فسحة للرأي

نبض الحياة - سلاما عليك سيدي المسيح

عمر حلمي الغول |
نبض الحياة - سلاما عليك سيدي المسيح

 كتب - عمر حلمي الغول:  في ذكرى ميلادك سيدي المسيح تحتفل البشرية كلها بك وبالسلام، لانك كنت ومازلت رمزا للسلام والتسامح والمحبة. غير ان شعبك، رغم انه يقيم الشعائر الدينية، ويحاول اشاعة الفرح في اوساط اطفاله وابنائه عموما، الا ان دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية تحول دون الاحتفاء بذكرى ميلادك، لانها ضد السلام، وتواصل غرس الكراهية والعنصرية والقتل، وتبدد خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. 

مع ذكرى ميلادك السنوية تطوي البشرية صفحة بما حملته من ايجابيات وسلبيات، من آمال وآلام، من حروب مباشرة وغير مباشرة. وتفتح صفحة جديدة في سفر تاريخها المعاصر، لتواصل حمل معول السلام والتطور لمواجهة اعداء شعوب الارض قاطبة. وتنثر الفرح والامل والتفاؤل في اوساط شعوب الارض.
غير ان اتباعك وابناء شعبك، يواجهون الموت والملاحقة مرة باسم « الفهلوة وتزوير الحقائق» لتكريس وتأبيد الاحتلال والاستعمار الاجلائي والاحلالي، وقتل خيار السلام؛ ومرة باسم «الدين»، فيلاحق القتلة المأجورين، مشيعو التكفير والظلام، اتباع هذه الديانة او تلك لتعميق التشرذم في اوساط الشعوب العربية خصوصا وشعوب الارض عموما. ومرة باسم تاسيس دولة « الخلافة» السادسة.. الخ.
سيدي يسوع، عليك السلام، يعود الذين صلبوك قبل ألفي عام ليصلبوا شعبك من اتباع الديانات المختلفة، دون تمييز بين مسيحي او مسلم، وينشرون سمومهم في كل بقعة من ارض وطنك وحيث اقيمت كنائسك ومساجد خليفتك من الانبياء محمد بن عبد الله القريشي، صلى الله عليه وسلم ليشيعوا الفتنة والتخريب، ويقتلعوا اشجار الزيتون وشقائق النعمان. ومازال اتباع يهوى يمارسون القتل ونشر الخراب في محل مكان وجدوا فيه. 
بالأمس سيدي المسيح اغتالوا الشهيد زياد ابو عين، وهو يزرع الزيتون في رحاب ارضك. واول امس مثلوا بجسد الفتى الشهيد محمد ابو خضير، واحرقوا جثته على مقربة من كنيسة القيامة ومسجد عمر. وقتلوا الحياة في غزة السلام، ألقوا بآلاف الاطنان من قنابلهم وصواريخهم من البر والبحر والجو على البؤساء والمحرومين هناك طيلة واحد وخمسين يوما في آخر الحروب، التي لن تكون الاخيرة يا سيد السلام.. دمروا واحرقوا واغتالوا الناس جميعا.. النساء والاطفال والشيوخ.. الشجر والحجر والبشر.. قرابة ثلاثة عشر الفا من ابناء شعبك استباحوا حياتهم دون سابق انذار... لوثوا الماء والهواء... تركوا قرابة المائة وخمسين الفا من العباد دون غطاء او مأوى.. وألقت بهم تحت حر الصيف وبرد الشتاء.. لم يتركوا كنيسة او ديرا او مسجدا من شرورهم. 
يسوع السلام والمحبة.. نم قرير العين, لأن ابناء جلدتك من الكنعانيين راسخون في الارض، متشبثون بحقوقهم، مصممون على الدفاع عن ارضهم وزيتونهم وسنابل قمحهم.. سيقتلعون الكراهية والحقد والعنصرية والاحتلال والموت من ارضك ارضهم.. معمدون برسالة التسامح والسلام، التي ربيتهم عليها.
في ذكرى ميلاد المجيد، اتقدم من ابناء شعبي من كل الطوائف والمذاهب المسيحية.. وكل مسيحيي الشرق والعالم بالتهاني، راجيا ان يكون العام الجديد، عاما مشحونا بمعايير التسامح والسلام والتعاون المثمر بين شعوب الارض، عاما يرصف طريق الحرية والاستقلال والعودة للشعب العربي الفلسطيني، عاما مليئا بالانجازات والنجاحات والتطور لبني البشر جميعا. 
المجد لله في الاعالي، على الارض السلام، وفي الناس المسرة.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد