اخباريـات عالمية

تل أبيب تُنسّق خطواتها مع الرياض وليس صدفة أنّ الملك السعوديّ يقول لا لأوباما ويحرجه

|
تل أبيب تُنسّق خطواتها مع الرياض وليس صدفة أنّ الملك السعوديّ يقول لا لأوباما ويحرجه

 القدس المحتلة: هل هناك علاقة بين مقاطعة العاهل السعوديّ مؤتمر (كامب ديفيد) الأخير مع زعماء دول الخليج وبين العلاقات المتردّيّة بين تنتنياهو والرئيس الأمريكيّ أوباما؟ بحسب مصادر دبلوماسيّة رفيعة المستوى، قال الصحافيّ الإسرائيليّ المُخضرم، بن كاسبيت، فإنّها تعتقد أنّ تل أبيب تقوم بتنسيق خطواتها مع الرياض، لافتةً إلى أنّه ليس صدفة أنّ الإسرائيليين يرفضون الدخول في حوار مع الأمريكيين، وفي المقابل يقوم ملك السعودية بعملية علنية محرجة ويقول “لا” للرئيس الأمريكي.


ونقل كاسبيت عن مصدر دبلوماسيّ أوروبيّ رفيع المستوى قوله إنّ إسرائيل تعمل ضدّ الاتفاق النوويّ مع إيران، على جميع الساحات، وليس فقط في الكونغرس الأمريكي، وإنمًا في الخليج أيضًا، مُشيرًا إلى أنّ المسيرة الإسرائيلية تدعم المسيرة السعودية، وبالعكس، على حدّ تعبيره. وأردف قائلاً إنّ إسرائيل تعيش ذروة حرب دبلوماسيّة عالميّة، سريّة في جزء منها، ضدّ أمريكا، في هذه الحرب إسرائيل بالذات هي من تقود أو إنْ شئت هي الكبرى، بحسب الدبلوماسيّ الأوروبيّ عينه.

أمّا المحفل الأمريكيّ، الذي وصفه الصحافي الإسرائيليّ، بأنّه مطلع على الأمور في واشنطن، فقال إنّ تدّخل نتنياهو في السياسة الأمريكيّة الداخليّة، والخطاب الذي ألقاه أمام مجلسي الكونغرس في مواجهة لا سابق لها مع الرئيس، كل ذلك حصرًا كان له جدوى لمعسكر أوباما، إذْ وحدوا الأقلية الديمقراطية، وتابع المحفل عينه قائلاً أنّه بسبب ذلك فما بقي نتنياهو ليفعله الآن هو أنْ يُحاول الاستفادة من الوضع لصالح تحقيق ما يُمكنه من العقارات الإستراتيجيّة من أجل أمن إسرائيل القوميّ، وهذا يجب أن يقوم به الآن، يجب ضرب الحديد بينما هو ساخن، ولكن نتنياهو يتصرف مثل شخص يعرف ما لا يعرف الآخرون، بحسب وصفه.

وكشف كاسبيت النقاب عن أنّ شخصيات أمنيّة إسرائيليّة رفيعة المستوى في مجال الاستخبارات شاركت قبل عدة شهور في (لعبة حرب) أقيمت في أحد المراكز البحثيّة الكبرى بأمريكا، تتخيل اللعبة سيناريوهات مختلفة للمفاوضات بين القوى الكبرى وإيران ضمن التمرن على أساليب تحرك مختلفة، وحتى إمكانية تدهور شديد، وصولًا إلى المواجهة العسكرية، الشخصيات الإسرائيلية لم تلعب دورًا في اللعبة ذاتها، ولكن عندما سُئلت من قبله، ردّت: لا يُمكن الذهاب إلى مفاوضات مصيريّة من هذا النوع دون عصا، القوى الكبرى وسيما الولايات المتحدة يلعبون فقط باستخدام الجزرة، وتابعت الشخصيات قائلةً إنّ واشنطن ذهبت إلى المفاوضات مع إيران كدولة راعية وليس كدولة كبرى، بينما تتصرف إيران وكأنها دولة عظمى غير قلقة من انعكاسات أفعالها، حسبما ذكروا.

ونقل عن المسؤول الإسرائيليّ قوله إنّه بعد كل جولة مفاوضات مع إيران، عاد الأمريكيون إلى بلادهم وشرعوا بمجهود يائس للمزيد من الليونة في موقفهم، وفكروا بحلول خلاقة، فتنازلوا هنا وهناك، وحاولوا إيجاد قطع حلوى أخرى ليُقدّموها للإيرانيين، وما تفعله إيران بعد كل جولة من المباحثات؟ لا شيء، يعودون إلى بلادهم ولا يقومون بشيء ولا يتزحزحون عن موقفهم وليسوا قلقين. 
وتابع: لا يُمكن إدارة المفاوضات بهذه الطريقة، الحقيقة الأبرز هي أنّ الإيرانيين علّقوا برنامجهم العسكري في العام 2003 عندما اجتاح الجنود الأمريكيون العراق، لا يحث أحد الولايات الأمريكية على اجتياح أي مكان، ولكن لا شك أنّ إيران تحترم القوة وتفهم القوة، والحقيقة أنهم يفهمون ومقتنعون ومتأكدون أنّه لا نية لأمريكا باستخدام الخيار العسكري، وألا مخرج أمامها سوى إنجاز الاتفاق، وهذا الأمر يسير لصالح إيران.

وتابع الصحافي، نقلاً عن المصادر في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن، تابع قائلاً إنّه بين الجانب الإسرائيليّ السعوديّ من جهةٍ، وبين الأمريكيين توجد الآن هاوية عميقةً جدًا ولا يمكن جسرها تقريبًا، الأمريكيون متمسكون بموقفهم: لا بديل عن الاتفاق مع إيران حاليًا، هذا هو الوضع القائم يجب أنْ يُحقق أقصى مزاياه وخفض عيوبه قدر الإمكان، في حال أنجز الاتفاق سيصدقه الرئيس في الكونغرس.

ونقل عن مصدر إسرائيليّ موثوق قوله إنّه لدى إسرائيل اليوم إمكانية لتحقيق إنجازات كبيرة جدًا في كل ما يتعلّق بأمنها القومي، وسيكون من الممكن القيام بحوار حول اليوم الذي يلي الاتفاق، وعن مساعدة أمنيّة وعسكريّة، وعن أساليب الرد لحالات اختراق الاتفاق من قبل إيران، وعن الرد الإسرائيليّ، وعن شروط تشديد العقوبات من قبل واشنطن، وعن سياسة مشتركة والردّ على استمرار استفزازات إيران في الشرق الأوسط عمومًا، وفي الدول المحيطة بإسرائيل على وجه الخصوص. 
ولفت كاسبيت إلى أنّه في هذه الفترة بالذات، يقوم نتنياهو بالتحضير لمُواجهة تسونامي سياسيّ متنامي سيحط على إسرائيل، لافتًا إلى أنّ أوّل علاماته قد بدأت، حيث تلقّى رئيس الوزراء قبل أيّام معلومات عن المآزق في واشنطن حول تجديد المبادرة السلمية بكامل القوة، أوْ الاكتفاء بقرار مجلس الأمن، دون فرض الفيتو، مُشدّدًا على أنّ نتنياهو سيبذل كلّ ما في وسعه لكي يتنازل الأمريكيين عمّا سمّاها بالعملية السلميّة مع الفلسطينيين، على حدّ قوله.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد