فسحة للرأي

من الحراك الى المشروع الكفاحي

عدنان عطية رمضان |
من الحراك الى المشروع الكفاحي

 كتب - عدنان عطية رمضان:  حتى لا تكون تضحيات الشهداء واسرهم و بسالة الشباب الذين يواجهون بصدورهم العارية وسواعدهم دبابات المحتل الفاشي كما الصرخة في القفار فان المطلوب هو تطوير افق واضح على المستوى الفلسطيني الداخلي وعلى مستوى الصراع مع المحتل وهما وان بديا منفصلان الا انهملا مرتبطان وفي علاقة تاثر وتاثير واضحة .

 

اولا على مستوى الفعل الكفاحي في مواجهة المحتل يجب ان يتم تركيز الفعل الكفاحي على تفكيك بنية السيطرة والتحكم والهيمنة التي طورها الاحتلال الفاشي عبر العقود الماضية وخاصة في العشر سنوات الاخيرة .
بنية السيطرة والتحكم والهيمنة مكنت الاحتلال من التحكم بكافة مناحي حياة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من العمل والحركةوالسفر والزراعة والصناعة والوصول الى مصادر الثروة والمياه والطاقة وغير ذلك .
الاحتلال يستعمل هذه البنية في التحكم بحركة الشعب ويبقي مفاتيحها بيديه يسهلها وقتما يريد عبر امتيازات لافراد وجماعات تخدم اجندته ويستخدمها كسوط يجلد فيه المستفيدين للتحرك للدفاع عن هذه الامتيازات حتى وان كانت على حساب ابناء الشعب الفلسطيني كما انه يضيقها على كل فرد او حركة قد تضعف هذه البنية وتفضحها .
العناصر الاساسية لهذه البنية هي :
اولا :المستوطنات التي تقام على قمم الجبال والتلال الفلسطينية والتي تحيط بالمدن الفلسطينية على شكل دوائر والتي تقطع جسد الضفة الغربية وتمنع من التواصل الجغرافي .
ثانيا: جدار الفصل العنصري الذي لا يفصل الناس عن بعضهم البعض وعن اراضيهم بل ايضا يشكل يسيطر على حركة الناس ويركزها عبر امكنة محددة وابواب وحواجز عسكرية .
ثالثا: الحواجز والبوابات: وهي التي يسميها المحتل المعابر االتي اجبر السكان الفلسطينني للتنقل بين الاجزاء المختلفة في الضفة عبرها والتي تسيطر عليها قوات الاحتلال وتحدد من يمر منها او لا يمر وتستطيع ان تضيقها في وقت قصير ولا ادل على ذلك المثال المشهور وهو الاغلاق الذي مارسه الاحتلال على مدينة الخليل خلال ساعات بعد قصة اختطاف المستوطنين الثلاث في العام 2014 ومثل اخر مدينة بيت لحم الذي يستطيع الاحتلال وعبر اغلاق البوابات السبعة ان يعزلها عن بقية جسد الضفة في خلال ساعة واحدة .
رابعا : الشوارع الالتفافية والتي سرقت 3% من الاراضي والت تشكل شريان التواصل بين الكتل الاستيطانية ومراكز التجمعات الصهيونية وكذلك تشكل احد ادوات الفصل والسيطرة على الشعب الفلسطيني والتي يتحكم بها الجيش الاسرائيلي ومليشيا المستوطنين والتي يستطيع الاحتلال منع حركة الفلسطينين عليها بشكل تام في اللحظة اتلي يتخذ فيها القرالر بذلك
خامسا : ابراج المراقبة العسكرية والكاميرات التي تعد بالمئات او الالاف والمنتشرة في المواقع المختلفة والتي يراقب من خلالها المحتل حركة التجمعات والافراد
ان بنية التحكم والسيطرة والهيمنة لا تنحصر في ذلك بل تمتد الى النشاط الذي تقوم به اجهزته الامنية وطابوره الخامس من تغلغل ومراقبة ومحاولات توجيه وتاثير والادارة المدنية واستثمارها لهذه البنية في التحكم بالعمل والسفر والحركة للفلسطينين والتصاريح وحركة البضائع الداخلة والخارجة والى غير ذلك مما يسسمح ويتيح لهم التحكم بقطاعات مختلفة من الشعب الفلسطيني الذي ارتبطت مصالحة وحياته سواء كانت احتياجات اساسية مثل حرية الحركة والعمل لقطاعات واسعة من جمهور العمال او مراتب اعلى في سلم هرم المصالح كالتجار والمنتجين الصغار او اعلى سلم الهرم الاجتماعي والقتصادي الفلسطيني الذين استطاع الاحتلال ان يضعهم في ادنى قاعدة هرمه السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتعامل معهم كشركاء ومنتفعين من ابقاء الحال كما هو .
من ذلك فان الحديث عن هبة جماهيرية او انتفاضة ثالثة دون وجود برنامج يستهدف تفكيك وتحطيم بنية السيطرة والتحكم والهيمنة سابقة الذكر او على الاقل ابطال مفعولها و تجاوزها وتطوير اليات للقفز عنها يبقى حديث قاصر شعبوي لا يرتقي الى مستوى التضحيات التي يقدمها شعبنا عبر عقود
ان الحديث عن انتفاضة شعبية او ممارسات كفاحية مختلفة لن تكون ذات جدوى اذا لم تكن جزء من مشروع وطني يتجاوز اوسلو الذي قسم الشعب و اثخن الجسد الفلسطيني بجراح عميقة لا تزال تؤلمنا جميعا .
ان الحديث عن الغاء اوسلو او ابطال الاتفاقيات هو الان وبفعل الوقائع على الارض وبفعل طبيعة العدو وبنيته التي تنتج سياسات تجاوزت اوسلو منذ العام 1996 هو حديث في الغالب غير ذا جدوى فعلينا جميعا ان نحاول البحث عن الياتكفاحية فعالة سواء كانت قديمة او جديدة تتناسب ومهام المرحلة التي لا يجب ان تنحصر في وهم بناء مهام بناء دولة تحت الاحتلال او حلول سياسية تتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني في كل اماكن تواجده فالمواجهة يفرضها المحتل على الشعب الفلسطيني في كل مكان والمواجهة هي بين كل مكونات الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية وبنيتها الاستعمارية العنصرية وحلفائها في المنطقة والعالم ولا يجب علينا ان نقف في وجه المحتل ونحن منقسمين ومتشرذمين .
ان مواجهة وتفكيك بنية الهيمنة الصهيونية لن تتم بدون مشروع واضح جامع وممتد على كافة بقاع فلسطين التاريخية ومخترقا لقواه وفعالياته التي تجزات جبرا او بفعل ذاتي ومعبرا عن مصلحة اكيدة لاغلبية قوى الشعب بالانتصار على هذه البنية التى تحنق الشعب الفلسطيني وتضيق عليه وتمارس التمييز والقهر والطرد الجماعي والفردي على كافة مكوناته وفي كل اماكن تواجده وتستمر في عملية التهويد المتسارع للتاريخ والحاضر للشجر والحجر وكل شيء في اطار مشروع الغاء الشعب الفلسطيني بالغ الوضوح.
المشروع الذي يجابهه الفلسطيني من قبل الصهيوني هو الالغاء كان كذلك وسيبقى ولن يتغير ومواجهة هذا المشروع تتم فقط بالانتصار عليه وتفكيك عناصر قوته ولن تتم فقط من خلال موجات من الغضب المتفجر عند الشباب الفلسطيني المقهور حتى لو ارتفعت مستوى التضحية والبطولة
المسؤولية كبرى وعلينا ان نساهم وبشكل جدي في تطوير هذا الحراك نحو افق مشروع فلسطيني متجدد وقيادة فلسطينية جديدة قد تكون من التنظيمات الموجودة حاليا او مما ينتج عن هذا الحراك الثوري المهم ان نعمل جاهدين لان يؤدي هذا الحراك الى رؤية ومشروع فلسطيني تحرري جامع .

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد