فسحة للرأي

النكبة ليس عيد الأضحى والنكسة ليست عيد الفطر

محمد خنفر |

 كتب - بقلم محمد خنفر : الحديث عن النكبة والنكسة امتزجت بمشاعر وطنية واخلاقية بشعور الفلسطيني بارتباطه بالارض وابراز الهوية اينما تواجد بالعالم وهذا شيء يحسب للشعب الذي لن يموت كما يراهن البعض عليه. 


نظرت الى الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي اتفق فيها الجميع على اظهار التلاحم باشد صور الانتماء والولاء للقضية، مثل الثمرة وقشرتها المغلفة لها والملتصقة بها، والتي لا تكون الا بها.  ومما لا شك به ان هذا النموذج يشكل إطارا لصورة جماعية رائعة رسمت الوانها بألوان العلم الفلسطيني.

لن اخوض بتاريخ وذكرى مؤلمة التي تبلورت بميلاد النكبة، ولن اخوض في دور المجتمع العالمي الحر الذي يتضامن معنا سنويا، ولكن اسمح لي عزيزي القارئ بجلد الذات ومواجهة حقيقة قد نعلمها ونعيها جيدا، ولكن نحاول ابعادها عن عقولنا عن طريق انتظار منقذين وعدونا آباؤنا واجدادنا بظهور اناس جدد مثل صلاح الدين او المهدي المنتظر والظاهر قطز لتحريرنا متغافلين عن دورنا الاساسي كفلسطينيين في الوطن والمهجر...  فهذا ما وجدنا عليه آباؤنا واجدادنا وعود وامال ودعاء الى الله دون اي عمل او فعل او ردة فعل تساعد على التحرير مع احترامي للقلة القليلة المجتهدة في الوطن والخارج التي تحاول وتجتهد .
اما ان الاوان باعتبار النكبة والنكسة ذكرى مؤلمة؟، واعني بذكرى اي انها اصبحت من الماضي ولم ولن تتكرر،؟ اما ان الأوان بعدم اعتبار النكسة والنكبة اعياد ومناسبات نقف لها ونشارك بها يومين وثلاثة ثم نعود الى سبات عميق؟!! 

اليوم تمر ذكرى النكبة بمتغيرات اقليمية ودولية وجب استغلالها كحالة النضج في تقوية حملات المقاطعة للاحتلال، ومحاولة المشاركة في انقاذ  ما يمر به مخيم اليرموك من نكبة جديدة، وما نعانيه من انقسام مخزي جعل منا لقمة سائغة فنضوج الحالة عزيزي القارئ تتطلب منا محاولة التغيير بدءاً بالذات مروراً للتأثير بالمحيط ..

ان نهاية الألم في المجتمع الواعي يعني البحث عن التغيير وايجاد بدائل للعمل تتناقض تماما مع منهج العمل السابق لتؤدي الى نتائج جديدة تجعل من النكبة ذكرى وليست حاضرا ومستقبلا. 
ان الاوان لاعادة تشكيل جميع قطاعات الوطن واعادة انتاج هيكلية جديدة هدفها الوطن والأرض متمثلة بمشاركة الجميع  وليس فقط السلطة السياسية تضمن انتزاع الحق بدلا من انتظاره . فشعار الوطن للجميع يعني تحمل الجميع مسؤولية ما يجري دون قذف التهم والتبرؤ من المسؤولية ....

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد