تقارير وتحقيقات

كرفانات غزة تحولت لثلاجات تأوي الأحياء في برد الشتاء القارص

|
كرفانات غزة تحولت لثلاجات تأوي الأحياء في برد الشتاء القارص

 غزة - عبد الهادي عوكل *:   مأساتهم تتجدد مع كل منخفض جوي في الشتاء؛ وارتفاع درجات الحرارة في الصيف؛ لتتحول كرفاناتهم في الشتاء إلى ثلاجات وفي الصيف إلى أفران حارقة، فيما نداءاتهم لم تجد آذاناً صاغية تقيهم حر الصيف وبرودة الشتاء.


إنهم سكان الكرفانات المنتشرة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، والذين اضطروا للسكن فيها بعد تدمير منازلهم من قبل آلة الدمار "الإسرائيلية" في حرب صيف 2014، وفشل جميع الجهود في إعادة بناء منازلهم.

وتتركز الكرفانات في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، ومنطقة الشجاعية شرق القطاع، ومنطقة خزاعة شرق خانيونس جنوب القطاع.

وقد تعرضت الكرفانات خلال العامين الماضيين إلى الغرق جراء شدة الأمطار والمنخفضات الجوية، واضطروا إلى تركها مؤقتاً جراء تسرب المياه إلى داخلها وتجمع برك المياه حولها.

مئات المواطنين يستصرخون ولم يجدوا من يغيثهم لتخليصهم من عذاب رحلتي الشتاء والصيف.

وتجلس الحاجة أم محمد النجار (63 عاما) أمام كانون النار للحصول لتخفيف برودة الكرفان الحديدي الذي تسكنه وأفراد عائلتها.

وتقول النجار: الحياة داخل الكرفان هي شكل جديد من أشكال العقاب، من شدة البرودة في الشتاء خاصة في ساعات الليل، واستمرار انقطاع الكهرباء.

وتضيف أن هذه البيوت المصنوعة من الصفيح لا توفر لنا الدفء في الشتاء، إضافة إلى أنك مع شدة المطر والرياح، لا تشعر بالراحة إطلاقاً وتضطر للبقاء مستيقظا طوال الليل خشية من اقتلاع الرياح لسقف الكرفان أو تسرب المياه لداخله.

وتنظر الحاجة النجار إلى منزلها المدمر الذي يبعد عدة أمتار عن مسكنها الجديد بعين الحسرة، وتقول "كنا نعيش في منزلنا الذي يقينا من برد الشتاء وحرارة الصيف أما اليوم فنتذوق العذاب بطعم البرد في الشتاء والحرارة في الصيف".

وجددت مناشدتها لذوي الاختصاص بالعمل العاجل على اعادة اعمار منزلها الذي دمره الاحتلال بشكل كلي لكي يتخلصوا من رحلة العذاب.

حياة الحاجة النجار هي نفس حياة مئات القاطنين في كرفانات على طول الشريط الحدودي شرق قطاع غزة.
 
 
 
 
 
 
(صحيفة الحياة الجديدة)
 
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد