فسحة للرأي

حياتنا - التنسيق وحل السلطة

حافظ البرغوثي |
حياتنا - التنسيق وحل السلطة

كتب - حافظ البرغوثي: لست عضوا قياديا ممن يلتئمون حاليا حتى أصرح عن التنسيق الأمني ولست عضوا معارضا حتى أطالب بوقفه .. ولكني كغيري يمكن ان أبدي رأيا غير مجروح، فالتنسيق الأمني قام بموجب اتفاقات اوسلو التي لم يبق منها الاحتلال سوى هذا التنسيق ولعلنا نذكر ان الرئيس الراحل ابو عمار عارض تفاصيل التنسيق لتدخلات اميركية - اسرائيلية وظل لشهور ممتنعا عن الدخول الى غزة، فالتنسيق الأمني هو لب اتفاق اوسلو ومن يريد انهاءه يعني ينهي اوسلو بالكامل.

مشهد بلا اوسلو ان السلطة غير قائمة رغم القرارات الدولية وان الأجهزة الأمنية عصابات مسلحة في نظر الاحتلال وان الاحتلال له مطلق الحركة في كل شبر واعتقال أي شخص مسلح حتى لو كان ضمن الأجهزة الأمنية. فالتنسيق مع الاحتلال متعدد احدها التنسيق الأمني ووقف التنسيق يعني وقف التنسيق المدني والخدماتي والعسكري والغاء السلطة بالكامل ولا يمكن والحالة هذه اتخاذ قرار كهذا في اجتماع قيادي بل يحتاج للعودة الى مؤسسات منظمة التحرير وهي الطرف الآخر في الاتفاق وليس غيرها.
وكلنا نذكر ان الاحتلال عندما دمر مقرات السلطة واستهدف قواتها الأمنية في الانتفاضة كان يمهد لسيطرة حماس باعتراف شاؤول موفاز وزير الحرب آنذاك لأن حماس متحفزة للانقضاض على السلطة في الضفة ولعل تصريحات قادة حماس حول تحرير الضفة - مثلما تحررت غزة من الخونة والعملاء - دليل على ذلك، فحماس معنية بالسيطرة وليس التحرير في الواقع لأن غزة تحررت بدونها من الاحتلال وهي مستعدة لعقد هدنة مع الاحتلال في حالة اطلاق يدها في الضفة تحت مسمى الدولة المؤقتة التي ينطبق عليها مزاج اليمين الاسرائيلي.
لا ضرورة لحساب الربح والخسارة من حل السلطة والتنسيق لأن المسألة ليست معقدة حتى نفهمها، فمن يريدنا ان نتحول الى جماعات سكانية متقاتلة تحت مسميات دينية ومناطقية وعصابات فليحل السلطة، ومن يريدنا الحفاظ على الحد الأدنى من الوطنية الفلسطينية والتماسك في النسيج الاجتماعي فليحافظ على السلطة لو كانت عرجاء لأن بديلها هوجاء وفحجاء وحرباء.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد