فسحة للرأي

علي الكوفية

حافظ البرغوثي |
علي الكوفية

 كتب - حافظ البرغوثي:  الكوفية او الشماغ او الحطة لباس عربي قديم من ازياء الصحراء لأنه يقي من الرمل المتطاير من كثبان الصحراء واشعة الشمس الحارقة، وتطورت الكوفية لاحقا عبر التاريخ بعد ان كانت مجرد قطعة قماش على الرأس تثبت برباط او عقال، وظهرت كقطعة قماش على رأس الخليفة عبد الملك بن مروان في اول دينار ظهر له وهو يرتدي ثوبا بحزام يشبه الدشداشة متشحا سيفا. وعندما انتقلت الخلافة الى بغداد ودمشق ظهرت العمامة لكن الكوفية ظلت لباسا شعبيا. وليس صحيحا ان الانجليز هم من اوجدوها كما يشيع البعض، اذ كانت موجودة قبلهم لكن الانجليز صنعوها بألوان شتى منها البيج والمخطط بالاحمر او الاسود وانتشرت هذه الالوان فارتداها زعماء القبائل في الخليج والعراق والاردن وفلسطين والشام. وكان الثوار في فلسطين يرتدون الحطة البيضاء كعامة الناس والمخططة السوداء او الحمراء، وارتدى القائد عبد القادر الحسيني البيضاء والبيج والجيشية اي الكاكي فيما ارتدى الحاج عبد الرحيم محمد البيضاء وفي شرق الاردن ارتدى الجيش الحمراء، اما ابو عمار فارتدى البيضاء اولا ثم البيضاء المخططة بالأسود. وكان الاتراك فرضوا الطربوش على الموظفين والعسكر وعندما بعث الشعور القومي استبدلت بالكوفية وقال احد الشعراء مادحا: دع الطربوش لا أسفا عليه          فقد حل محله شرف العقال والغريب ان الكوفية التي توحد الرؤوس العربية صارت موضع شبهة ووسيلة تفريق كما يحدث بين الحمراء والسوداء في الأردن او بين البيضاء والحمراء في الخليج حيث يضع السعوديون الحمراء وبقية دول الخليج البيضاء لكن مصانع الاقمشة وردت العشرات من الألوان وصارت هناك تشكيلة كبيرة من الالوان. وانصح من يضع الحطة الا يعير اللون انتباها لانها غطاء رأس عربي ومن يدعو الى التفرقة بين العرب بلون الكوفية من الأفضل ان يخرج من العروبة. بقي ان نقول ان اغنية "علي الكوفية "الشهيرة هي من لحن اغنية عراقية وليست لحنا فلسطينيا. لكن من يقرأ الوضع العربي حاليا يخشى على الكوفية من زحف القبعة اليهودية والطربوش التركي والعمامة الايرانية.شخصيا افضل ان اضع حذاء على رأسي على ان اضع غطاء غير عربي ويبدو ان مؤشرات الوضع السائد تحتمل ان أبحث عن حذاء على مقاس الرأس. 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد