تقارير وتحقيقات

الشهيد عمار الشخشير .. وهل هناك أعظم من الشهادة هدية للأم في عيدها ؟!

|
الشهيد عمار الشخشير .. وهل هناك أعظم من الشهادة هدية للأم في عيدها ؟!

اخباريات/ نابلس - كتبت آلاء العفوري: في حضرة أمهات الشهداء تتصاغر كل المسميات وتتجلى اسمى معاني التضحية في لحظة شوق أم لفلذة كبدها الذي رحل عن الدنيا رحيل ألأبطال , وما سيدة الصبر "ام عطا" الا نموذجاً للأم الثكلى التي لا تزال على موعد لقاء الحبيب الغائب في مقابر ألأرقام , تنسج له من دموعها الساكنة في مقلتيها شعراً ونثرا, وتعتصر في قلبها العامر بالإيمان حزنها وتخفيه بخفة الظل ولطافة اللسان , وترقد في زاوية حجرتها العتيقة , تستمد من حضوره صمودها وصبرها , وتستذكر حنوه عليها وهو يلاطفها ويداعبها باللهو والمشاكسة، فتارة يبتسم لها وتارة يمازحها ويلتقط منها سلة الغسيل ويسبقها الى سطح بيتها في البلدة القديمة , هو حبيب الكل كما قالت , احب ألأطفال وأحبوه.

كما كان دائما ودون ان يثير الريبة والشك غادر المنزل , تاركاً خلفه لهفة الأم وانتظارها لسماع صوته على الهاتف عندما يصل الى مكان عمله ,وبعد طول انتظار لفت نظرها حديث الأسرة عن عملية استشهادية في الداخل المحتل , وقالوا أنه بطل وأشادوا به وببسالته , ولكن ذلك لم يكن بالنسبة لها خبراً عاديا او تقليديا بقدر ما حفزها على معرفة التفاصيل , ولكن أحدأ لم يعرف ماذا بعد, طلبت أن تشاهد الاخبار على التلفاز فلم يتسنى لها ذلك , وتقول " ام عطا" والدة الشهيد " عمار الشخشير" وما هي الا لحظات حتى سمعت صوت زخات من الرصاص في الحي , ولحظات أخرى حتى دخل ولدي مدحت وانا في تلك اللحظة كنت اتغنى بالعملية ومنفذها وشجاعته وبسالته فقال لي , هل تعلمين أن هذا البطل الذي تتغنين به وببطولته أنه ابنك عمار ,,,؟
 
نعم يا امي انه عمار، بطل هذه العملية وشهيدها ... وهناك الشباب واقفون ينتظرون سماع صوت زغرودة ام الشهيد ... ودون اي تفكير انطلقت زغاريد ام عطا لتكون بمثابة صدى صوت الرصاص ... معتبرة روحه الطاهره أثمن ما يمكن ان يقدمه الإبن لأمه ولوطنه الغالي فلسطين , وانتظرت بلهفة لقائه واحتضانه لكي تزفه الى مثواه الاخير , ولكن وكما هي العادة، تم احتجاز جثمانه الطاهر في مقابر الارقام , ومر العام تلو العام لم تنسى ولن تنسى فلذة كبدها ولا تزال على موعد مع عودته ودفنه في تراب الارض التي ترعرع عليها، هي ذات الارض التي تشعر "أم عطا" بالفخر وهي تمشي عليها بعد استشهاد عمار , أحست بقيمتها وغلاوة مهرها , فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة .
   
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد