فسحة للرأي

احذروا: مرسوم جديد من الفوضى داخل حركة فتح

ساهر الاقرع |
احذروا: مرسوم جديد من الفوضى داخل حركة فتح

كتب - ساهر الاقرع:  إلى أين يتجه هذا الجنون الذي يجري على أرضنا الحبيبة فلسطين، هل من إدراك للواقع الجديد، وهل نحن شعب لا ينجب إلاّ القتلة بأسماء مستعارة أو مقدسة، وهل حاولنا تعريف هويتنا بالعروبة ثم الإسلام، التي بدأت تضيق على الثوب الكبير لنقف على الدولة الوطنية؟

اختلف الاجتهادات والآراء تبعاً لرد الفعل عليها، فالحديث عن السياسة غير الكتابة عن موضوع فلسفي متطرف يتعرض للمقدسات، تماماً كما هو تأثير بعض الآراء الدينية حين توضع وكأنها ضمن أهداف دولة، وما حدث من ضجة فلسطينية هائلة حول ما فعلة اتباع المفصول من حركة فتح "محمد"، في قطاع غزة من تنظيم احتجاجات وتمزيق صور رأس الشرعية الفلسطينية فخامة الرئيس "محمود عباس" متناسين ان حركة فتح برأس شرعيتها وقياداتها وعناصرها وجنودها ومناصريها ومحبيها ولو ارادوا ان يردوا علي ممارسات "دحلان"، المتمثلة في انشقاق داخل الاطر الحركية لرأيتوهم نزلوا للشارع كالصاعق وحرق كل شيئ لم يستنثي اخضر ولا يابس، بل سيحرق الكل الدحلاني.

اغتيال العقل أو الفكر، أو العبقرية ساد في شعوب وحضارات، ولكنهم تجاوزوه إلى منطق المستقبل وحيوية الإنسان وإبداعه اللامتناهي، وحين نضع كوادر وعنصر ومحبي ومناصري حركة فتح على محك الواقع ونرجع للتاريخ أو سلبياته التي عظّمناها وجعلناها المنارة للعالم نستطيع من خلالها افشال المخطط الاسرائيلي الدحلاني القذر، نفتقد القراءة المنهجية الصحيحة والقبول بالوقائع وشواهدها كما سجلت ونقلت لنا من راوٍ ثقة، أو مشكك بأننا لم نُعد النظر بهذا التراث، فقد رأينا قبل انقلاب 2007 كيف كانت فرقة الموت وفرقة الضغط العالي والواطي تقتل بالعباد وتعربد وتبطش وهي مدعومة من "محمد دحلان"، وكل الطلائع التي حاولت الفصل بين شرعية حركة فتح وشرعية "دحلان"، والعقل المتجرد، ولم يكن ذلك تشكيكاً بالمناضلين والموروثات الخاصة بالقيم، وإنما الانفصال عن من يريد حدوث انشقاق داخل حركة فتح، هذه الحركة العملاقة مفجرة الثورة الفلسطينية والتي لا يستطيع أي انسان في الكون ان يعبث بها او بمقدراتها، والشواهد الجديدة تعيدنا إلى ذات النمط من الفكر والسلوك والطبيعة الأولى للإنسان المتوحش، وتعود الأسباب إلى أننا لازلنا نعيش عقم تاريخنا لا رؤيته بالعقل المحايد، وهي أزمة الحضارات التاريخية كلها، والتي نجد بلدانها في قاع المجتمعات في أوروبا أو غيرها، ونحن في أسفلها من حيث النظرة للذات والمجتمع والمستقبل.

أن فتـــح غــزة تدرك بأن أدوات الهزيمة وعناصر الفساد ليست هي أدوات و عناصر النصر والإصلاح، والتصحيح و أن فتــح غــزة ليست مجرد قطيع من الغنم ولا تقاد رجالها من بطونها و لا تبدل دينها و ثوبها المطرز بالعزة و الكبرياء بكل أموال و كنوز الأرض, و أن غــزة لن تخون ذاتها و عهدها و قسمهــا لأنها تعرف طريقها جيداً ولم تعد تحبوا علي قدميهــا ولن تؤجــر دماغهــا ولن تنطلي عليهــا كل الأراجيف وهي ليست قاصــر ولهــا لسان حال يحكي قصــة فقهرها وجوعها وحصارها ونصرهــا ومجدهــا بشجاعة وصدق ومسؤولية تاريخية, فهنا لن نقول لكم عذراً يا جماعة "دحلان"، فلقد أخذتم أكثر من حصتكم في دمنا فانصرفوا فلم يعد لكم مكاناً فيهــا بيننا وما بقي في القوس أي منزع, فلا تردد أو تراجع بعد أن سقط القناع كاملاً  وانكشفت الوجوه، ان من مزقته صورة في باحات المجلس التشريعي هو رأس الشرعية الفلسطينية رغم عنكم، وهو ولي الامر للفلسطينيين جمعاء، وهو الذي يقول للعالم كلمة الشعب الفلسطيني الواحدة، لن تسطيعوا ولو امتلكتم قوة الارض ان تحدثوا انشقاق داخل حركة فتح ، لان قوة رجالها وعظمة نسائها وجبروت قادتها واحذية اشبالها سوف تنال منكم لا محال.

قلتم إن الاحتلال فرّقنا، ونقول لكم التخلف الذي ساد عقولكم وانتم تبحثون عن الدولارات لكي تقتلون وتعربدون كما تشائون، هذا العهد ولي دون رجعة، قلتم سوف تتجهون بحركة فتح في المسار المعاكس للانتقام من زمننا المعاصر، وهي المجاهرة الحقيقية بالوعي المتخلف المقيم في عقولكم العفنة، إذ حتى لو وصل الإنسان الفلسطيني لاكتساب فلسفة الحداثة، فهو مقيد في مفهوم البيئة الحاضنة، ولذلك لم يكن من المستغرب أن يندمج مهندسون وأطباء،  وعسركيين يتقاضون رواتبهم من الرئيس "ابو مازن" في محاضن ارهاب "دحلان" وهم على دراية تامة بقيمة الحياة، وهذا الخلل العضوي والنفسي لا ندري هل هو موروث أم مكتسب، وكيف أصبحت السلامة الذاتية شعار المحاصر بالموت،وانه المطلوب الان من الاخوة مدراء الاجهزة الامنية متابعة منتسبيهم في قطاع غزة بشكل مكثف، لانهم لا يزالون يتقاضون رواتبهم من السلطة الوطنية فهم يأتمرون بأوامر السلطة وقيادتهم، ناهيك ان نسبة لا بأس بها من الاجهزة الامنية الان تعمل علي نجنيد خلايا الي "دحلان"، ويعملون علي تنسيبهم لحزبة الجديد ( المستقبل)، وهذا يتنافي مع الانضباط العسكري للمؤسسة الامنية .

يا ابناء حركة فتح هل نحن مرضى نحتاج إلى معاينة خاصة من أطباء يجلون الحقيقة عن الخلل الوراثي والنفسي، وهل جيناتنا منفصلة عن الأسوياء والعقلاء، وكيف أصبح المفصولين من الحركة، هم من يملأون الحركة بشعارات رنانة، والتي تم من خلالها تدميرها لتدمير أي أثر تاريخي وإنساني لهذه الحركة العملاقة، وكيف كان السلاح في عهد "دحلان" هو القانون والشريعة والمبدأ، وجميعنا شاهد علي ابداع فرقة الموت وغيرها من المجموعات التي دمرت حركة فتح.

أسئلة ليس لها جواب، ولا يمكن لأي عاقل في حركة فتح أن يصور الواقع الراهن إلاّ بحيل المقابر، ولا يستطيع أي راصد للأحداث أن يعطي تفسيراً في زمن الفوضى العمومية كيف حدث هذا، ولماذا، ومن صاغ فكر الموت، وكيف ننتصر على بعض هذا الجنون هل هو باستعادة الماضي "فرقة الموت" وفرقة الشفط الواطي والعالي، وفرقة ضخ المجاري علي اصبر شو؟؟؟، أم بشروط الحاضر، ومن يسمع أو يرى بأنه لا مقدس إلاّ الموت في زمن القتلة؟ اللجنة المركزية اتخذت قرار لا رجعة فيه عن فصل "محمد"، بشكل نهائي، لا تسمحوا يا ابناء فتح لاي كان ان يحدث انشقاق داخل الحركة فحزب "المستقبل" هوا جسم مشبوة ولا يمثل شرعية فتح باي شيئ ... والا سأقول لكم : احجزوا مقابركم قبل أن تضيق بكم مساحة ارضها!
 
saher.alaqraa@hotmail.com
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد