اخباريـات عالمية

آلاف العرب سربت حساباتهم في موقع جنسي

|
آلاف العرب سربت حساباتهم في موقع جنسي

 يبدو أن فضائح التسريبات لن تنتهي هذا العام، فبعد نشر آلاف الحسابات البنكية السرية المشبوهة لدى المصرف HSBC السويسري في شهر فبراير الماضي، وبعد ذلك تسريبات ويكيليكس لخزينة وثائق السفارات السعودية في بلدان العالم، تأتي فضيحة جديدة تمثلت في قرصنة الموقع الجنسي أشلي ماديسون، كواحدة من أكبر الفضائح الجنسية التي عرفها العالم.

لا تزال الأخبار متواترة حتى الساعة بخصوص تسريب ملايين الحسابات الشخصية من مستخدمي أشلي ماديسون، الفضيحة التي زلزلت الرأي العام ووصل صداها البنتاغون، والتي جعلت الكثير يضعون أكفهم على قلوبهم خشية تشويه سمعتهم الاجتماعية والتسبب في مشاكل زوجية.
كيف بدأت القصة؟
في يوليو الماضي، استولى قراصنة على الموقع المعروف بخدماته الجنسية أشلي ماديسون، وهددوا إدارة الموقع بنشر ملايين المعلومات الشخصية لزبائنهم على شبكة الإنترنت إن لم يتوقف عمل الصفحة، لتشجيعها على “الخيانة الزوجية”.
وبالفعل نفذ القراصنة وعدهم بعدما لم تستجب إدارة الصفحة لطلبهم وقاموا بنشر معلومات شخصية لـ 33 مليون من مستخدمي الموقع في العالم على شكل دفعتين.
لحظة إعلان القراصنة نشر التسريبات
تم تسريب المعلومات، وهي بحجم 30 غيغابايت، على صفحة أطلق عليها “الموقع الغامض” بفضاء الإنترنت العميق، بحيث لا يمكن تصفحها إلا عبر شبكات تصفح مشفرة مثل “التور”، وبرامج خاصة لفك الملفات المضغوطة.
تتضمن هذه المعلومات المسربة الأسماء الشخصية والعناوين البريدية الإلكترونية وبطاقات الائتمان وأرقام الهواتف لملايين من زبائن أشلي ماديسون، بالإضافة إلى بيانات الشركة ومعلومات سرية مرتبطة بها بما في ذلك حساب مؤسس الموقع نويل بيديرمان.
وكانت مجلة “ماذربورد” الإلكترونية أول من كشفت تسريبات أشلي ماديسون التي نشرها “الهاكر”، وقد أكدت الشركة الأمريكية المختصة بالأمن الإلكتروني “تراستد سك” صحة البيانات المسربة بعد أن قامت بتحليلها، كما اعترفت إدارة أشلي ماديسون بأنه جرى اختراقها معبرة عن أسفها قائلة “نعتذر عن هذا الاختراق الجنائي لبيانات زبائننا، وقد تمكنا الآن من سد الثغرات التي نفذوا منها، وسنلاحق القراصنة”.
ويجري حاليًا تداول محتويات الرسائل المسربة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
أشلي ماديسون، هل لك أن تحدثني بالمزيد عنه؟
موقع أشلي ماديسون تابع للشركة الكندية “أفيد لايف ميديا”، مهمته التوسط بين الزبناء من مختلف دول العالم للانخراط في علاقات جنسية خارجة إطار الزواج، شعاره “الحياة قصيرة قم بمواعدة غرامية”.
تأسس الموقع سنة 2001، واستمد تسميته من اسمين أنثويين الأكثر شهرة وهما “أشلي” و”ماديسون”، لدى الموقع زهاء 40 مليون مستخدم من مختلف الجنسيات، ويتلقى ما يقارب 124 مليون زيارة شهريًّا، ويحتل المرتبة 1102 حسب موقع أليكسا.
يدعم الموقع 25 لغة عالمية، وينتشر بـ 53 دولة في العالم، كندا وأمريكا والمكسيك وأوكرانيا وروسيا وتركيا وإسرائيل وغيرها من البلدان، وقد كان الموقع ينوي العام الماضي فتح فرع له في سنغافورة، إلا أنه جوبه بالرفض من قبل السلطات، بداعي “مخالفة القيم العائلية”.
صمم أشلي أديسون خصيصًا لهواة الخيانة الزوجية، حيث يسمح بتواصل شخصين بـ”سرية تامة” لقاء مبلغ شهري يؤديه الرجال للموقع دون النساء عبر البطاقة الائتمانية، وذلك بعد التسجيل على صفحته وإدخال معلوماتك الشخصية.
من نفذ الهجوم على الموقع؟
مجموعة هاكر تطلق على نفسها اسم «impact team» أو “فريق الصدمة” هي من قامت بقرصنة موقع أشلي ماديسون، ولحد الساعة لم يتم تحديد هوية القرصان أو القراصنة، رغم ادعاء الموقع توصله لأحد المشتبه بهم.
وقال خبراء أمنيون من بينهم كابيتاس إريك إن الفريق المقرصن على درجة كبيرة من المهارة، حيث تمكنوا من اختراق الموقع الشديد التحصين ضد الهجمات الإلكترونية، علاوة على احترافية القراصنة الذين لم يتركوا أي أثر لتتبعهم بعد سرقة البيانات ونشرها بشكل مخفي، الشيء الذي يصعب مهمة الوصول إليهم.
وقد أرفق القراصنة الملف المسرب برسالة لرئيس الموقع الكندي نويل بيديرمان “هل يمكنك الاعتراف الآن يا نويل بأن الأمر حقيقي”، في إشارة إلى استخفافه بتهديدهم المسبق بنشر معطيات قاموا بقرصنتها.
أما رئيس أشلي ماديسون فقال: “إنه يعرف هوية شخص واحد على الأقل كان من بين المهاجمين”، مرجحًا “أن يكون هذا الشخص له علاقة بالشركة، ليس بوصفه موظفًا ولكنه كان على دراية بخدماتنا التقنية”.
وفي الوقت الذي فيه لا تزال التسريبات جارية على قدم وساق، تبقى هوية المخترقين ومكانهم وسبب اختراقهم للموقع مجهولًا حتى الآن.
ضحايا الفضيحة الجنسية
شكلت تسريبات البيانات الشخصية التي نشرها الهاكر على شبكة الإنترنت صدمة بالنسبة لملايين من مستخدمي أشلي ماديسون، من بينهم الآلاف من الشخصيات السياسية والأمنية الوازنة.
وكان يوم أمس قد سجلت الشرطة الكندية حالتي انتحار إثر تفاجؤ الشخصين المنتحرين بوجود معلوماتهما الشخصية كمستخدمي للموقع الجنسي على شبكة الإنترنت.
من بين الشخصيات التي طالتها التسريبات الجنسية، نجم برامج تلفزيون الواقع جوش دوغار الذي لطالما كان يدافع عن القيم العائلية والحب بين الزوجين، معتذرًا في بيان نشره “لقد كنت أكثر البشر نفاقًا في العالم، فمع التزامي بإيماني وبالقيم العائلية، قمت بخيانة زوجتي”.
في السياق ذاته انكشف هويات الآلاف من أعضاء الجيش الأمريكي والحكومة الأوكرانية كونهم كانوا من ضمن مستخدمي أشلي ماديسون الأوفياء، ما قد يعرضهم للابتزاز.
وطبعًا لم تخل قائمة الحسابات المسربة من مستخدمي الموقع الجنسي المئات من العرب، تتقدمهم السعودية بـ1230 مستخدمًا للموقع، يليها المغرب بـ999، ثم البحرين بـ730، والأردن 685، ولبنان 359، فالإمارات العربية بـ301، ومصر بـ 209، تليها تونس بـ 173، وقطر 53، وأخيرًا العراق 33 من مستقبلي خدمات أشلي ماديسون.
ويحتمل أن يكون لفضيحة التسريبات وقع أكبر على المستخدمين العرب الذين انكشف أمرهم، نظرًا للبيئة الاجتماعية التي تمقت علنًا مثل تلك الممارسات وإن كانت موجودة في الخفاء، ناهيك عن القوانين المتشددة في ما يخص الخيانة الزوجية خاصة في المملكة العربية السعودية التي تعاقب بالإعدام.
ماذا فعل أشلي ماديسون حيال الفضيحة؟
ومثلما كان وقع التسريبات مؤلمًا على الضحايا، فإن الموقع نفسه ناله القسط الأكبر من الخسائر المادية والمعنوية، ما جعله يعلن على لسان قائده نويل بيديرمان تصميمه لملاحقة الذين سربوا معلومات المنخرطين بموقعه حتى القبض عليهم.
نويل بيديرمان مؤسس أشلي ماديسون
وكانت الشرطة الكندية قد صرحت بأن الموقع يضع مكافأة قدرها نصف مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تودي بالقبض على القراصنة المسؤولين عن الفعلة.
هذا وقد استعانت أشلي ماديسون بشركة “سايكورا” المختصة بالأمن الإلكتروني للتحقيق في عملية القرصنة.
من جانبه أعلن الجيش الأمريكي على لسان وزير الدفاع آشتون كارتر أن الهيئات المختصة بوزارته تتابع تحقيقًا لعناصر الجيش إذا ما كانوا من مستخدمي الموقع، حيث يمكن للخيانة الزوجية أن تؤدي إلى محاكمة وفقًا لقوانين إدارة الدفاع الأمريكية، معلقًا آشتون على الأمر “نتوقع سلوكًا نموذجيًّا من جانب طواقمنا”.
ومن جهة أخرى رفعت شركتان كنديتان للمحاماة دعوى قضائية ضد الموقع أشلي ماديسون نيابة عن المتضررين، مطالبة بتعويض نصف مليون دولار جراء “فشل الشركة في حماية بيانات المستخدمين”، مما أثر سلبًا على حياتهم الزوجية وسمعتهم الاجتماعية.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد