أحرار رغم القيد

الإعلامي الأسير (الحوت) ابو وردة حارس الكلمة الحرة حُراً وخلف القضبان

|
الإعلامي الأسير (الحوت) ابو وردة حارس الكلمة الحرة حُراً وخلف القضبان

 (الحرية للدكتور امين ابو وردة)

كتب - نواف العامر *: لا يغيب صوت الإعلامي الأسير الدكتور امين ابو وردة عن محطات الاذاعة المحلية بنابلس صباح كل يوم يقدم بخبرته التراكمية مختصر الحالة الاعلامية اليومية لمحافظة نابلس وبخاصة إنتهاكات الاحتلال التي تشكل الخنجر في خاصر الحدث اليومي في الساحة الفلسطينية.
وإعتاد المواطن العادي والنخبة الإستماع للتقارير الاذاعية من الميدان ينقلها الاعلامي ابو وردة بزخم معلوماتي وعرضه الإعلامي يتصف بالمغناطيسية الجذابة للمستمع والقاريء على حدٍ سواء ، بينما باتت الحالة تسري في عروق ابو وردة أشبه بحالة الإدمان يفضح من خلال الكلمة والخبر الصادق سوءة الإحتلال الذي لا ينفكُ عن إحتلاله وحقده اللامتناهي بحق الفلسطيني وجغرافية وطنه وحضارته وصموده.
ولم يكن التقرير اليومي الصباحي للاعلامي الاسير ابو وردة يغني الحاجة المعلوماتية للمستمعين بل ان عديد الزملاء كانوا يعتمدون ما يقدمه زميلهم كزبدة ومؤشراً للحالة اليومية ومنطلقاً لتفكيرهم بجدول عملهم طوال النهار .
وليست الاذاعات المحلية التي باتت تفتقد الزميل ابو وردة بل ان اذاعات الضفة الغربية كانت تبث عبر أثيرها مختصراً للحدث اليومي في محافظة نابلس وأحيانا كخبير اعلامي يستخدم التقنية المعلوماتية في رفع رصيد العمل الاعلامي اليومي.
ويشهد الجدول اليومي للاعلامي ابو وردة على الساحة النابلسية التي تعداها لحالة الفضاء الاعلامي وظهوره كخبير اعلامي ومختص بمواقع التواصل الاجتماعي حجم الحضور والأهمية التي إكتسبها من خلال عمله بإخلاص يزينه التواضع وفق ما يقوله أقرانه في المهنة بخاصة شاشة القدس الفضائية.
وبغياب ابو وردة القسري في سجون الاحتلال منذ زهاء اسبوعين وتحويله للاعتقال الاداري تحول لأن يكون خبراً تتناقله وسائل الاعلام المنوعة خاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث الدعوات التضامنية معه كجزء من حالة الوفاء الاخوي معه على اعتباره يمثل الحالة الأبوية للاعلاميين في محافظة نابلس بل ان زملاؤه أسبغوا عليه خلال سنوات عمله لقب ( الحوت) كناية عن إتساع حجم تغطياته وزخم المعلومات وجرأة المواضيع التي يطرق بابها.
وأبدع ابو وردة في مجال التدريب المتميز في مجالات التواصل الاجتماعي واخراج الصحفي الصغير وتدريب اعداداً كبيرة من الصحفيين قيد الدراسة المتوقع تخرجهم من جامعاتهم وكلياتهم التي يتلقون تعليمهم فيها.
وخلال اعتقال الاداري الاخير أواخر العام 2014 في سجون الاحتلال لثمانية شهور تعرض ابو وردة لتحقيق صعب تركز حول عمله الاعلامي خلال ربع قرن من الزمان وتم تحذيره مراراً وتكراراً من تقارير نشرها حول اوضاع الاسرى في أقبية التحقيق وسجون الاحتلال .
وتمكن ابو وردة من تأليف عدد من الكتب المتخصصة والابحاث خلال اعتقاله الأخير أبرزها بصمات في الصحافة الاعتقالية الذي رأى النور ويعتبره أساتذة اعلام بأنه أحد أهم المراجع المرتبطة بالتجربة الحقيقية داخل سجون الاحتلال خرج من رحم المعاناة وواقع التجربة الحية مجبولة بقصص وتقارير تعايش الهم اليومي للأسرى.
ويقول زملاء ابو وردة ان اعتقاله الحالي ربما يكون مدرسة حقيقية للتأليف والتدريب الاعلامي خلف القضبان لا يتوقف قلبه عن العطاء في ظروف حالكة وصعبة أبرز معيقاتها مصادرة عناصر مصلحة سجون الاحتلال كل ما تخطه الاقلام في غرف الأسرى كجزء من حالة الاستهداف الثقافي وتخريب التربية التي تجري خلف القضبان.
 
* اعلامي فلسطيني/ نابلس
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد