تقارير وتحقيقات

حرائق الشقق تكشف غياب وسائل السلامة في البنايات .. من المسؤول عن وفاة منال أبو صالحة ورضيعتها؟

|
حرائق الشقق تكشف غياب وسائل السلامة في البنايات .. من المسؤول عن وفاة منال أبو صالحة ورضيعتها؟ البناية التي وقع فيها الحريق

اخباريات - رومل السويطي: تساءل العديد من ممثلي بعض الجهات الرسمية والأهلية وكذلك من بعض المواطنين عن الأسباب التي ساهمت في وفاة المرحومة منال معاوية درويش أحمد أبو صالحة (21 عاما) ورضيعتها "ملاك" البالغة من العمر (شهران)، بعد اشتعال النار في الشقّة الواقعة في الطابق الثامن من إحدى البنايات في مدينة نابلس فجر أمس الأول، بسبب مدفأة كهربائية تُركت مشتعلة في غرفة النوم.

البناية تفتقد لكافة وسائل السلامة العامة!
وفيما اكتفى سمير أبو صالحة، شقيق زوج المرحومة بقوله في اتصال هاتفي مع "اخباريات" باحتساب المرحومة وابنتها عند الله تعالى، وبأن العائلة ستتابع ملابسات الحادثة بعد الانتهاء من أيام العزاء، لم يخفي مدير الدفاع المدني في نابلس العقيد كريم عميرة امتعاضه من عدم وجود أية وسيلة سلامة عامة في البناية التي وقعت فيها الحادثة، والمكونة من تسعة طوابق ، وقال لـ"اخباريات" بأن البناية "قديمة" ولو كان فيها مستلزمات السلامة العامة فمن الممكن جدا عدم وقوع الفاجعة، موضحا بأن الأصل أن يكون هناك في كل طابق اسطوانة إطفاء، وأن يكون في البناية ما يُعرف باسم "خط إسعاف أولي" والذي يضم خرطوم مياه بطول 25 مترا مع توفير مياه خاصة على سطح البناية وضغط مناسب لضخ المياه، موضحا بأن كل هذه المستلزمات غير موجودة. وأشار إلى أن الدفاع المدني نظّم مئات الجولات والحملات التوعوية في هذا المجال، ولم يتوانى لحظة واحدة في دفع المواطنين وأصحاب البنايات بالالتزام حتى يضمنوا سلامتهم العامة. وقال بأن هناك ضرورة لتعاون المقاولين والمهندسين في مجال إنشاء البنايات خاصة فيما يتعلق بالمخرج الآمن لكل بناية، مؤكدا بأنه وبالتعاون مع كافة المؤسسات ذات العلاقة يعمل على ترسيخ هذا التعاون. 

كريم عميرة

 
بين البنايات القديمة والجديدة .. تزداد التعقيدات!
وعند سؤال عميرة عن مشكلة عدم وجود مصعد كهربائي في البناية، قال بأن المصعد لا يشكّل أهمية في إنقاذ الموقف بمثل هذه الحالات، لأن استخدام المصعد في حوادث الحريق ممنوع قطعيا، مضيفا بأن الصعوبة بما يحصل في بعض البنايات "القديمة" بموضوع المصاعد وغيرها، يتعلق بعدم وجود مالك واحد للبناية، حين تكون جميع الشقق مباعة، كما هو الحال في البناية التي وقعت فيها الحادثة المؤسفة، حيث توجد أربع وعشرون شقّة، لأربعة وعشرون مالكا، إلى جانب عدم وجود لجنة بناية، مما يزيد من صعوبة التعامل معها فيما يتعلق بإجراءات السلامة العامة، وتزيد التعقيدات في التعامل معها.
 
الاطفائية وصلت بسرعة "البرق" .. لكن!
من جهته، أوضح مدير إطفائية بلدية نابلس مهند عسقلان بأن الإشارة التي وصلت الاطفائية بوجود حريق لم تكن من سكان البناية، وإنما من أحد السائقين الذي كان قريبا من المكان، وفور وصول الإشارة تم تحريك طاقم الاطفائية على التوّ واللحظة، مضيفا بأنه وعند وصول الطاقم إلى المكان، كانت ألسنة النار وأعمدة اللهب تخرج من نوافذ الشقة بالطابق الثامن فوق المخازن بعمارة النوري، وعلى الفور قامت عناصر الفرقة المناوبة باستخدام شبكة خراطيم المياه واقتحام المنزل والمباشرة بعملية إخماد النار ومحاصرتها وعدم امتدادها إلى الغرف المجاورة في ذات الشقة ومنع امتداد النيران إلى الطابق الأعلى،  التي كانت مشتعلة في غرفة نوم من الجهة الغربية، وأشار إلى أن درجة الحرارة كانت عالية جدا، وفي ذات الوقت كانت فرقة إطفاء أخرى تقوم بالبحث وتفقد الشقة حيث تبين وجود امرأة وطفلتها في الغرفة التي كانت تشتعل بها النار. وأضاف بأن الطفلة الرضيعة كانت موضوعة على حراسة نافذة غرفة النوم، وكانت أمها ممدة على الأرض بجانب النافذة الموجود عليها الطفلة، وكانت الأم وطفلتها قد فارقتا الحياة قبل وصول فرقة الإطفاء. وبعد البحث تبين أن سبب الحريق وجود مدفأة كهربائية موضوعة عند مدخل الغرفة بجانب الأسرة، ولا تبعد أكثر من 30 سنتمتر

مهند عسقلان

عن الأسرة، مما أدى إلى اشتعال الحريق بالأغطية والفرشات الأسفنجية سريعة الاشتعال. وفي معرض إجابته على تساؤل حول عدم استخدام سيارة السلم "الرافعة الخاصة بالاطائفية" قال بان رجال الإطفاء في حينه قرروا الصعود على الدرج مباشرة، بهدف سرعة الوصول إلى الشقة المحترقة، رغم خطورة ذلك على سلامتهم الشخصية، وأضاف بأنه من الخطأ استخدام الرافعة في ظل الظروف المتعلقة بالحادثة. "اخباريات" اتصلت هاتفيا مع السائق صايل جمال ضراغمة الذي أبلغ عن حادثة الحريق، وقال بأن طاقم الاطفائية وصل بالفعل بصورة سريعة، لكن عدم وجود وسائل السلامة العامة ساهم إلى حد كبير في وقوع الفاجعة، موضحا بأنه طلب من طاقم الإطفائية توجيه خراطيم المياه إلى نافذة الشقة من الخارج، لكن هذا لم يتم. وقد ردّ مدير إطفائية نابلس مهند عسقلان على هذا الانتقاد، بقوله أنه لم يكن بالإمكان وصول قوة المياه إلى الطابق الثامن، وعلى ضوء ذلك كان قرار قائد فرقة الإطفاء دخول البناية ومعالجة الحادثة من الداخل مباشرة، مؤكدا أن قراره كان صائبا، حسب قوله.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد