الزاوية الاقتصادية

لا تقاطعوا المنتجات الإسرائيلية .. فقط لا تشتروها

طارق ابو الفيلات |
لا تقاطعوا المنتجات الإسرائيلية .. فقط لا تشتروها

 كتب - م.طارق ابو الفيلات * : لا تقاطعوا المنتجات الإسرائيلية ,فقط لا تشتروها. وهل هناك فرق؟ ولماذا هذا التلاعب بالألفاظ ؟  اجل هناك فرق. وفرق كبير بين الأسلوبين وهذا ما تعلمناه من حملات المقاطعة التي أشعلتها مدافع العدوان على غزة والتي أطلقتها صرخات أطفال غزة وصور معاناتهم التي جعلت أطفالنا أكثر منا حرصا على عدم شراء منتجات الاحتلال.

واليوم وبعد سكوت المدافع علت الأصوات التي تحذر من استمرار حملات المقاطعة وتحذر من ردة فعل إسرائيلي بمنع وصول المواد الخام أو منع استيراد أي من منتجاتنا إلى السوق الإسرائيلي الأمر الذي سيلحق ضررا كبيرا في العديد من المصانع وسيدمر بعض القطاعات الصناعية المحلية تدميرا كاملا. والأمثلة عند أصحاب هذا الطرح كثيرة.

 وطرح اخز من وكلاء البضائع الإسرائيلية بان لديهم مئات العمال وبعضهم بدا حملة مضادة للتشكيك في جودة المنتج الفلسطيني وعدم قدرته على توفير البديل.

وطرح آخر بنكهة سياسية يقول أقاطع عندما يقاطع السياسيون .
وطرح تعجيزي يقول أما أن تقاطع كل شيء من وقود وكهرباء ومواد خام واما ان لا تقاطع أي شيء هذا هو منطقهم.
اذا لكل منطقه من وجهة نظر مصلحته ولكل مبرراته ولا اشك للحظة ان احدا من أصحاب هذه الأطروحات اقل وطنية من الأخر وأحسن الظن بنفسي وبهم وأقول هي اختلافات في وجهات النظر.
ما الحل إذا ؟
الحل إن نحدد هدفنا ونسعى إليه بأفضل طريقة وأنجع أسلوب.
وآنا هنا اطرح وجهة نظري وفهمي للقضية وأقول هو صواب يحتمل الخطأ.
الاحتلال امر واقع مفروض علينا وكل احاديث الاستقلال وهم كاذب وحلم بعيد ولا اظنني بحاجة الى الاستشهاد بامثلة من الواقع بل ادعو من لا يوافقني ان يخبرني عن شخص أو شيء حر في فلسطين.
اقترح ان نصب كل جهدنا وتفكيرنا وطاقاتنا وحملاتنا على دعم المنتج المحلي واعطائة الأولوية بعيدا عن اية شعارات اخرى تحمل طابعا سياسيا أو استعدائي لاي جهة وننشر بين انفسنا اولا وبين اولادنا ثانيا ان نبحث عن المنتج الوطني على الرف ونطلبة من البائع مباشرة ونصر عليه ان يوفره ونشيح بوجهنا عن كل منتج اخر اذا كان هناك بديل فلسطيني ولا تمتد لنا يد لاي منتج اخر ولا نفاضل الا بين منتجات فلسطينية .
نعلم ابناءنا ان المنتج المحلي يعني فرص عمل في المقام الاول وهو ما نحتاجة جميعا.
هل تتخيل ان احدا أو جهة ما يمكن ان يلومك على دعم المنتج الوطني؟
هل تتوقع ان هناك من سيتخذ ضدك أي اجراء لرغبتك في شراء منتج فلسطيني وباي منطق سيبرر أي سلوك ضدك؟
ببساطة يمكننا ان نحقق فكرة المقاطعة دون ان نجعلها شعار أو مثار جدل فقط لا تشتري الا منتجا فلسطينيا اذا وجد.
هذا ليس رأيي اليوم فقط بل من زمن قلت :إذا وجد على الرف منتج فلسطيني لا التفت الى غيره حتى لو كان بجانبه منتج صنع في السعودية معطر بماء زمزم.
وانوه هنا ان دعم المنتج الفلسطيني سيخدم قطاعات لا تستفيد اطلاقا من حملة المقاطعة حيث هناك صناعات هامة لا تتعرض لمنافسة من البضائع الإسرائيلية مثل الجلود والأحذية والملابس والمفروشات والأثاث المعدني والحرف التقليدية فهذه خصمها ومنافسها صنع في الصين ولم ولن تتأثر من حملة المقاطعة بل يخدمها وينقذها حملة دعم المنتج المحلي.
اذا بدعم المنتج المحلي شعارا وفعلا وحملات وتوعية وندوات وقناعات نرسخها بين أبنائنا نضمن ان نحقق كل الأهداف ونبتعد عن المحظورات وتعم الفائدة على صناعاتنا بلا استثناء.
اذا ليس من الضروري ان نقاطع منتجات الاحتلال لكن من الضروري جدا ان لا نشتريها.
واختلاف وجهات النظر يجب ان لا يفسد للود قضية.

* رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد