فسحة للرأي

حمار رومل السويطي.. وقناة العربية!

سَري سمور |
حمار رومل السويطي.. وقناة العربية!

 كتب - سَري سمّور:  في شهر أيلول/سبتمبر 2012م ركب المواطن (رومل شحرور السويطي- أبو محمد) حمارا من منزله في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، وتوجه إلى عمله في نابلس، حيث أنه يعمل مديرا لمكتب صحيفة الحياة الجديدة اليومية، ومديرا لموقع شبكة إخباريات، واستغرقت الرحلة ما بين منزل السويطي ومدخل البناية التي يوجد فيها مكتبه ساعة كاملة؛ وقد فعل أبو محمد ذلك كنوع من التعبير عن التذمر من غلاء أسعار الوقود في الأراضي الفلسطينية...وفي ذلك الوقت حظيت خطوة السويطي الاحتجاجية بتغطية إعلامية واسعة نسبيا من بعض القنوات الفضائية، والمواقع الإخبارية، ومرت الأيام حتى صار الخبر في الأرشيف الإخباري، وفي ذكريات رومل السويطي وأهله وزملائه وأصدقائه، ومن أيدوا ما قام به ومن عارضوا ومن هم بين بين.

لكن يبدو بأن قدر السويطي أن تخرج صورته وهو يركب حماره على شارع حوارة، ليس كإعادة نشر للخبر، ولا تحت بند الطرائف والنوادر الإخبارية حول العالم، بل ليس بذكر الواقعة وصاحبها رومل السويطي هذه المرة!
قناة العربية الفضائية الغنية عن التعريف، والتي تعتبر من أهم القنوات الفضائية في العالم العربي بثت خبرا قصيرا ضمن برنامج (أنا أرى) تحدث عن موظف يمني ترك سيارته وامتطى حمارا وتوجه إلى عمله، والصورة المرافقة لهذا الخبر كانت الصورة الخاصة بالاعلامي رومل السويطي وهو يركب حماره متوجها الى نابلس قبل ثلاث سنوات!
رومل شحرور السويطي-أبو محمد فلسطيني أصله من بلدة ترقوميا شمال الخليل ويقيم في حوارة شمال الضفة الغربية منذ عشرات السنين، ويعمل في الصحافة، وربما تعود جذوره إلى اليمن، شأنه شأن كثير من الفلسطينيين والعرب، فاليمن أصل العرب، لكن لا علاقة مباشرة بين الموظف اليمني والصحفي رومل السويطي، سوى علاقة العروبة والإسلام، ولم يتسن لنا رؤية صورة الأخ الموظف اليمني فربما للشبه بينه وبين رومل وقعت قناة العربية في هذا الخطأ الفادح فبثت خبرا وأرفقت به صورة  لا تخص الأخ اليمني، لا زمانيا (رومل فعلها عام 2012) ولا مكانيا فالفرق بين اليمن وفلسطين أكثر من 2000 كيلومتر!
هل هذا معقول؟كلا طبعا، ولكن لم أجد شيئا يبرر خطأ قناة العربية، وتبعات هذا الخطأ هي وضع علامة استفهام حول كل الصور ومقاطع الفيديو التي تبثها قناة العربية، وبات من حق المشاهد التشكيك والسعي إلى التثبت، أي أن مصداقية القناة صارت على المحك، وصار من حق أي متابع للقناة أن يتساءل: هل هذه الصور والمقاطع من المكان الذي تتحدث عنه القناة فعلا أم من مكان آخر، وهل هي في الوقت الحالي أم من وقت سابق؟ إلى غير ذلك من الأسئلة المنطقية.
نحن نتحدث عن قناة فضائية كبيرة، تمتلك إمكانيات مادية وطواقم فنية محترفة، ولديها وسائل كثيرة للتثبت مما تبثه للمشاهدين، ولو فرضنا جدلا أن الصورة الخاصة بالسويطي قد بثتها القناة مع خبرها عن الموظف اليمني كنوع من تقريب المشهد في ذهن المشاهد، فقد كان الأولى بالقناة أولا أخذ موافقة السويطي على ذلك، وثانيا أن تكتب على الشاشة بأن الصورة من الارشيف  ولا تخص الموظف اليمني.
بناء على ذلك صار من حق رومل شحرور السويطي اللجوء إلى القضاء لمحاسبة قناة العربية على هذا الخطأ، ولست أملك صيغة التكييف القانوني للأمر، فهذا شأن الأساتذة المحامين، ولكن المؤكد أن للسويطي حق قانوني وأخلاقي لدى قناة العربية، ومن حقه المطالبة بهذا الحق بالوسائل القانونية المتاحة... والأمر عائد إليه.
 
،،،،،،،،،،،، 
* كاتب ومدوّن فلسطيني/ جنين – الضفة الغربية
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد