تقارير وتحقيقات

"EzPilot" ابتكار تكنولوجي شبابي فلسطيني

|
 "EzPilot" ابتكار تكنولوجي شبابي فلسطيني

 كتبت - علا موقدي:  هو شاب لم يتجاوز 22 عاماً, موهبته تخطت عمره الفعلي بسنوات, وذكاؤه العلمي جعل منه ثروة فلسطينية تنافس بها دول العالم أجمع.

صلاح عمر حسين مواليد عام 1993 ابن قرية زيتا الواقعة جنوب مدينة نابلس, يدرس تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة, فهو الأخ الأكبر لأربعة إخوة ذكور واثنتين من الإناث, لم تتوقف عائلته يوماً منذ نعومة أظافره عن تقديم الدعم اللازم له بعد أن اكتشفت موهبته في تفكيك الإلكترونيات ومحاولة إعادة تركيبها.

درس في مدرسة ذكور زيتا الثانوية, كانت صفوفه المدرسية الأولى تتشابه تماماً مع أي طالب مدرسي, إلى أن وصل الصف العاشر الأساسي  الذي يعتبر النقطة المفصلية في حياته, عندما طرحت مسابقة لإنتاج أجهزة علمية لمديرية التربية في محافظة سلفيت، وحصل على المركز الأول في تصميم جهاز يشرح آلية عمل ضغط السوائل.

بنظرات تأملية يسترجع صلاح ذكرياته، ويصف الدافع القوي الذي اكتسبه بعد الفوز ليواصل طريقه نحو المجد في العام نفسه, ويشترك في مسابقة الكأس العالمية للحوسبة والانترنت لبرامج الوورد و الإكسل, لكن الحظ  لم يحالفه ليحصد مرتبة كما حصل في المسابقة الأولى, فتجددت روح المنافسه لديه وخاض دورة تدريبيه، وحصل على الشهادة  الدولية للحاسب والإنترنت.

وفي مرحلته الثانوية شارك في مسابقة فلسطين للعلوم و التكنولوجيا، وحصل على المركز الأول على مستوى محافظة سلفيت والسادس على مستوى الوطن.

كان التميز رفيق دربه, تمكن في هذه المرحلة من التعرف على مدير شركة ابتكر للريادة والإبداع التكنولوجي في مدينة رام الله، وعرض بعض الأفكار عليه التي جعلت المدير يذهل من دهاء هذا الشاب ويعينه مسؤولاً عن التدريب والتطوير في الشركة, لينتقل من طالب في صف الأول ثانوي إلى موظف يتقاضى راتباً شهرياً يعادل راتب أستاذه المدرسي.

مع بداية عام 2013 عمل مع مؤسسة الرؤية العالمية، وبدأ بتدريب طلاب المدارس على كيفية اختراع إلكترونيات، وبعد مرور أسبوعين من العمل تم اختياره من بين عشرة أشخاص للمشاركة في مؤتمر في ايرلندا ليكون ممثلاً عن مؤسسة الرؤية في العالم كله.

 يقول ضاحكاً أنه بعد هذه الانجازات لم يحصل على شهادة الثانوية العامة في الفرع العلمي إلا بعد ثلاث مرات من المحاولة لأن العمل أشغله عن الدراسة.

لم تمض إلا أشهر قليلة وبدأت فكرة تأسيس شركة ناشئة تدور بمخيلته, تلقى التدريبات والدورات التعريفية عن كيفية إنشاء مثل هذه الشركات إلى أن وصل به المطاف للمشاركة في دورة تدريبية  داخل جامعة النجاح الوطنية تتعلق بالريادة والتي تمكن من خلالها فيما بعد بمساعدة مبرمج استرالي وشريكه فراس أبو نمرة من تأسيس شركة EzPilot"" ، والتحضير لتسجيلها بشكل رسمي في وزارة الاقتصاد والدوائر الرسمية المختصة.

في تلك الزاوية من الحاضنة التكنولوجية الواقعة داخل أروقة المعهد الكوري في جامعة النجاح الوطنية يقع مكتب الشركة الرئيسي, والذي تمكنت من إجراء حديث صحفي مع مديرها صلاح حسين.

 

 

 

بداية هل تعرفنا أكثر عن طبيعة هذه الشركة ؟  

هي شركة ناشئة بفكرة ريادية تقوم على تحليل البيانات وجمعها من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأجهزة الذكية, تعتبر الأولى والوحيدة في فلسطين, كما أنها تستهدف جميع مناطق الشرق الاوسط.

 من أين أتت لك الفكرة الرئيسية لإنشاء مثل هذه الشركة ؟

جاءت الفكرة بعد الإحساس بالمشكلة التي يعاني منها الأشخاص في مراكز الإحصاء المركزي والمؤسسات الدولية و طلاب الماجستير وطلاب الأبحاث العلمية, الذين يستخدمون الطريقة التقليدية في تجهيز استبياناتهم الورقية ومن ثم يضطرون للذهاب إلى الميدان لجمع المعلومات والعودة مرة أخرى لتفريغها فهذه العملية تحتاج إلى وقت طويل وقد تكون نسبة الخطأ عالية وبالتالي تفقد الدراسة أهميتها فالأفراد بحاجه إلى دقة معلومات وسرعة جمعها, وهذا ما توفره لهم شركتنا.

ما هي أهم التطورات الفعلية التي حدثت معك بعد تنفيذ المشروع؟

تطور البرنامج بحيث أصبح يعمل أعمال الاستبيان جميعها من إنشاء الاستمارات وجمعها ومن ثم تحليلها وحالياً نركز على فلسطين بداية، وخلال الشهر الماضي تواجدنا في الأردن أنا  وشريكي لحضور مؤتمر لمؤسسة فرنسية, شاركت به أكبر 35 مؤسسة عالمية.

ويسترسل قائلاً :" كان التنافس عالمي فعرضنا خدمات شركتنا, وصنفت من ضمن   أفضل 6 شركات تزود خدمات جمع وتحليل البيانات".

لكل موضوع موقف ساعده على الخروج للنور فكيف بدأت فكرة المشروع؟

تبلورت فكرة المشروع منذ حوالي عام, بعد أن قمنا في مؤسسة الرؤيا العالمية بعمل دراسة خاصة بالمؤسسة وجمعنا المعلومات وفرغنا الاستبيانات, لنتفاجئ فيما بعد بنسبة خطأ كبيرة اجبرتنا على إعادة جمع الإستمارات مرة أخرى مما زاد التكاليف بنسبة عالية, من هنا انطلقنا بفكرة جمع المعلومات على النمط الإلكتروني, وفي الوقت نفسه نحن لا نريد إلغاء طريقة المقابلات التي تتم فيها الاستبيانات الورقية لأن المقابلة ضرورية لتكون نسبة المصداقية عالية.

و بدأنا بالعمل فعليا منذ شهر 10 من العام الماضي، وحالياً نعمل مع شركة استرالية لتطوير البرنامج.

لو تحدثنا قليلا عن أهم الصعوبات التي واجهتك خلال تنفيذ المشروع و متى شعرت بالخوف من فشله؟

اذا ما تحدثنا عن الصعوبات في المشروع الحالي بالتحديد فهي قليلة نسبياً وذلك يعود الى التجربة التي اكتسبتها خلال الخمس سنوات الماضية فكانت الصعوبات الماضية وعلاجها قوة ايجابية في المشروع الحالي وتراكمات من الخبره قلصت المشاكل التي من المفروض طبيعيا أن اواجهها.

ويردف قائلاً :"من وجهة نظري الشخصية لا اخاف من الفشل بل اعتبره تجربة جديدة اكتسب منها خبره وتفتح لي آفاقاً جديدة وتجعلني قادراً على تلافي الوقوع في أي مطبات مشابهة لكن بما أن فكرة المشروع جديدة فقد كانت نقطة التحدي ولا اسميها "خوفا من الفشل" بل هي العمل على زيادة الوعي عند الزبائن لتقبل التغير والحل الجديد الذي يعارض كلياً الطرق القديمة والأساليب العادية المتبعه في جمع وتحليل البيانات".

بماذا يختلف التطبيق عن جوجل درايف وغيره من البرامج المشابهة؟

في جوجل درايف يجب أن تكون متصلاً دائماً بالإنترنت كذلك نوعية الأسئلة محدودة باختيار من متعدد وإدخال نص فقط.

في برنامجنا لا يتشرط الاتصال بالإنترنت أثناء جمع المعلومات, نقوم فقط بتجهيز الاستمارة في المكتب بوجود الإنترنت ثم تحميل التطبيق على الأجهزة الذكية أو من خلال رابط إلكتروني, كذلك فإن نوعية الأسئلة مختلفة، ويمكن إضافة صوت, صورة,  فيديو, وتحديد الموقع الجغرافي الذي تم إدخال المعلومة منه.

ما هي احتمالية  وجود خطأ في هذا التطبيق؟

لا مجال لوجود أخطاء لأن جمع المعلومات وتفريغها وتحليلها إلكترونياً على العكس من الطريقة التقليديه التي ربما من يجمع المعلومات يختلف عن من يقوم بتفريغها أو تحليلها بالتالي فإمكانية أن يخطئ أحدهم وارده.

من ناحية أخرى يتابع: "نستطيع أن نتحكم في الأسئلة المطروحة ولا مجال لوجود الأخطاء أثناء الإجابة فعلى سبيل المثال إذا قمنا بسؤال أحدد الأشخاص عن عدد الأطفال في الأسرة، وقام بالإجابة على أنهم 5 أطفال ثم في سؤال آخر أجاب بعدد مختلف فإن البرنامج يقوم بإعطائه تحذيراً أن الجواب لا يتوافق مع الأجوبة الأخرى السابقة ".

كيف يستطيع الأشخاص الحصول على هذا التطبيق ؟

من خلال التوجه إلى المكتب الرئيسي في الحاضنة الإلكترونية حيث نقوم بتزويدهم بداية بدورة تدريبيه تعريفية عن التطبيق ومزاياه وكيفية التعامل معه، وكيفية إنشاء استمارة, وبعد ذلك تحميله على الجهاز الإلكتروني الخاص به من خلال حزمة إلكترونية.

فيما يتعلق بالتكلفة المادية هل هذا التطبيق يعتبر أقل سعراَ أم أنه لا يختلف كثيراً عن الطريقة التقليدية؟

بالطبع هناك فرق واضح في التكلفة من خلال التطبيق قد تكون التكلفة أقل خاصة في المؤسسات الكبيرة, لأنه إذا المؤسسة تريد أن تجمع 5 استمارات كل استمارة 1200 نسخه, ما يعادل  6000 ورقة  على أقل تقدير كل استمارة منهم قد تكلف 5 دولار غير شامله للتحليل, وبالتالي التكلفة تعادل 25 ألف دولار, أما في التطبيق فإنك تختصر على الأقل 2 دولار من كل استمارة سعر تفريغ المعلومات بالتالي كلما اختصرت العملية كلما قلت التكاليف.

أخبرنا من هو الداعم الأساسي لك لإنجاح هذا المشروع؟

الدعم للشركات الناشئة موجود فعلياً في فلسطين, وكانت الحاضنة التكنولوجية داخل المعهد الكوري في جامعة النجاح الوطنية هي الداعم الأكبر لإنجاح هذا المشروع, ووفرت المكان والتجهيزات اللوجستية لنوصل الفكرة, مما زاد من قوتي وثقتي لإتمام ما بدأت به.

ويتابع "كثير من المؤسسات الفلسطينية تحاول أن تتبع الطريقة العالمية في دعم هذه المشاريع فهي شركات رياديه شبابية عمر الريادة في فلسطين يزيد عن السبع سنوات ".

ما هي الرؤية المستقبلية للتطوير الشركة؟

نحن نأمل في أن يكون عدد موظفينا أكبر ويشمل أماكن أكثر في فلسطين والشرق الأوسط.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد