فسحة للرأي

خلق النموذج هو ما تحتاجه " فتح"

محمد حمدان |
خلق النموذج هو ما تحتاجه " فتح"

 كتب - محمد حمدان *:  يحدث أن تصل الحركات الإجتماعية والسياسية في مسيرتها إلى حالة من التراجع بعد وصولها إلى الذورة، وهي حقيقة تنطبق على مختلف التجارب المحلية والإقليمية والدولية، وجوهرها يقوم على الدورة الحياتية لهذه الحركات وطبيعة التحول والتطور لكل منها.

" حركة فتح" حركة مرت بمختلف مستويات التطور، مرحلة التأسيس وما رافقها من شك وعدم يقين في نجاح الفكرة، ثم مرحلة الإيمان والتوسع، مرورا بالذروة بكل ما فيها من سطوة ونفوذ وتأثير على مختلف المستويات، واخيرا حالة من التراجع والإنحسار لعدة عوامل ذاتية، واخرى خارجية موضوعية.
وبعيدا عن مستوى التحليل السياسي والتنظيمي مع حفظ أهميته، التي في غالبها يسير في مسارات نقدية ، تبث التشاؤم في النفوس بمبرر احيانا وبدون مبرر أحيانا كثيرة.
إن ما وصلت له حركة فتح من تراجع يأتي بالاضافة لكل العوامل السياسية والتنظيمية، بسبب ضعف قدرتها على خلق نماذج جديدة تواكب التطورات السياسية والميدانية المتسارعة، وهو ما يمكن أن يعيد حركة فتح الى المستوى الثاني من مستويات الدورة الحياتية للحركات الاجتماعية والسياسية.
العودة الفتحاوية إلى مرحلة التوسع و من ثم الذورة يتطلب بالضرورة دراسة تجربة الحركة في إقليم نابلس بعد الإنتخابات الداخلية الأخيرة، التي أفرزت في قيادتها نخبة من أبناء الحركة من حملة الشهادات العليا، والأسرى المناضلين، و خمسة من الأخوات الذين فازوا إنتخابا متجاوزين حد الكوتة النسوية المقرة داخل أطر الحركة.
هذه التجربة بما لها وعليها، نجحت في إفراز الشكل الذي يعبر عن حركة فتح بقدرتها على الجمع بين المناضل والأكاديمي، والرجل والمرأة في إطار يحترم التعددية والإختلاف، وينتظم للنظام الداخلي، وفي الوقت ذاته، يتواصل مع الجماهير في حركة مستمرة لا تستكين.
نجحت حركة فتح في إقليم نابلس حتى الآن بقيادة المقاومة الشعبية، المتصادمة مع الإحتلال بقوة وشراسة، وظهر ذلك في مناسبتين ( مسيرة حوارة، ومسيرة برقة)، كما إستطاعت الحركة الحفاظ على الوحدة الوطنية مع مختلف فصائل العمل الوطني والمؤسسات الاهلية والمدنية.
التجربة الفتحاوية في نابلس بعد مرور عام ونصف عليها تحتاج الى دراسة اكثر عمقا، ونشرها كنموذج على مختلف الأطر الحركية، حتى توازن ما بين متطلبات التنظيم، ومعطيات المراحل السياسية، وتصون العلاقة مع الضمان الحقيقي للقضية الفلسطينية متمثلا بالجماهير، وهذا يعني ان تعي النواة الصلبة في القيادة الفتحاوية مسؤولياتها، وتحمل معول البناء، وتقوم بعض ممارساتها بما ينسجم مع إرادة الحركة وجماهيرها.

* قيادي فتحاوي/ نابلس
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد