تقارير وتحقيقات

رفضُ سائق العمومي تشغيل المكيّف مخالف للقانون

|
رفضُ سائق العمومي تشغيل المكيّف مخالف للقانون

 "دورية السلامة": "تكلفة المواصلات تحتسب من ضمنها تشغيل المكيف"

الديناموميتر: يتم فحص المكيف عند ترخيص العمومي والحافلات وقد يغفل الفاحص عن ذلك أحيانا

سائقون: المكيف يزيد استهلاك الوقود ولا يطلب منا أن يكون صالحا خلال إجراءات الترخيص  

رام الله– الحياة الجديدة– ميساء بشارات- يتصبب العرق من أعلى جبين الشابة كفاية أحمد وهي جالسة في الكرسي الخلفي لسيارة عمومي لنقل الركاب من مدينة رام الله نابلس في مجمع البيرة. تتأفف الشابة وتطلق تنهيدة طويلة مبدية استياءها من عدم تشغيل السائق مكيف السيارة في هذا الجو الحار، وتقول وهي تمسح عرقها: "لماذا لا يشغل السائق المكيف، لقد ذبنا من الحر". وما هي إلا لحظات ليأتي السائق وتطلب منه الشابة تشغيل المكيف، فيجيب أن المكيف معطل، وأن الهواء سوف يدخل السيارة بمجرد ان تنطلق من مكانها خارج المجمع. تصمت الشابة ويتساءل رجل في الثلاثين من العمر عن سبب وجود مكيفات معطلة في أغلب سيارات العمومي العاملة على الخطوط الخارجية لمدينة رام الله. يقول في الصباح انطلقنا من نابلس الى بيت لحم وكان المكيف معطلا والآن المكيف معطل، لماذا لا تقومون بتصليحه؟ غضب السائق وترجل من سيارته ليفتح الباب على الركاب طالبا من الرجل النزول واختيار سيارة اخرى لتنقله الى مدينة نابلس، وبعد مشادة كلامية بينهما تحرك السائق باتجاه نابلس، وسط غضب انتاب الركاب من تصرفه وعدم تشغيله المكيف. يشير أحد الركاب وهو ممتعض ومستاء مما حدث، إلى ان بعض السائقين على الخطوط الخارجية والداخلية يطلبون زيادة على الأجرة المحددة مقابل تشغيل المكيف بحجة أنه يستهلك وقودا كثيرا، والوقود مرتفع الثمن! واعلنت الهيئة العامة للبترول بوزارة المالية عن سعر ليتر السولار (5.28) شيقل، لشهر آب الجاري. وتشهد الضفة الغربية موجة حر لم تشهدها في السنوات الخمس الأخيرة.  

القانون والمكيف

تنص المادة (61) من قرار مجلس الوزراء رقم (393) لسنة 2005 باللائحة التنفيذية لقانون المرور رقم

(5) لسنة 2000، على "في كل مركبة آلية يكون فيها حجم المحرك 1500 سم3 فأكثر، وسنة إنتاجها 1989 وما بعدها يركب فيها مكيف لتكييف الهواء في مقصورة قائد المركبة، ولا تسجل مثل هذه المركبات ولا تجدد رخصتها إلا إذا ركب فيها مكيف هواء كما ذكر". ويقول نائب مدير عام الترخيص في وزارة النقل والمواصلات ابراهيم العتر: "لا يتم استيراد اية سيارة عمومي دون أن يكون فيها جهاز تكييف كامل لكل المقاعد الأمامية والخلفية، فمن شروط استيراد المركبات العمومي هو وجود مكيفات". ويضيف: "انه قد ارسل تعميما الى مراكز الفحص "الديناموميتر" يؤكد فيه على ضرورة فحص المكيف في السيارات العمومي والحافلات، وعدم اعطاء اي سيارة ترخيص في حال كان مكيفها معطلا او لا يوجد فيها مكيف". ويتابع انه عندما عمم هذا القرار حصلت موجة احتجاجات من قبل السائقين خاصة العاملين على الخطوط الداخلية القصيرة، لانه يكلف كثيرا حسب قولهم.  

رفض السائق تشغيل المكيف مخالف للقانون

بدوره، يقول مصعب مصطفى فاحص مركبات في دورية السلامة على الطرق، ان عطلان المكيف مخالفة للقانون، كما يخالف السائق اذا رفض تشغيل المكيف بطلب من الركاب، وفي حال عطلان المكيف يتم انزال المركبة عن الشارع وإلزام السائق بإصلاحه إو استبداله بمكيف جديد. وعند ايقاف اي سيارة عمومي او حافلة يتم التأكد من سريان رخصة المركبة، ثم فحص هيكلها وفحصها فنيا. وفيما يتعلق بفحص المكيف يقول مصطفى: "اذا كان المكيف معطل في سيارة عمومي فانه يتم انزالها فورا عن الشارع، وخاصة في فصل الصيف حيث درجات الحرارة المرتفعة، التي قد تؤدي الى وفاة احد الركاب". ويتابع ان هناك حوالي عشر سيارات يتم انزالها عن الشارع يوميا بسبب عطلان المكيف.  

الديناموميتر: المكيف.. أقل اهمية لكنه لا يهمل خلال فحص الترخيص

وسط مجموعة من السيارات في ديناموميتر كلية النادي يقوم مهندس الميكانيك والمدير المهني مصطفى صوالحة، بفحص المركبات، ويقول: "إن الترخيص يتم بفحص السيارة من من ثلاث نواحٍ: الأولى فحص قانونية السيارة من عدمه، والثانية فحصها من ناحية السلامة والأمان على الشارع، والتأكد من صلاحية الفرامل والمقود والعجلات وكل ما له علاقة بالسيطرة على السيارة بشكل عام وسلامتها وتفاعلها مع غيرها من السيارات على الشارع، والثالثة فحص كابينة السيارة من الداخل من حيث صلاحية المقاعد وأحزمة الامان والمكيف وهي الأمور التي لها علاقة براحة الركاب. ويضيف: "أنه في حال وجد عطل في السيارة يأخذ السائق رخصة مؤقتة لبضعة أيام كي يقوم بإصلاح الخلل الموجود في سيارته، ويعود حيث يتم فحص السيارة من جديد من اجل الحصول على الرخصة". ويؤكد صوالحة ان المكيف كما باقي الامور في السيارة العمومي هو جزء مطلوب فحصه، لكن ربما يغفل الفاحص عن فحصه في مرات قليلة ونادرة". ويؤكد صوالحة ان عملية فحص المكيف في السيارات لا تستغرق إلا دقيقة أو أقل وهو الوقت اللازم لتشغيله وفحص برودة الهواء الصادر عنه، والامر لا يحتاج أجهزة خاصة. ويشير صوالحة أن دورية السلامة على الطرق لا تنزل أية سيارة عمومية عن الشارع (تشطبها) لسبب واحد مثل تعطل المكيف، بل يجب أن يكون الخلل أكبر من ذلك. فالتركيز الأول على قانونية السيارة، ومن عوامل السلامة في السيارة وامانها على الشارع، وفي النهاية يأتي التركيز على السيارة من الداخل،"إنه أقل أهمية لكنه لا يهمل". وفي هذا السياق، يقول المدير المهني لشركة ديناموميتر المصري عبد الناصر نحلة أن المكيف غير موجود في كل السيارات بل في السيارات الحديثة فقط، ويشترط ان يكون شغالا ويصدر هواء ساخنا وباردا، وفحصه في السيارات الحديثة من ضمن شروط الترخيص السنوي. وينوه نحلة إلى ان الديناموميتر غير مسؤول عن عطلان المكيف في السيارة بعد فحصها وترخيصها، فهذه مسؤولية دورية السلامة على الطرق التي يتوجب عليها التفتيش وتفقد السيارات وانزال المخالف منها عن الشارع. ويشير نحلة إلى انه يأتيه يوميا ما بين 10-15 مركبة تم إنزالها عن الشارع بسبب عطل المكيف خاصة في فصل الصيف، ومعظمها تكون حافلات كبيرة.  

سائقون: لا يطلب منا خلال الترخيص أن يكون المكيف صالحا

ويستغرب سائق طلب عدم ذكر اسمه عند معرفته ان تشغيل المكيف والكشف عن صلاحيته هو امر وارد في إجراءات ترخيص السيارات العمومية، وانه يتوجب على اي سائق مركبة عمومي تشغيل المكيف خلال فحص السيارة في "الديناموميتر". يقول السائق: "عند الفحص في الديناموميتر لا نُسأل عن المكيف ولا يتم الكشف عليه من قبل الفاحصين، وهو ليس شرطا أساسيا للحصول على الترخيص". ويضيف: "أن السائق هو حر بتشغيل او عدم تشغيل المكيف (..) واذا اراد الركاب تشغيله عليهم الطلب من الحكومة تقليل سعر السولار ودعم وسائل النقل العام، فالسائق لا يستطيع تحمل كل هذه المصاريف".  ويسرد السائق ان ما يكسبه من سيارته يذهب نصفه للمحروقات، ونفقات اخرى متعلقة بالسيارة مثل التأمين والترخيص واجرة موقف للسيارة وأقساط وصيانة ..الخ. كما يقول السائق نبيل عودة العامل على خط نابلس رام الله، ان المكيف يزيد استهلاك الوقود ويقلل من سرعة السيارة، لذلك يفضل السائقون عدم تشغيله للتوفير ولسرعة حركة السيارة. ويضيف ان تشغيل المكيف يزيد استهلاك السولار في كل رحلة من نابلس الى رام الله وبالعكس، نحو 15 شيقلا، وان الاستهلاك في الصعود يكون اعلى منه في الطرق المستوية. وتبلغ الزيادة الناتجة عن تشغيل المكيف بشكل متواصل خلال شهر، نحو 840 شيقلا، اذا احتسبنا ان كل الرحلة بين رام الله ونابلس ذهابا وإيابا تكلف 15 شيقلا زيادة يوميا، وإذا كان السائق يقوم برحلتين يوميا فهذا يكلف شهريا نحو 800 شيقل. وتستهلك السيارة في الرحلة من رام الله الى نابلس وبالعكس حوالي 75 شيقلا وقودا، وبمعدل عمل 28 يوم بالشهر تحتاج الى 4200 شيقل دون تشغيل المكيف. وفي هذا الخصوص يؤكد مصعب مصطفى فاحص مركبات في دورية السلامة على الطرق ان تكلفة المواصلات تحتسب من ضمنها تشغيل المكيف، والسائق ملزم بتشغيله. 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد