي تميز بالكذب واتصف بتمرير المخططات الرامية لتحطيم الروح المعنوية للفلسطينيين ولمقاومتهم التي تعتبر الدرع الأول في الدفاع عن مصر العروبة والإسلام".
وتساءلت الكتلة "أين كان تلفزيون فلسطين من الرد على أكاذيب عكاشة ومن لف لفه ضد غزة والمقاومة؟، ومن تصدير مسألة العدوان على غزة على شاشته؟"، مؤكدة أنه "الأوان لأن نقول كفى لمثل هذه التفاهات التي لا تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني الأصيل".
