كتب - يحيى رباح: اللهم لا شماتة، ولكن المأزق الهائل الذي دخلت فيه جماعة الاخوان المسلمين في الاردن الشقيق يشير بوضوح ان زمن الصفقات السرية الذي تعود ان يعيش في ظلالها الاخوان منذ تأسيسهم في مصر عام 1928 وامتدادهم الى ما يقارب قرن من الزمان في المنطقة العربية ثم في العالم اجمع، قد انكشف بشكل كامل وانتهى ليس أمنيا فقط ولكن حضاريا، وان جماعة الإخوان المسلمين الذي ولد من رحمها هذا الكم الهائل من التكوينات الإرهابية، مثل التنظيم السري والقاعدة وداعش وجبهة النصرة وانصار بيت المقدس وانصار الشريعة وجند الله وغيرها وغيرها... الخ، قد دخلت في نهاية الشوط الى حاجز الرفض المطلق من شعوب ودول المنطقة والعالم، بعد ان كبدت امتنا الإسلامية خسائر فادحة ولم تجد شيئا سوى القتل والدمار والتخريب، وانها كانت تعيش في مربعات البؤس والجهل ولم تنتج طيلة ما يقارب قرنا من الزمان شيئا يعتد به سوى اسقاط كل المحرمات، بل انها اختتمت حياتها في مصر موطنها الاول بافدح مؤامرة اذ قبلت ان تكون سيناء مقبرة للمشروع الوطني الفلسطيني واتفاق صريح مع اسرائيل الذي ربما كان السبب الاول في قيام الشعب المصري وجيشه العظيم بتوجيه الضربة القاضية ضد جماعة الاخوان المسلمين الذي تفرع منها في كل مكان ما اساء للإسلام اكثر مما اساء له كل اعدائه.
مأزق النهاية للجماعة في الاردن الشقيق بانشقاق كبير وانقسام الجماعة الام وبقائها تلعب خارج القانون وتظهر في صور الشيء ونقيضه في آن واحد، وتتحرك عبر اجسام بديلة مثل جبهة العمل الاسلامي وتمدد في جسم النقابات الاردنية العديدة ولكن يد القانون الاردني النافذة طالتها اخيرا، ودرجت الوعي العالي لدى الشعب الاردني الشقيق بدأ يقطع عليها الطريق فبدأت تواجه الهزائم في النقابات، واغلاق مراكزها الكثيرة في المدن الاردنية، في العاصمة والمراكز الرئيسة، ما كان متاحا الامس اصبح مستحيلا اليوم.
الاخوان المسلمون في المنطقة والعالم يمرون الان في منحنى حضاري وخطي، وثبت من سيرتهم الطويلة انهم لا يستطيعون ان يعيشوا في النور مطلقا، وكانوا دائما يعتمدون على الصفقات المريبة التي تعقد بينهم وبين الاجهزة، وانهم لم ينجحوا سوى في استغلال بؤر البؤساء، وجهل الجهلاء وفقر الفقراء، وهذا يحمل النظام العربي الجديد مسؤوليات حقيقية نحو تنمية مستقرة وعادلة، وعدم ترك الطبقات الفقيرة فريسة للذئاب، لكن في النهاية جاء الزمن الذي ينتصر فيه الاسلام ويخسر فيه المتاجرون به، وهذا هو الفتح العظيم.