تقارير وتحقيقات

أنفاق المقاومة.. 3 مفاجآت تنتظر إسرائيل إذا فكرت بحرب على غزة

|
أنفاق المقاومة.. 3 مفاجآت تنتظر إسرائيل إذا فكرت بحرب على غزة

 اخباريات:  عاد ملف "أنفاق المقاومة في قطاع غزة"، ليظهر على الساحة مجدداً بكل قوة، ويتصدر أبرز عناوين الصحف والوكالات المحلية والدولية والإسرائيلية، خاصة بعد استشهاد 7 من عناصر"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" خلال عملهم بأحد الأنفاق الحدودية شرق غزة، وما صحب ذلك من موجة "غضب وتهديد" إسرائيلية كبيرة.


وبحسب تقرير نشرته صحيفة الخليج اون لاين، فإن أنفاق المقاومة الفلسطينية الممتدة أسفل الأرض باتجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة، باتت تُشكل حلقة رعب وقلق كبيرين لدى حكومة الاحتلال، وآلاف المستوطنين الذي يسكنون بالمناطق التي تسمى بـ"غلاف غزة".

الاحتلال الذي فشل في القضاء على الأنفاق بكل الوسائل القتالية والتقنية التي استخدمها على مدار السنوات الماضية وخاصة في حربه الشرسة الأخيرة على القطاع صيف 2014، وتحذيره الدائم للمستوطنين من عمليات مفاجئة للمقاومة من "قتل أو خطف"، جعل كل المناطق المحيطة بالقطاع "مناطق أشباح"، وأدخل "الهوس" في عقول المستوطنين، وأجبرهم على النوم وتحت رؤوسهم "سكاكين"، خاصة بعد حديثهم عن سماع عمليات الحفر تجري أسفل منازلهم.

ومع تلك التطورات الخطيرة، وجه مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي رسائل تحذير شديدة اللهجة لحكومة بنيامين نتنياهو، تطالبه فيها بالإسراع في وضع حد لتطور أنفاق المقاومة في غزة، والتي سيكون لها "كلمة الفصل" في أي مواجهة مقبلة مع الجيش الإسرائيلي، قبل حدوث مفاجآت عسكرية ستعجز الحكومة عن استيعابها.

- مفاجآت الأنفاق الثلاثة

مراسل "الخليج أونلاين"، تحدث مع أحد قادة فصائل المقاومة في قطاع غزة، ويدعى "أبو حمزة" (رفض الكشف عن اسمه الحقيقي لدواع أمنية)، الذي أكد أن "سلاح الأنفاق الحدودية بات من أقوى الأسلحة التي تعتمد عليها المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والتي ستكون لها الكلمة القوية وقلب المعادلة العسكرية مع جيش الاحتلال في حال فكر بتنفيذ أي حرب جديدة على القطاع".

وقال أبو حمزة: "الأنفاق الموجودة تحت الأرض التي يتجاوز عددها الـ50 نفقاً، بأعين مختلفة ومتشعبة، موزعة على طول الشريط الحدودي للقطاع مع إسرائيل، بدأت عملية ترميمها في اليوم نفسه الذي انتهت به الحرب الأخيرة، والعمل فيها مستمر حتى اللحظة، وشهد تقدماً كبيراً في ترميم ما دمره الاحتلال، وتطوير أنفاق جديدة".

وكشف أن "المقاومة استطاعت خلال عام ونصف تقريباً، حفر أنفاق أكثر عمقاً أسفل الأرض، وتتجه لكيلومترات نحو البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع من كل الجوانب، حتى وصلت إلى مناطق لا يمكن لجيش الاحتلال أن يتوقعها الآن".

وأضاف القيادي "أبو حمزة": "المناطق الإسرائيلية التي وصلت إليها الأنفاق ستكون المفاجأة الأولى للاحتلال الذي سيبقى عاجزاً عن تخيل مدى قوة وتطور المقاومة من حيث المكان والعمق، والتي وقفت كل أجهزته الاستشعارية عاجزة عن فك هذا اللغز".

وكشف أن "المفاجأة الثانية تكمن في مدى تحمل وصلابة تلك الأنفاق للقصف الإسرائيلي والقنابل الارتجاجية التي ستُلقى على الأنفاق من الطائرات أو الدبابات لتدميرها، في أي مواجهة مقبلة"، موضحاً أن "الأنفاق الجديدة تعاملت مع تلك المخاطر، وتم تجهيزها لتجاوز القصف وحماية المقاومين الموجودين بداخلها".

وحول المفاجأة الثالثة؛ كشف "أبو حمزة" أنها تتمثل في قدرة الأنفاق على استيعاب إطلاق عدد كبير من الصواريخ المتطورة وقذائف الهاون تجاه البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، والتخفي عن أجهزة الرادار الإسرائيلية، ومساعدة المقاومين على الهروب بداخلها من أي هجوم إسرائيلي، وسرعة التخفي في حال خطف جنود إسرائيليين".

وركزت "إسرائيل" بشكل كبير على خطاب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هينة، خلال تشييع 7 من عناصر كتائب القسّام قبل أيام، حين قال: إن الأنفاق بنيت "لحماية الشعب الفلسطيني وتحرير الأماكن المقدسة"، وإن طولها بلغ ضعفي طول الأنفاق التي حفرت خلال حرب فيتنام"، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل إشارات سلبية وإنذاراً أولياً لحرب جديدة قادمة سلاحها الأنفاق.

وكانت المفاجأة الأخرى، حين أعلن القيادي في "حماس"، خليل الحية، أن "النفق الذي ارتقى فيه الشهداء السبعة هو ذاته الذي أسرت كتائب القسام من خلاله الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون في العدوان الأخير على غزة".

وكانت كتائب القسام قد أعلنت قتل 14 جندياً وأسر الجندي شاؤول آرون في عملية نوعية تم فيها تدمير ناقلة جند شرق حي التفاح في 20 يوليو/حزيران 2014.

- حرب الأدمغة مع إسرائيل

وحول سرية العمل داخل الأنفاق، وحرص المقاومة على إخفاء تطورها، و"حرب الأدمغة" المستمرة مع الاحتلال وأجهزة مخابراته، كان لقاؤنا مع "أبو مجاهد"، الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية، الذي أكد أن "الأنفاق باتت من أقوى الأسلحة التي تملكها كافة فصائل المقاومة في قطاع غزة، بجانب الصواريخ التي شهدت تطوراً كبيراً، خاصة ما ظهر خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة".

وقال "أبو مجاهد"، لمراسل "الخليج أونلاين" في غزة: "المقاومة دائماً تسعى لتطوير قدراتها العسكرية والتقنية، لمواجهة تطور الجيش الإسرائيلي، وسلاح الأنفاق القوي والرادع الذي تملكه على حدود غزة، هو من أحد السبل التي ستردع الاحتلال".

وعزا تخوف الاحتلال من أنفاق غزة إلى "عدم وجود أي معلومات رسمية يملكها الاحتلال، توضح له مدى تطور الأنفاق أو حتى الأماكن التي تصل إليها داخل العمق الإسرائيلي، وهذا ما يخيف الاحتلال بشكل كبير ويجعله يتخبط في تصريحاته".

ومساء الاثنين الماضي، خرج الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" على ظهر دبابة إسرائيلية تم الاستيلاء عليها خلال العدوان الأخير، في حفل تأبين شهداء القسام السبعة، وأكد أن "المقاومة استطاعت أن تراكم قوتها، وأنها ستزلزل الأرض من تحت أقدام العدو وتفاجئه بما لم يحسب له أي حساب"، وبحسب مراقبين، فإن تصريحات القسام، دلالة على أن الأنفاق ستكون "حلبة" أي معركة قادمة.

وتتهم إسرائيل "حماس" وباقي فصائل المقاومة، بمواصلة حفر أنفاق تحت الأرض قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وأكد قادة عسكريون إسرائيليون أن "سلاح الأنفاق يشكل رادعاً استراتيجياً مهماً لدى المقاومة، وسيكون له تأثير بالغ في حسم مسارات أي مواجهة مقبلة لمصلحة المقاومة، خاصة في العمليات البرية".

- عنوان المعركة المقبلة

بدوره، يرى ناصر عريقات، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن "الاحتلال عجز عن وضع حلول للقضاء على سلاح الأنفاق أو حتى إيقاف تمدده أسفل الأرض".

وأضاف عريقات، لمراسل "الخليج أونلاين": "إسرائيل تخشى تماماً الأنفاق، والأمر يُشكل لها قلقاً كبيراً، خاصة أن المقاومة استطاعت خلال أشد أيام الحرب من القصف والمواجهات التسلل خلف مواقع العدو وقتل وخطف عدد من الجنود الإسرائيليين".

وتابع: "الحرب المقبلة بين الفلسطينيين وإسرائيل سيكون عنوانها الرئيسي هو الأنفاق، التي وعدت فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة "حماس"، أن تكون طريقاً جديداً للنصر وخطف المزيد من الجنود الإسرائيليين، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين".

وكشف الخبير الأمني، أن "قدرة المقاومة على إخفاء كل المعلومات عن الأنفاق وطريقة عملها والأماكن التي تصل إليها، جعل الاحتلال يفكر بكل الطرق، من بينها العملاء، لجلب معلومات عن تلك الأنفاق، إلا أن ذلك فشل ولم يحصلوا على شيء، بسبب حرص المقاومة وذكائها في إخفاء تفاصيل سلاحها الجديد".

وبصورة متواصلة تنفذ قوات الاحتلال أعمال الحفر والتمشيط على الحدود مع قطاع غزة لمجرد الاشتباه بوجود نفق للمقاومة، بهدف تدميره.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، حركة حماس، حال استخدامها الأنفاق في هجمات محتملة ضد "إسرائيل" قائلاً: "إننا نعمل بشكل ممنهج، وبرباطة جأش، ضد جميع التهديدات، بما فيها التهديد الذي تمثله حماس، ونستخدم الوسائل الدفاعية والهجومية على حد سواء".

وشن الاحتلال الإسرائيلي في السابع من يوليو/تموز 2014، عدواناً على غزة استمر 51 يوماً، أدى إلى استشهاد 2322 فلسطينياً، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكرياً، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 شخصاً، بينهم 740 عسكرياً، خلالها.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد