فسحة للرأي

ارحموا من الارض لكي يرحمنا من في السماء

سامر عبده عقروق |
ارحموا من الارض لكي يرحمنا من في السماء

 كتب - سامر عقروق:  هذه رسالة مفتوحة الى السيد رئيس دولة فلسطين ورئيس الوزراء .. هذه ليست خاطرة ولا مقاله ولا حلم من الخيال ، هذه واقعة حقيقية ، وهي عينه من العينات الكثيرة التي تعيش في مجتمعنا في المدن والمخيمات والريف ، رافقت يوم امس رئيس جمعية التضامن في نابلس بزيارة الى احد المنازل في احد ضواحي المدينة ، دخلنا منزل يقع تحت مطلع درج لاحد البيوت ، المساحة لا تتجاوز 50 متر مريع ، لا نافذه على الاطلاق ، ويعيش في هذا البيت 11 انسان ، الاب مصاب بالبو او الازمة الصدرية الحادة ، العائلة مسجلة كحالة اجتماعية تدفع لها الدولة ( 250 شيكل ولست اعرف شهريا او كل ثلاثة شهور ) ، بعدما رأيت ما رأيت تمنيت لو ان الارض ابتلعتني في حينة ، وبعد ان سمعت الرواية والحكاية تمنيت مره اخرى لو ان الارض انشقت وابتعلتني ، تأكدت ان ما يقال عنه حقوق انسان ومواثيق الحياة الكريمة والكرامه الانسان قد تم اغتيالها وقتلها منذ زمن بعيد، وخاصة في هذا الوطن .

السيد الرئيس ، السيد رئيس الوزراء ، المادة اللاحقة هي مادة من مواد القانون الاساسي الفلسطيني وانتم بصفتكمم الرسمية والقانونية مكلفين بتحقيق الحياة الكريمة ، وضمان الحياة الانسانية لكل انسان فلسطيني لا يستطيع ان يقوم بتوفير هذه الحياة لاسرته وعائلته وبناء عليه ارجوا تعلمياتكم للمعنيين بانقاذ هذه الاسرة ، ومعلوماتها متوفية لدى جمعية التضامن الخيرية في نابلس ، وذلك باخراج هذه العائلة من حالة الموت البطئ ، وارجاع اطفالها الى الحياة الكريمة. 

 مادة 23 من القانون الاساسي الفلسطيني  - المسكن الملائم حق لكل مواطن، وتسعى السلطة الوطنية لتأمين المسكن لمن لا مأوى له). 
أتمنى عليكم يا سيادة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وبصفتكم الرسمية والقانونية والإنسانية، وباعتباركم ولي الأمر في هذه البلد، وأنت المسئول عن أهلها أمام الله أولا، ومن ثم أمام القانون والعالم، ان تطلب من دولة رئيس الوزراء باعتباره الجهة التنفيذية المسئولة عن مسؤوليتكم عن الناس، ان يبحث في جلسته المنعقدة يوم الثلاثاء، غدا، موضوع في غاية الأهمية والحساسية، وهو موضوع ( الفقر والجوع) الذي أضحى ظاهرة منتشرة وواضحة تقتل وتدمر حياة الكثيرين في بلدنا، وتساهم بشكل واضح في تهتك وتدمير البناء الاجتماعي فيه، على أننا أحوج ما نكون إلى قوة ومتانة هذا البناء وتماسكه.
السيد الرئيس  حقيقة لا بد إنها تنقل إليك، وهذا أكيد !، أو لا تنقل إليك ، وهنا يتحمل المسئولين وزر عدم إيصال المعلومة الدقيقة والصحيحة إلى علمك، ولأسبابهم المختلفة بالتأكيد، وأركز على المختلفة، ان هناك فقر كبير وجوع كبير في بلدنا، وأرقام هذه الفئة في تصاعد مستمر نتيجة لعدة أسباب منها البطالة وقلة فرص العمل ، وتدني دخل الأسر المقترن بارتفاع مذهل للأسعار، وزيادة أسعار الأدوية والاحتياجات الأساسية لحياة كريمة لإنسان هذا الوطن، وهو ضمن مسؤوليتكم وفق ما هو وارد في القانون الأساسي الفلسطيني ومسودة الدستور المقترح لدولتنا الآبية فلسطين.
هذا الفقر والجوع يجعل ربة أسرة تذهب إلى محل بقاله لتشري وقيه أرز فقط ، وان تذهب إلى اللحام لتأخذ منه العظام لتطبخ عليهم وتشتري وقيه أو نصف كيلو عجل مجمد، سيدي الرئيس هذا الأمر ليس من حكايات ألف ليلة وليلة، ولكنه واقع حال في بلدنا وفي مدننا ومخيماتنا.
لك ان تتخيل سيدي الرئيس، وقيه أرز لأسرة كاملة، وتشتري بشيكل واحد فقط شاي كيلو خبز واحد، ويتبرع لها صاحب النقالة بالكيلو الثاني، أتمنى ان ترسل الموثوق بهم من رجالك أخر النهار إلى أسواق الخضار في المدن لترى عدد من النساء والرجال وهم يتجولون بين البسطات ويلتقطون عن الأرض ما تركه الباعة أو سقط من أيدي المشترين، ليس لإطعام المواشي أو الأرانب والدواجن، ولكن لإطعام أبنائهم، هذه حقائق مصورة، انأ متأكد أنها ستكون موضع متابعتكم لإيجاد حلول لها.
سيدي الرئيس الجوع والفقر كافران، هذا ما ورد في الآيات والأحاديث، وفي مواقع كثيرة مثل حديث الرسول الكريم (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله) ، كما اتفق السلف الصالح عليه، ان الجوع يؤدي إلى عدم الأيمان بالمجتمع الذي يعيش به هذا الجائع، الجائعين، وعندها يصبح الانسلاخ والشعور بالغربة عن المجتمع الذي تعيش به، وفي حال غياب الأيمان بالله ومشيئته يؤدي هذا إلى الكثير من المظاهر والظواهر السيئة مثل السرقة، والقتل، والاختلاس والرشاوى، الشيكات الراجعة والنصب والاحتيال، يؤدي الجوع إلى الموافقة على الترويج والاتجار بالممنوعات لتحقيق الدخل  وأخيرا يؤدي إلى بيع الضمير والسقوط في العمالة والتعاون مع الأعداء.
سيدي الرئيس، الجوع والفقر كافران، ولكن ليس الفقير والجائع ، وحسب كثير من المتنورين والباحثين في علم الاجتماع، بس مش في بلدنا، فان اقسي أنواع الاغتراب وعدم الشعور بالانتماء للوطن ولأهل هذا الوطن، تظهر بشكل جلي وواضح في حالات انتشار الفقر والجوع بين أفراده.
عفوا سيدي الرئيس مسؤوليتكم ووزارتكم الكريمه حصر الفقر والجوع والبطالة والغلاء وارتفاع الأسعار وإلقاء القبض عليهم ووضعهم قيد الإقامة الجبرية في سجن انفرادي حتى لا يصبحوا مرضا قاتلا يؤدي إلى هلاكنا جميعا.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد