الزاوية الاقتصادية

من يحتال من اجل العلاج ارحموه ومن يحتال من اجل الثراء ارجموه

م,.طارق ابو الفيلات |
من يحتال من اجل العلاج ارحموه ومن يحتال من اجل الثراء ارجموه

 كتب -  م. طارق ابو الفيلات: سمعت في صغري مثلا يقوا من استدان لشراء الخبز ارحموه ومن استدان لشراء اللحم ارجموه.

كل شيء عندنا منضبط تماما,لا فساد ولا محسوبية ولا اهدار ولا تبذير ولا سرقات ولا استغلال للمال العام والشفافية هي الاساس والنزاهة هي النبراس كل شي يسير كالساعة الا التامين الصحي الخاص بالفقراء.
توقف تامين الفقراء والعاطلين عن العمل لان هناك اشخاص ليسوا فقراء وليسوا عاطلين عن العمل يحملون هذا التامين.
بربكم اليس معظم الشعب فقراء ,ولو كان هناك عامل اجره خمسين شيكل يوميا هل يعتبر غنيا,وهل كون الفلسطيني يعمل باي راتب او اجر يجعله قادر على تحمل نفقات العلاج في أي مشفى خاص.
العلاج اليوم مكلف جدا والكل يعلم ان من احدى حسنات الوظيفة هو التامين الصحي الحكومي الذي يضمن لك علاجا في المشافي الحكومية لكن ماذا عن الذين ليسوا من اصحاب الاموال ولم ينالوا بركة الوظيفة في القطاع العام .
العلاج حق اصيل للمواطن,ويكفي ان اظهر بطاقة هويتي لاستحق العلاج هكذا افهم الامور وهكذا من حقي كفلسطيني ان تكون,وتامين هذا الحق هو واجب الحكومة الحاكمة الآمرة الناهية الآخذة الجابية المتلقية للمنح والقابضة للهبات المنفقة على تسعين سفارة وممثلية المنفقة على الاف الاف السفريات لمسئوليها المحركة لألوف السيارات الحكومية المشيدة للملاعب الرياضية ومراكز الثقافة ومراكز إسعاد الطفل المزينة لشوارعنا بالنوافير الداعمة للمهرجانات الثقافية اليقظة المتيقظة لضبط المحتالين من اجل حبة دواء.
أي عبث هذا الذي نحياه رجل يحتال من اجل العلاج من اجل الدواء تتصدى له كل الأجهزة وتتفرغ لضبطه كل الوزارات .ومن الذي قال ان كل من له عمل قادر على تحمل نفقات العلاج ومن الذي قال ان الحل يكمن في إيقاف التامين للجميع.
الم يكن من الأفضل للحكومة ان تعمل على جعل العلاج مجانيا للجميع موظفين وعمال وتجار وعاطلين وتعمل على توفير نفقات العلاج من ضبط التهرب والتسيب والفساد والتبذير والسلب في مواقع كثيرة.
الدواء كالماء لا غنى عنه وهناك الكثير من الكماليات ذكرتها في ثنايا واسطر هذا المقال خذوها وليبق لي سرير وحبة دواء فولدي يمكن ان يلعب الكرة على التراب بدل العشب الاخضر لكنه لن يشفى اذا شرب الماء بدل الدواء.
وأذكركم أن الحد الأدنى للأجور الذي يخرجك من صفوف العاطلين الى مصاف العاملين ويحرمك هذا التامين لا يكفي الا ليلتين في أي مستشفى ولا يدفع تكاليف عملية الزائدة او المرارة التي حتما ستنفجر.

* رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد