اخباريـات عالمية

تل أبيب "مبسوطة" من السيسي لانه لا يفهم سياسة التسامح الإسرائيليّة ضدّ حماس

|
تل أبيب "مبسوطة" من السيسي لانه لا يفهم سياسة التسامح الإسرائيليّة ضدّ حماس

اخباريات:  عندما كان حسني مبارك رئيسًا لمصر، كال أقطاب إسرائيل يكيلون المديح له ويعتبرونه كنزًا إستراتيجيًا من الدرجة الأولى لاسرائيل، الآن، جاء دور الرئيس المصريّ الحاليّ، المُشير عبد الفتّاح السيسي، الذي تفوَّقَ على مبارك من  وجهة نظر الإسرائيليين. لماذا؟ بحسب مُحلل الشؤون العربيّة في موقع (WALLA) الإخباريّ، آفي إيسخاروف، فإنّ السيسي هو الرجل الحديديّ، هو رجل الأقوال والأفعال على حدٍ سواء. فالسيسي، برأي المُحلل الإسرائيليّ، أعلن الحرب على ما أسماه بالإسلام الراديكاليّ، وليس على تنظيم الدولة الإسلاميّة فقط، كما أنّه امتلك الجرأة والشجاعة للإعلان عن كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس، تنظيمًا إرهابيًا، مُشدّدًا على أنّ هذا التعريف تمّ توسيعه من قبل النظام الحاكم في القاهرة ليشمل المستوى السياسيّ في حركة المقاومة الإسلاميّة، واعتبر إيسخاروف أنّ القرار المصريّ، على ضوء حالة الهستيريا في حماس، هو بمثابة إعلان حرب من جانب مصر ضدّ حركة حماس، على حدّ وصفه.

وتابع قائلاً: عبر هذه الخطوة أثبت الرئيس المصريّ السيسي، أنّه في منطقة الشرق الأوسط يوجد زعيم واحد ووحيد، الذي من الممكن مقارنته برئيس الوزراء البريطانيّ الأسبق، وينستون تشرتشل، إنّه يجلس في القاهرة وليس في تل أبيب، لافتًا إلى أنّ الرئيس المصريّ أعلن الحرب على جميع روافد الإسلام الراديكاليّ، أينما كان، وليس فقط على تنظيم الدولة الإسلاميّة وتوابعها، بل على تنظيم (الإخوان المسلمين) وتوابعه. وأشار المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّه فقط قبل عدّة أشهر باشر السيسي بعمليةٍ عسكريّةٍ واسعة النطاق في شبه جزيرة سيناء، والتي ستستمر، بحسب تقديرات الأجهزة الأمنيّة المصريّة، ما بين سنتين حتى ثلاث سنوات.
كما أوضح أنّ الرئيس المصريّ كان جريئًا وصريحًا عندما قال إنّ مصر ستدفع ثمنًا باهظًا، ولكن بالمُقابل أكّد على أنّه لا مفرّ من هذه العملية، كما أنّ السيسي لم يتورع عن قصف ليبيا بعد قيام تنظيم الدولة الإسلاميّة بذبح 21 مصريًا قبطيًا، وبذلك أثبت لكلّ من في رأسه عينان، على أنّه يفعل ويُنفذ ما يقول، حسبما ذكر المُحلل الإسرائيليّ. علاوة على ذلك، أوضح إيسخاروف أنّ هذه هي عمليًا سياسة الرئيس المصريّ: أقوال وأفعال، ذلك بالنسبة له لا يوجد أيّ فرق بين الجناح العسكريّ في حماس وبين المستوى السياسيّ في الحركة، فهو يترك هذه الأمور للمجتمع الدوليّ، وتحديدًا للاتحاد الأوروبيّ، الذي يقوم في هذه الفترة بمغازلة حركة حماس. ونقل المُحلل عن مصادر سياسيّة في تل أبيب قولها إنّ السيسي ورجاله في الحكم لا يفهمون السياسة الإسرائيليّة المُخففة التي تنتهجها تل أبيب في التعامل مع حماس، إنّ كان ذلك خلال عملية الجرف الصامد، أوْ بعد ذلك، في الوقت الذي قامت إسرائيل، قال المُحلل بتحويل رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، إلى كبش الفداء، الذي يتهجمون عليه صباحًا ومساءً، جهارًا نهارًا. وبحسب المصادر عينها، فإنّ سياسة الرئيس المصريّ خلقت في قطاع غزّة ضغطًا شديدًا، لا بلْ أكثر من ذلك، خلقت حالة من الهستيريا، الأمر الذي دفع الناطق بلسان حركة حماس، مشير المصريّ، إلى التصريح بأنّ مَنْ يتخذ قرارات من هذا القبيل، فإنّه عمليًا انضمّ إلى العدو ويقوم بخدمته. وأوضح المُحلل الإسرائيليّ أنّ قادة حركة حماس يرفضون التذويت والفهم، بأنّه من ناحية النظام المصريّ الحاليّ فإنّ العدو هو الذي يتواجد في قطاع غزّة، وأنّه بالنسبة لتل أبيب والقاهرة هناك عدو مشترك، أيْ حركة حماس الإرهابيّة، على حدّ وصفه.
ولفت أيضًا إلى أنّ قادة حمسوا كانوا على أمل بأنْ يقوم السيسي بفتح معبر رفح، ولكنّ الرجل الحديديّ، على حدّ وصف المُحلل الإسرائيليّ، أوضح لهم بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل، بأنّه لن يفتح المعبر ما دامت حركة حماس تُسيطر عليه، مُضيفًا أنّ الرجل، أيْ السيسي، الذي لا يخشى مظاهرات الإخوان المُسلمين في مصر، والتي يُشارك فيها الآلاف، لا يخشى بالمرّة من مظاهرة في مخيم جباليا يُشارك فيها المئات، حسبما ذكر. وتساءل المحلل عن تداعيات قرار المحكمة المصريّة القاضي بالإعلان عن كتائب القسّام تنظيمًا إرهابيًا، وهل هذا سيقود القاهرة إلى طرد عناصر حماس من مصر؟
وهل ستقوم المخابرات المصريّة بقطع علاقاتها مع قادة حماس، وبهذا يختفي الوسيط بين إسرائيل وحماس، وبما أنّ حركة حماس، شدّدّ المُحلل، رفضت المقترحات التي قدّمتها لها مصر، فإنّه ستُعاني وسكّان القطاع أيضًا الأمرّين، وسيدفعون ثمنًا باهظًا. وزعم المُحلل الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادره في تل أبيب، بأنّ المصريين طلبوا من حماس تسليمهم عناصر متورطّة في عمليات إرهابيّة في سيناء ضدّ الجيش المصريّ، كما أنّ المخابرات المصريّة تعرف عن وجود تواصل واتصالات بين القياديّ في الجناح العسكريّ لحماس، أيمن نوفل، وتنظيم (أنصار بيت المقدس)، الذي بايع تنظيم الدولة الإسلاميّة، ولكنّ حركة حماس لم تقُم بفعل أيّ شيء لتلبية طلبات المصريين، مُشيرًا إلى أنّ تهديد محمود الزهار، من خطر هجوم مصريّ على قطاع غزّة لم يأتِ من فراغ، وخلُص إلى القول إنّ الفلسطينيين في قطاع غزّة لن يفاجئوا في حال أخرجت مصر هذا المخطط إلى حيّز التنفيذ، على حدّ وصف المُحلل الإسرائيليّ.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد