تقارير وتحقيقات

رجال الانفاق .. نور في عتمة الارض

|
رجال الانفاق .. نور في عتمة الارض

 غزة/ وكالات /  ثمة رجال في غزة عاهدوا الله سرا وعلانية، منهم من قضى نحبه ومئات ينتظرون على خط النار، ويعدون ما استطاعوا من قوة لمعركة قادمة فيظفرون بشهادة مشتهاة او فتح مبين.

في قلب الارض ذاتها التي دوما تتسع لشهيد اخر، رحل 7 رجال من كتائب القسام من وحدة الانفاق، اعمارهم بعدد انفاس الورد، عملوا بصمت في ظلام الارض لنرى نور ما صنعت ايديهم ذات مواجهة حين يُعلن عن "تسلل خلف خطوط العدو وعودة المقاومين الى قواعدهم بسلام" فيفرح من امن ان المقاومة هي خيار هذه الارض.
كانت اسماؤهم مخبأة بدفء البنادق، يمضون الى ذلك النور في نهاية النفق باسمين، لكل واحد منهم من اسمه نصيب فهذا الغزوان الذي يعد للغزوة القادمة، وعز الدين الذي يصنع لعز آت بمعوله، والوسيم ابن 19 عاما الذي لا يكل بالعمل مع المحمود في ما يصنعه، والنضال من خلفهم يدا بيد مع الجعفر. رحلوا بين معركتين، اثناء ترميم نفقٍ قديمٍ كان قد استخدمه المجاهدون في معركة العصف المأكول، بانتظار معركة اخرى ستأتي.
رجال الانفاق الذين يعدون منذ سنوات بصمت وسيستمرون بالعمل لما هو آت، كتبوا بايديهم حكايات ذُهل العالم لرؤيتها، فهم من شقوا الطريق الى "ناحل عوز" لنعرف وقتها معنى من "مسافة صفر" وتصبح جملة "عودة المنفذين الى قواعدهم بسلام" اجمل ما نردده، واكثر ما يصيب الاحتلال بالهزيمة والفشل.
هم انفسهم رجال الانفاق الذين زرعوا الحلم في تربة الارض واحتضنوه. يحمونه بمعاولهم، فيكبر بتعبهم وعرقهم ليلا ونهارا، بردا وشتاء، حتى بزغ الحلم حرية، فكسر 1027 اسيرا القيد في صفقة تبادل وفاء الاحرار مع الجندي جلعاد شاليط، لتكون بداية  فقط لحرية قادمة لمئات الاسرى وفي الايدي شاؤول آرون وبقية لا يعلم عددهم الا قليل.
رجال الانفاق الذين استطاعوا تحويل الارض لأهم سلاح نوعي واستراتيجي في مواجهة الاحتلال، بدأت عملياتهم في ايلول 2001 حين تهاوى موقع "ترميد العسكري" رمادا واصبح اثرا بعد عين عقب تفجيره بنفق استطاع الوصول الى قلب الموقع العسكري وتفجيره بعبوة ناسفة، لتبدأ بعدها رحلة غضب الارض التي لم يفهمها الاحتلال منذ 15 عاما، فتطاير البرج العسكري لجيش الاحتلال في منطقة "يبنا" بمدينة رفح الى شظايا في عام 2003، بعد استهدافه بنفق يبلغ طوله 200 متر، ليتهاوى بعد عام موقع حاجز ابو هولي العسكري في منطقة القرارة ومعه 7 جنود من جيش الاحتلال قتلى وعشرون جريحا،  ليسقط في نفس العام موقع "جي في تي" العسكري عند معبر رفح الحدودي بنفق بلغ طوله 600 م قتل خلالها 7 جنود، لتأتي بعدها البشرة في 2006 حين تم تفجير موقع كرم ابو سالم واسر الجندي جلعاد شاليط من خلال نفق طوله اكثر من 400 م. وفي العدوان الاخير على غزة كانت الانفاق السلاح الاهم والاخطر وفي ناحل عوز عبرة لاولي الالباب.
كتائب القسام التي نعت رجالها قالت في بيان لها " أن رجال الأنفاق نذروا لله أرواحهم، واستعذبوا على درب الجهاد التضحيات، جادوا بأوقاتهم ودمائهم وبأغلى ما يملكون من أجل رفعة دينهم ووطنهم وإعداد العدة للذود عن أبناء شعبهم وحياض أمتهم ولتبقى شوكة المقاومة في غزة عصية على الانكسار".
واضافت " لولا رجال الأنفاق ما كان إيلام الاحتلال، ولولاهم لما كان الصمود والانتصار، ولولاهم لما كان الدوس على رؤوس الجنود من مسافة صفر، ولولاهم لما كان أسر شاليط وآرون وغيرهم من مفاتيح الحرية لأسرانا"، "مضيفة "هم رجال يعرفهم بطن الأرض أكثر من ظهرها، رجال أخفياء لا يعرفهم الناس وحسبهم أن الله يعرفهم فكيف للعدو أن ينسى". !
ونحن ايضا لا ولن ننسى.

عن "وطن للانباء "

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد