فسحة للرأي

نحن المذنبون أدناه ...

لارا كنعان |

 كتبت - لارا كنعان:  من منا لم يمر على مشهد أطفالنا و قد أذاب الموت سكر طفولتهم , و من منا لم يشاهد صور الموت و القتل المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي , من منا لم يرى صورة الدرة و الدوابشة و صور أطفال سوريا المندثرين على شواطئ الموت, من منا مروره على الشاطئ لا يذكره بمشاهد الموت المتلاحقة ؟

من منا تمر بجانبه شاحنة و لا يذكر من ماتوا في ذلك الخزان الذي لم يقرعه السوريين الهاربين من الموت الى الموت !؟
من منا لم يلطم على صفحات التواصل الاجتماعي ؟؟ ما الذي حصل ؟؟ و هل وصل صوتنا و سخطنا و قهرنا أحد؟؟
هل توقفت هذه المشاهد الدموية التي تشَبعنا فيها كل يوم , و كل يوم ؟؟
تلك المشاهد تزداد يوما بعد يوم حتى كاد البعض منا يمر مرور خبر عابر يُلحقه بالرحمة على من قضى نحبه..
لقد أصبح الموت متشبعا فينا 
أصبحت المشاهد محفورة في أعيننا 
وفي الغد سيصبح الأمر عادي 
سنعتاد تلك المشاهد اللاانسانية وتتشبع داخل اللاوعي, حتى تصبح كأنها مشهد حياتي عادي 
ستبقى الدول العربية تغلق أبوابها أمام اللاجئين السوريين, و سيبقى الاحتلال الاسرائيلي يبطش فينا و بأطفالنا و أبناء شعبنا يحرق يدمر ويقتل !!
و نحن في المقابل ماذا فعلنا سوى أننا جنينا على أنفسنا و قتلنا داخلنا شيئا فشيئا دون أن نشعر 
نحن نقتل الحياة فينا و نزداد احباطا 
و يزداد جوعنا للحياة و نحن فيها 
نحن جميعنا مذنبون في حقهم ... نحن شاركنا في قتلهم ... نحن شاركنا في حرقهم ...نحن نقتل الحياة فينا ...
تعفنت ضمائرنا و انتشرت رائحة الموت في أرواحنا ... 
يا وجعنا و يا وحدكم ! 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد