أول ما يتعلمه الصحفي عند دخوله عالم الصحافة هو الحرص على الحيادية والموضوعية والبعد عن التحريض والتلفيق، ولكن لكون العمل الصحفي ووسائل الإعلام ليست مؤسسات خيرية، ولا ربحية بالضرورة، فمن الطبيعي أن تتبنى تلك الوسائل الإعلامية سياسة من يدعمونها، ولكن المهم هو أن " لا " تلجأ تلك الوسائل الإعلامية للتلفيق والتزوير لتعزيز سياستها الإعلامية.
كتب - صلاح حميدة
فوجئ الوسط الصحفي الفلسطيني بزج قناة العربية الفضائية لصورة الزميل الصحفي رومل شحرور السويطي في إطار سياستها الإعلامية تجاه الحرب في اليمن، حيث عرضت صورته يركب حماره قبل سنوات محتجا على ارتفاع أسعار الوقود في فلسطين حينها، ولكن الطريف أن العربية قدمت الصورة على أنها لموظف يمني في مدينة سفيان اليمنية، معتمدة - على ما يبدو - على كون الزميل رومل يشبه في ملامحه إخواننا اليمنيين كثيرا.
الغريب في اﻻمر أن الحالة اليمنية فيها الكثير مما يعزز وجهة نظر فضائية العربية ويسوق لها جماهيريا، وبالتالي ليست بحاجة لتلفيق والزج بأسماء وصور أشخاص لتبرير وتعزيز حربها الإعلامية على الحوثيين.
فالزج باسم وصورة الزميل السويطي خطيئة أخلاقية وجنحة قانونية وجريمة سياسية، بل تمس السياسة الإعلامية لفضائية بحجم العربية، فالعرب مؤسسة إعلامية ضخمة ذات إمكانيات فنية ضخمة تؤهلها للتحقق من المصادر الاعلامية، وبالتالي فإن إمكانية الخطأ شبه معدومة.
الزميل السويطي عمل على استنفاذ كل اﻻعذار لفضائية العربية، وانتظر منها اعتذارا أو تنويها لزجها بصورته في صراع دموي قد يهدد حياته أو حرية حركته، وتسبب له بأضرار نفسية ومعنوية، ولكن الفضائية تجاهلته ولم تكلف نفسها عناء الاعتراف بالخطأ فضلا عن الاعتذار عنه.
ولذلك شجع العديد من الإعلاميين والكتاب والقانونيين والسياسيين الزميل السويطي على مقاضاة فضائية العربية ودعموه في هذا التوجه، كي لا يكون الصحفيون والكتاب وقودا للصراع الدموي والاقتتال العبثي في المنطقة، ولكي تكون هذه المقاضاة تحذيرا لوسائل إعلامية أخرى من انتهاج نفس السياسة .