الزاوية الاقتصادية

أيمن عطا الله .. من عامل خلف ماكينة خياطة الى رجل أعمال (صور)

|
أيمن عطا الله .. من عامل خلف ماكينة خياطة الى رجل أعمال (صور) أيمن عطا الله يتحدث للزميل رومل السويطي

 اخباريات - رومل السويطي:  رجل الأعمال النابلسي أيمن عطا الله، من الشخصيات التجارية الفلسطينية الشابة، التي تمكنت من بناء شبكة علاقات عامة "متوازنة"، ما فرض على الكثيرين احترامه وتقديره، خاصة في ظل نجاحاته المتواصلة سواء على مستوى العمل التجاري، أو في العمل المجتمعي. 

تلقى عطا الله، تعليمه الأساسي والإعدادي في مسقط رأسه نابلس، ولا يزال يستذكر أيام طفولته وسني صباه ويعتبرها من أفضل لحظات التأمل في كبره، وما يزيد من الإثارة في تلك الطفولة اختلاط الدراسة والعمل في حياته لا سيما ان والده كان مديرا لإحدى مدارس وكالة الغوث، وفي نفس الوقت رغبته بالاعتماد على نفسه منذ بداية حياته. 

ايمن عطا الله


الصبر على أوامر صاحب العمل
يقول عطا الله لـ"حياة وسوق": وعيت على الدنيا وأنا خلف ماكينة الخياطة". ويضيف انه كان يقوم منذ ساعات الصباح الباكر إلى أحد مشاغل الخياطة بنابلس، ويبدأ يومه بتنظيف الماكينة والأرضية التي تخصه، ثم يبدأ بالعمل، وخلال ذلك كان يصبر على أوامر صاحب العمل وفي مخيلته بأنه سيملك في يوم من الأيام مشغلا أكبر من الذي يعمل به مجرد خياط بسيط، أو مشروع آخر خاصا به، وهذا ما حصل بالفعل لاحقا.
وفي عام 1985 قدم عطا الله امتحان التوجيهي جنبا الى جنب مع والده الحاصل على بكالوريوس فنون من جامعة النجاح بنابلس الذي قرر هو الآخر تقديم التوجيهي مرة أخرى، وفيما بعد حصل على الماجستير في الفنون من ذات الجامعة، وكان تصميم الوالد على تحصيل المزيد من الشهادات التي تزيد من قدراته، حافزا للابن "أيمن" على التصميم للحصول على مبتغاه وتحقيق أهدافه التي رسمها في مخيلته، خاصة أن علاقته بوالده كانت ولا تزال علاقة "أصدقاء".

تحقيق الحلم الأول
كانت أولى خطوات أيمن "العلمية" بعد التوجيهي الحصول على دبلوم مساحة من معهد قلنديا المهني، سنة 1986، ويحاول إيجاد عمل بشهادته، لكن دون جدوى، وخلال ذلك بقي يعمل خياطا في مشاغل نابلس التي طالما تميزت بكثرتها عكس هذه الأيام، وفي سنة 1988 وبالتزامن مع اندلاع "انتفاضة الحجارة"، قام بالشراكة مع أخويه مجدي ومهند وانشأوا مشغلا متواضعا للخياطة، وحرص عطا الله من خلال مشغله على ترسيخ ثقافة "لنلبس مما نصنع ولننبذ منتجات الاحتلال"، وخلال أقل من خمس سنوات، استطاع المشغل أن يضم أكثر من ستين خياطا بعد أن كان العدد لا يتجاوز الثلاثة أشخاص، إلى جانب قيام عطا الله بتوفير فرص عمل لحوالي عشرة مشاغل خياطة أخرى في نابلس، وفي سنة 1991 تمكن أيمن وأخويه من افتتاح معرض ملابس "جملة ومفرق" وبعد عامين افتتح معرضا آخر.

الهجرة إلى الصين تمهيدا للعودة
مع اندلاع "انتفاضة الأقصى" تعرض أيمن وأخويه لنكسة حقيقية، بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى التجار بالضفة، ما أدى إلى تراكم ديونهم على التجار، وكانت النتيجة المؤسفة لهذه النكسة، إغلاق المشغل، وبعد الاجتياح الكبير لمدينة نابلس سنة 2002 قرر إغلاق المعرضين، وسافر إلى الصين. 
بعد وصوله إلى الصين كان لا يملك سوى مبلغا من المال لا يزيد عن خمسة آلاف دولار، استقر بمدينة تدعى "جوانزو" وتمكن من تأسيس مكتب للتصدير والاستيراد، وقام خلال ذلك بتنظيم شبكة علاقات عامة جيدة، واستطاع البدء بتصدير مختلف أنواع البضائع الصينية ليس إلى الضفة الغربية فحسب، بل إلى الأردن والسعودية والإمارات ومصر وغيرها من الدول، وبعد مرور حوالي ثلاث سنوات أصبح مكتب عطا الله محط أنظار العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب. 
وبعد حوالي تسع سنوات قرر العودة الى الوطن للاستثمار في نابلس، وكانت أول محاولة للاستثمار في مجال تربية المواشي وانتاج الألبان، فعمد الى استئجار مزرعة في قرية تل القريبة من نابلس، واشترى حوالي 50 رأس ماشية، وحاول تطوير المشروع على مدار حوالي سنة لكن الظروف المحيطة لم تساعده، ما اضطره الى عدم الاستمرار في المشروع، وبدأ في البحث عن مشروع آخر.

النجاح .. مرة أخرى
بعد فترة غير طويلة من الغاء مشروع المواشي، قرر الدخول الى عالم المطاعم، فأنشأ في عام 2011 مطعما أطلق عليه اسم "ورد" في منطقة رفيديا، حرص فيه على الجمع بين الماضي والحاضر، وعلى مسافة تقدر بحوالي 360 مترا مربعا، يديره حوالي 20 جرسونا وطباخا وموظفا، وقام بحفل الافتتاح في حينه محافظ نابلس السابق اللواء جبرين البكري وعدد من ممثلي مؤسسات المدينة، وبعد أقل من ثلاث سنوات، قام بإنشاء مطعم جديد، لكنه أوسع وأكبر على مساحة تزيد عن 1000 متر مربع وأطلق عليه اسم "ألف ليلة وليلة" يعمل به أكثر من 60 موظفا، وافتتحه محافظ نابلس الحالي اللواء أكرم الرجوب. ويحظى المطعم باقبال واسع خاصة من جانب العائلات. 
ويستذكر عطا الله أيام الطفولة، موضحا انها كانت قاسية الى حد ما، خاصة خلال عمله في مشاغل الخياطة، معتبرا الأسلوب القاسي الذي كان أرباب العمل يتعاملون فيه معه قد آتى أكله، وصنع منه رجلا قادرا على مواجهة الصعاب.
وينصح عطا الله شباب اليوم بضرورة الصبر على أي مهنة أو عمل أو وظيفة، حتى لو كان غير مرتاح لها.
وقال: الكثير من شباب اليوم يريدون الوصول الى اهدافهم بسرعة ومن دون تعب. وأضاف "كل بداية تكون صعبة، لكن مع الوقت يندمج الانسان مع العمل ويتعايش معه وبالاصرار والابداع ينجح ويتفوق.
 
(ملحق حياة وسوق - الحياة الجديدة)
 
 
عطا الله مع والديه
 
 
عطا الله مع اثنين من أولاده 
 
عطا الله مع عدد من أفراد عائلته جنبا الى جنب مع افراد من طاقم المطعم
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد